عون يغادر غداً… وتعميم بعدم الرد على المحبطين

هيام طوق
هيام طوق

بعد ست سنوات بالتمام والكمال، ساعات تفصل عن مغادرة رئيس الجمهورية ميشال عون، القصر الجمهوري على ايقاع شعارات “معك مكملين” التي رفعها مناصرو “التيار الوطني الحر” الذي يعد لخروج الرئيس بصورة مشرفة إن كان على المستوى الرسمي أو على المستوى الشعبي من بعبدا الى الرابية حيث اقامته بعد انتهاء الولاية. وأوضح أحد كوادر “التيار” أن يوم غد الأحد سيكون طويلاً وينطلق باكراً بحيث ستتوافد الحشود الشعبية من مختلف الأقضية الى القصر الجمهوري، ويلقي الرئيس كلمة أمامها بين الحادية عشرة والحادية عشرة والنصف من قبل الظهر ثم ينتقل الى مقر اقامته في الرابية حيث ينتظره المناصرون. ومن غير الواضح اذا ما ستكون هناك كلمات أو استقبالات شعبية فقط. أما الكلمة التي سيلقيها في بعبدا وستكون عفوية، فستحدد عناوينها العريضة، التطورات على الصعيد الحكومي خلال الساعات القليلة المقبلة. المضمون يتغير حسب سعي المعنيين بالتأليف، ان كانوا سيشعرون بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم، ويعملون على حلحلة العقد أو سيستمرون في توجيه الرسائل عبر البيانات. أما في ما يتعلق بتواجد الناس على الطرقات مواكبة للرئيس، فليس هناك من برنامج محدد في هذا الاطار لأن الاجراءات الأمنية تتطلب تدابير معينة خصوصاً أنه لم يتأكد حتى الساعة ان كان الرئيس سينتقل الى منزله عبر طوافة عسكرية أو بموكب سيارات. على أي حال، تبقى المحطتان الأبرز غداً في القصر الجمهوري وفي قصر الرابية.

ويستغرب البعض مغادرة الرئيس عون على وقع شعارات استفزازية، ومسيرات يحضّر لها لتجوب المناطق والأحياء خصوصاً مناطق بعبدا والمتن وكسروان. انها نهاية مرحلة ما يعني أن ذلك لا يتطلب ابتهاجاً واحتفالاً الا اذا كان ذلك تعبيراً عن احتقان داخلي. ثم لا بد من السؤال: ماذا يعني شعار “معك مكملين”؟ هل سيتابعون معه المسيرة في المزيد من الانهيار والفشل؟ العدد الأكبر من الناس استفزه هذا الشعار بعد 6 سنوات من العذاب، وما حصل في المناطق الشمالية وخصوصاً في طرابلس وعكار من تمزيق صور الرئيس عون التي كتب عليها شعار المغادرة خير دليل.

على أي حال، فإن المناطق المسيحية تتخوف من مخطط ما في هذا اليوم قد يؤدي الى الفوضى أو الى اشكالات تتطور في بيئة تحتضن قوى متخاصمة في حال استخدمت العبارات الاستفزازية والتصرفات التي تستدرج بعض المناصرين من القوى الأخرى، لكن الأحزاب المسيحية تنبهت الى هذا الأمر، وطلبت من مناصريها عدم ابداء أي رد فعل على الاستفزازات التي قد تحصل تلافياً للاستدراج نحو الفتنة خصوصاً أن هناك حملات وأجواء متشنجة على مواقع التواصل الاجتماعي، والحرص على عدم السماح لها بالانتقال الى الشارع، لتمرير هذا اليوم بسلاسة .

ويشير مصدر سياسي الى أن يوم الأحد ليس يوماً عادياً بل تاريخي ومفصلي، لكن في الوقت نفسه لا يمكن أن ننكر أنه سيكون خطيراً، على أمل أن يمر هذا القطوع على خير خصوصاً أن نغمة التهديدات بالفوضى تكثفت في الآونة الأخيرة.

وفي هذا الاطار، أكد النائب غسان عطا الله أن “هناك توصية من قبلنا بعدم التعرض لأي شخص أو اللجوء الى الاستفزاز، لكن اليوم نسأل: لماذا يرغب البعض في وقوع إشكال أو حصول فتنة في مثل هذا اليوم الذي يصادف نهار عطلة؟ انه بمثابة عرس لطرف معين، ومن لا يعجبه الأمر يلتزم منزله، ومن يشعر أنه غير قادر على ضبط أعصابه وانفعالاته، لا يخرج الى الشارع”، مشيراً الى أن “هذه النشاطات نظمت يوم الأحد وليس في بحر الأسبوع تفادياً لحصول أي زحمة أو ارباك على الطرقات ما يعني أن الناس تكون مرتاحة في منازلها، ومن ليس لديه أي أمر طارئ، يلتزم البيت. نقوم بكل الاجراءات لعدم حصول أي اشكال، لكن في حال رغب أي شخص في القيام بذلك، يكون ما باليد حيلة”.

وتحدث عن الحكومة، لافتاً الى أن “العقل والمنطق يقولان بوجوب أن يكون لدى الرئيس نجيب ميقاتي مسؤولية أكبر، ويحاول ايجاد الحلول والمخارج لأن الفراغ مؤلم وقد يؤدي الى فوضى. لماذا السعي الى هذا الفراغ؟ يجب التفكير في التشكيل لتسيير أمور الناس وأمور الدولة، لكن حتى الساعة لم نلمس هذا الأمر بل نرى العناد والتكابر الذي لن يؤدي الى نتيجة. وفي حال استمر هذا النهج خلال الساعات المقبلة، فإن الجواب سيكون الاحد. نحن ننتظر التصرفات المسؤولة، وتشكيل الحكومة. وكنا نتمنى عدم ترك البلد 4 أشهر بلا حكومة، ونقول اليوم ان الوقت أصبح ضاغطاً. لو كانت هناك نية لشهدت الأمور حلحلة سابقاً ونأمل ذلك حتى لو في اللحظات الأخيرة”.

أما النائب السابق وهبي قاطيشا، فرأى أن يوم غد الأحد سيكون يوماً عادياً، وسيمر بسلاسة من دون أي فوضى أو اشكالات أمنية”، مشيراً الى أن “مناصري التيار أرادوا أن يعطوا العهد جرعة دعم معنوي خصوصاً أنه انتهى من دون القيام بأي انجاز يذكر لا بل على العكس أوصل البلد الى قعر جهنم”.

وأوضح “أننا عمّمنا على مناصرينا عدم الرد على أي استفزاز خصوصاً أن مؤيدي التيار يائسون ومحبطون، وربما يفتعلون اشكالات لاستغلالها اعلامياً”، معتبراً أن ” العونية السياسية كفكرة، هي الكذبة الأكثر انسجاماً في تاريخ المسيحيين، لكن بعد 30 عاماً، اكتشفت هذه الكذبة”.

واستبعد السياسي توفيق الهندي أن يشهد يوم غد الأحد أي اشكال أو اشتباك “خصوصاً أن الجميع يدرك أن لا معنى لمثل هذه الأمور، ولن تؤدي الى نتيجة، ولا تقدم ولا تؤخر في الحياة السياسية”، معتبراً أن “الفوضى لا تحصل من خلال مظاهرة من هذ النوع كما أن يوم الأحد في 30 الشهر، يكون الرئيس ميشال عون لا يزال في ولايته، وليس من مصلحته أن تحصل الفوضى خلال مغادرته القصر الجمهوري”.

شارك المقال