كيف يمكن للولايات المتحدة مساعدة الايرانيين؟

حسناء بو حرفوش

تساءل المحلل الأميركي مايكل روبين في مقال بموقع “واشنطن إكزامينز” (Washington Examiner) الالكتروني عن الوسائل التي تستطيع الولايات المتحدة من خلالها “مساعدة الايرانيين الذين يتوقون الى الحرية”.

وحسب مقال روبين، “فنّدت مؤسسة (الدفاع عن الديموقراطيات) خطة من 10 نقاط من أجل دفع النقاش حول أفضل السبل لمساعدة المحتجين الايرانيين. وتقدم الخطة مقترحات كبيرة في ما يتعلق بالعقوبات المستهدفة التي تعتبرها مهمة لتشجيع المحتجين وإيصال رسالة الى قيادة النظام مفادها أن المجتمع الدولي سيحاسبه لا محالة. ومن خلال التركيز على الانتهاكات التي ترتكبها قيادة النظام في مجال حقوق الانسان، يمكن للعالم أن يؤكد على أن كبار المسؤولين في الجمهورية الاسلامية قد يجدون أنفسهم على الطرف الآخر من حبل المشنقة في حال استمروا في ممارساتهم.

ومع ذلك، لا ينبغي أن يتمحور كل الانتباه حول العقوبات. بالتأكيد، يمكن للولايات المتحدة والعالم الغربي الذهاب إلى ما هو أبعد من ذلك. لقد بلغ سقوط الشاه ذروته بعد عملية استمرت سنوات عدة. وساهمت الاضرابات في جميع أنحاء إيران وخصوصاً في صناعة النفط في قلب الوضع في النهاية لصالح الخميني. ومن المفارقات أن الديموقراطيين والتقدميين الأوروبيين والحكومة العمالية الحاكمة في أستراليا يدعمون العمال المنظمين في جميع أنحاء العالم، باستثناء إيران. لقد آن الأوان لإنهاء هذا الوضع وتزويد الايرانيين المضربين بالأموال حتى يتمكنوا من تأمين القوت لعائلاتهم بالتزامن مع تنظيمهم مسيرات ضد الحرس الثوري وعملاء آخرين لقمع النظام. هذا جيد في نطاق الممكن، سواء بالنظر إلى تطور تبادل الأموال عبر الهاتف المحمول منذ ثورة 79 وحقيقة أن إيران لا تستطيع تحمل العزلة عن تجارتها خارج الحدود”.

ويكمل المحلل: “ربما يكون السبب الأكبر لعدم نجاح الاصلاح في إيران هو أن الحرس الثوري موجود هناك لمنعه، في حين أنه ليس موحداً، إلا أن الأوساط الديبلوماسية والاستخباراتية لا تزال تمتلك القليل من التبصر حول الانقسامات الفئوية. ويفتقر كثر داخل فلك الحرس الثوري الى الرضا. عندما كنت أعيش في الجمهورية الاسلامية، اتضح لي أن العديد من المحاربين القدامى مستاؤون من النظام لفشله في توفير الرعاية المناسبة لهم، لا سيما بالنظر إلى الاصابات التي طال أمدها منذ اندلاع الحرب الايرانية – العراقية. ومن السيناريوهات المقترحة، تأمين وزارة الدفاع الأميركية الرعاية الطبية المجانية لقدامى المحاربين في الحرس الثوري خارج البلاد. وفي حال قبل هؤلاء بهذه المساعدة، قد يحركون انقلاباً استخباراتياً ودعائياً لواشنطن. أما إذا منعهم النظام من قبول العرض بالمساعدة، فسوف يزيد عداؤهم لحكومته. كما أن توفير الرعاية الطبية للمتظاهرين الايرانيين المصابين من خلال مراكز استشفاء خارج البلاد سيعني أكثر بكثير من مجرد تصريحات خاوية من وزارة الخارجية.

ومن المقترحات الأخرى، ترك مساحة للأخبار الايرانية ضمن شبكات الأخبار العالمية والبرامج الأخرى للتركيز على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع على التقارير القائمة على الحقائق حول الاحتجاجات من كل حدب وصوب في إيران. وأثبتت هذه التجربة نجاحها، فعلى سبيل المثال، قبل الغزو الروسي لأوكرانيا، رفعت إدارة جو بايدن السرية بذكاء عن المعلومات الاستخباراتية الرئيسة لتقويض رواية الكرملين ونزع الشرعية عن جهوده المبنية على الاستفزازات الكاذبة. وحان الوقت الآن للسماح للمذيعين الناطقين باللغة الفارسية في الولايات المتحدة بالكشف عن كل ما تعرفه واشنطن عن اختلاس مسؤولي النظام وفسادهم. لقد حان الوقت لتجاوز حدود العقوبات وهذا ما يمكن القيام به وأكثر بكثير”.

شارك المقال