الطعون الانتخابية: “الأفندي” ينتظر والنواب الجدد يواجهون

إسراء ديب
إسراء ديب

ينتظر الطرابلسيون نتائج المذكّرات التي سيُصدرها المجلس الدستوري تباعاً حول عدد من الطعون الانتخابية التي صدر بعضها منذ ساعات، إذْ حازت النتائج الأوّلية على اهتمامهم، خصوصاً مناصرو النائب السابق فيصل كرامي، نظراً الى إيمان “الكراميين” بأنّ النتائج الانتخابية الأخيرة كانت صادمة وغير صحيحة وأنّ “الأفندي جونيور” يحمل في جعبته الكثير من الملفات التي تتضمّن حقائق بالأرقام والوثائق التي تُثبت صحة ما تقدّم به من طعون.

فعلياً، انقسم الرأي العام الطرابلسيّ سياسياً بين مؤيّد لخطوة كرامي ومعارض لها، وبالتالي تلفت بعض الأوساط في المدينة إلى أنّ نتيجة الطعن ستكون لصالحه، فيما تشير أخرى إلى عدم توصله إلى النتيجة التي يرغب فيها لا سيما في ظلّ تأكيد النواب الذين تقدّم بالطعن ضدّهم التزامهم بقرار المجلس الدستوري وما يتخذه القانون من إجراءات “لا يخفي أحد أنّها تبقى غير منطقية، خصوصاً وأنّ الرأي العام الطرابلسي كان قد قال كلمته الفاصلة انتخابياً، الأمر الذي يعوق حرية التعبير والديموقراطية التي لا يُمكن الإساءة اليها”، حسب هذه الأوساط، بينما يستغرب أحد المعنيين السياسيين في حديثٍ لـ “لبنان الكبير” ما أسماه بـ”الهمروجة السياسية الجديدة، التي لم نكن نسمع بها مسبقاً كما نشهد اليوم، والتي أتى بها كرامي بعد سنوات لم يتمكّن فيها من تحقيق إنجازات إنمائية أو سياسية، فهو متمسك بإرث جدّه، عمّه ووالده، ويعتقد أنّ الاقطاعية التي يترأسها الأفندي لا تزال باقية بسبب تعطشه الى تحقيق مكاسب سياسية على حساب من قبله، وهذا ما لا يدفعه الى تحقيق نجاح يليق به كرجل سياسي من عائلة طرابلسية معروفة”.

في الواقع، عاشت طرابلس أخيراً لحظات عصيبة قبل إعلان القرارات التي صدرت عن المجلس بردّ 5 طعون بالانتخابات النيابية، وهي لكلّ من: بول حامض على الياس الخوري (طرابلس)، محمد شفيق محمود على بلال الحشيمي (زحلة)، إبراهيم عازار على سعيد الأسمر، شريف مسعد (جزين)، طانيوس محفوظ على جميل عبود (طرابلس) و”الأمل والوفاء” على فراس حمدان (حاصبيا مرجعيون). وشعر المواطنون بتخبّط الأوضاع في المدينة مع سماع إطلاق رشقات نارية حيناً، أو تنظيم بعض التجمّعات حيناً آخر، وذلك قبل الاطّلاع على هذه القرارات التي وإن جاءت لصالح كرامي فهي لن تمرّ مرور الكرام أبداً.

يُمكن التأكيد أنّ رئيس تيار “الكرامة” عاجز حتّى هذه اللحظة عن هضم نتائج الانتخابات، كذلك الأمر ينطبق على مناصريه الذين باتوا ينتظرون بفارغ الصبر القرارات الجديدة التي كان عليها أن تصدر منذ ساعات لكنّها خيّبت الآمال ويبدو أنّها ستتأجّل إلى الأسبوع المقبل، الأمر الذي يُريح بعض الطرابلسيين من “الهرج والمرج” الذي سيحدث بعد إعلان النتيجة، وقد لا يُريح بعضهم الآخر في وقتٍ يرفض المعارضون هذا الطعن بأصوله كافة، لأنّه قد يضمن عودة النائب الناطق باسم السلطة السياسية “الممانعة” التي تبغضها طرابلس أساساً، لتصبح عودته على حساب نائب الثورة في عاصمة الشمال أو “عروس الثورة”، رامي فنج كما تُشير المعطيات، والذي يُناصره عدد كبير من الطرابلسيين الذين آمنوا بالثورة ومبادئها التي كان يُنادي بها فنج، ما يدفعهم إلى رفض استبداله بصورة مطلقة. فيما تلفت معطيات أخرى إلى انتظار ما ستحمله الساعات المقبلة من تطوّرات أو تدخلات قد تُطيح بالنواب الجدد لمصلحة كرامي الذي “تُعيده بعض الأحزاب والتيارات الممانعة إلى الواجهة من جديد، ليبقى في الواجهة طرابلسياً، وقد تتغيّر الوقائع في اللحظة الأخيرة لمصلحته، وهذا ما نخشاه، أمّا إذا حملت القرارات نتائج معاكسة فسيشهد الشارع الطرابلسيّ ضجة كبيرة وذلك من مناصري كرامي لساعات قليلة تعبيراً عن غضبهم، وحتّى لو صدرت النتائج لصالحهم، فسيملأون الطرقات بالرصاص الطائش ليحثهم فيما بعد كرامي على ضرورة وقف إطلاق النار، وهذا ما نتوقعه أيضاً”، وذلك حسب ما يُشير مصدر سياسي لـ “لبنان الكبير”.

في السياق، ينتظر النائب فنج إصدار هذه القرارات، بعد تشديد منه على احترامه للقضاء وما يصدر عنه، لافتاً إلى أنه سيُتابع عمله بعد قرار إبطال النيابة (في حال صدوره). أمّا أوساط النائب ايهاب مطر فتقول لـ “لبنان الكبير” ان مطر “يقبل بأيّ قرار يتخذه المجلس الدستوري وهو كان دائماً وسيبقى تحت سقف القانون، فإذا كان شعار حملته الانتخابية يكمن في التغيير الحقيقي، فهو يرى أنّ التغيير يبدأ من تطبيق القانون لهذا السبب ننتظر قرار المجلس الدستوري الذي لا نشكّك بالتأكيد في قرارته التي عليها أن تكون على قدر من المسؤولية للنطق بأحكام بتفاصيل ملموسة وغير مسيّسة، ولهذا السبب نحن نرضى بأيّ قرار يتخذه”.

شارك المقال