التهديدات الروسية من منظور خبراء الأسلحة النووية

حسناء بو حرفوش

ماذا يقول كبار الخبراء عن احتمال لجوء روسيا الى الأسلحة النووية في أوكرانيا للتغطية على خسائرها التي منيت بها مؤخراً؟ الاجابة في مقال في موقع thedrive الالكتروني، يحذر من أن أي “استخدام للسلاح النووي التكتيكي مهما كان محدوداً، من شأنه أن يغير مجرى تاريخ البشرية”.

ويشارك المقال رأي بعض الخبراء انطلاقاً من السؤال التالي: “هل تضاعف الظروف الحالية في أوكرانيا من احتمالات استخدام روسيا للسلاح النووي، خصوصاً في ما يتعلق بما يسمى (التصعيد من أجل خفض التصعيد)؟

بالنسبة الى هانز إم كريستنسن، من اتحاد العلماء الأميركيين، “ربما ليس (بأسلوب دراماتيكي)، ولكن بما أن الحرب تسوء بالنسبة الى روسيا ونبرة الخطاب تتصاعد، فهذا يشير إلى استعداد أكبر لاستعمال الورقة النووية بصورة صريحة في سياق أوكرانيا. في شباط الماضي، استخدمت التهديدات النووية عموماً للإشارة إلى الناتو بعدم التدخل مباشرة، والآن تذكر التهديدات النووية صراحة ضد أوكرانيا. هذا ليس سيناريو التصعيد كما هو موصوف في مراجعة الوضع النووي للعام 2018 لأن روسيا لا تتعرض لهجوم من الناتو وبالتالي، مصير الدولة الروسية ليس على المحك، كما لا يتناسب مع سياسة روسيا المعلنة، لكن تصريح ميدفيديف في وقت سابق نهاية هذا الشهر، يبدو وكأنه محاولة للربط بين الاثنين. ومع ذلك، يطرح السؤال حول ما الذي ستكسبه روسيا من الاستخدام النووي وما الذي ستخسره؟ ويبقى أن الإجابات هي التي ستؤثر على القرار. وعلى الرغم من قعقعة السيوف وسياسة حافة الهاوية، لا شك في أن الروس يعرفون جيداً العواقب التي ستترتب على روسيا.

وحسب أنكيت باندا، الخبير في السياسة النووية ومؤلف كتاب (كيم جونغ أون والقنبلة): زاد خطر الاستخدام النووي من روسيا بعد بدء الحرب في شباط. وربما تزيد الانتكاسات الروسية في ساحة المعركة بصورة هامشية من مخاطر الاستخدام النووي، لكني ما زلت أقترح أن الخطر لا يزال منخفضاً. ومع ذلك، أظهر بوتين استعداده للمناورة لأنه يرغب في تحقيق أهداف سياسية.

ستيفن شوارتز حذر من أن الخطر الأكبر في الوقت الحالي هو عندما يهدد برد نووي للدفاع عن الأراضي الروسية، في إعلان قد يخلق فخاً خطيراً للالتزام، ويجبره على الرد من أجل تجنب الظهور بمظهر ضعيف وتقويض وضعه العسكري الهش بالفعل مع أوكرانيا وحلف شمال الأطلسي بالإضافة إلى الداخل.

ويرى مايكل كوفمان أن اللجوء الى النووي مباشرة ليس بالوارد. وربما يكون التفكير الروسي في الأسلحة النووية أقرب كثيراً إلى (التصعيد حتى لا تخسر) في ظل ظروف معينة، بدلاً من التصعيد للحفاظ على المكاسب. كما تجدر الإشارة إلى أن روسيا لم تستخدم الأسلحة النووية حتى بعد تعرضها لخسائر وهزائم كبيرة في أوكرانيا، لذلك من الواضح أن المعايير تتجاوز مثل هذه الخسائر في ساحة المعركة. وإذا تم تفجير سلاح نووي، حتى لمجرد إظهار الرغبة في استخدام الأسلحة النووية، ولم يقتل أحد وأدى ذلك الى عواقب إشعاعية قليلة فكيف سيرد المجتمع الدولي؟ وماذا عن الناتو؟ ماذا الذي سيحدث بعد ذلك مباشرة؟

يعقب هانز كريستنسن بالقول: من المرجح أن يأتي الرد الدولي على الاستخدام الروسي للنووي في أوكرانيا قوياً وبأغلبية ساحقة. إذ أن كسر المحرمات النووية بعد 77 عاماً سيشكل حدثاً سياسياً واجتماعياً وعسكرياً هائلاً. ومن المرجح أن يؤدي ذلك إلى مزيد من العزلة لروسيا، وقد يتخلى آخر أصدقاء بوتين عنه. أما باندا فيجد أنه من الأفضل للغرب الحفاظ على الغموض حول الطبيعة الدقيقة لاستجابته لفعل كهذا، مع الإشارة بوضوح إلى العواقب الوخيمة لخرق العتبة النووية”.

شارك المقال