معوّض في جبل محسن… وعتب على “جفاء” فرنجية!

إسراء ديب
إسراء ديب

فوجئت عائلة الشهيدة ماغي محمود ابنة جبل محسن التي قضت منذ أيّام بانهيار سقف صفها عليها، بدخول سيارة النائب والمرشح لرئاسة الجمهورية “الشاغرة” ميشال معوّض إلى المنطقة، ليُقدّم واجب العزاء مع مرافقه وسائق سيارته، الخطوة التي رآها أبناء الجبل إنسانية وجابرة للخواطر التي كسرت في هذه المنطقة المعروفة بخطّها السياسيّ الذي التزمت به وأخلصت له منذ عشرات السنين بعيداً عن أيّ “زعزعة” محتملة.

وقد أشعلت هذه الزيارة مشاعر “العتب” التي عبّر عنها أصحابها عبر مواقع التواصل الاجتماعي بأنّه وعلى الرّغم من إيجابيتها وأهمّيتها، إلا أنّها لا تُلغي العتب على رئيس تيّار “المردة” سليمان فرنجية ونجله النائب طوني فرنجية لعدم زيارتهما أو زيارة أحدهما الى المنطقة لتقديم واجب العزاء.

ولا يخفى على أحد محبّة أهالي الجبل وتقديرهم لآل فرنجية لا سيما رئيس التيار الذي يُدرك تماماً قدر محبّتهم له ودعمهم لوصوله إلى منصب رئاسة الجمهورية. ووفق أحد الناشطين السياسيين في المنطقة، فإنّ الخطّ السياسيّ الذي يلتزم به النائب معوّض “الزغرتاوي” يختلف عن “خطّنا السياسي الذي يُمثله فرنجية”، ويقول لـ “لبنان الكبير”: “صدمنا بدخوله إلى القاعة لتقديم واجب العزاء ورحبنا به كثيراً، لكنّنا رأينا بعد مغادرته أنّ الرئيس فرنجية الذي كان يحظى بتأييد واستقبال حافل وحاشد يتخطى الـ 12 ألف شخص من أبنائنا، وهو اهتمام كبير لم يحظ به في زغرتا واهدن أو أيّ في مناطقه، لم يزر منطقتنا بعد هذه الفاجعة التي مسّت كلّ لبنان، فقد كنّا نستقبله وكأنّه الرئيس السوري بشار الأسد الذي يُدرك الجميع تأييدنا له، وكان يُحمل على الأكفّ ليدخل إلى منطقتنا”.

ويشدّد على أهمّية معرفة سبب هذا الغياب سواء أكان لسبب أمنيّ أم سياسيّ، “فلا يجب أن يكون نصيب الجبل بعد كلّ هذا الدعم والتأييد، التجاهل بهذه الطريقة ولا هكذا يُعامل أبناء هذه المنطقة، لكنّ العتب يبقى على قدر المحبّة وعلى قدر حزننا من الجفاء أو الجفاف الذي لا نستحفّه”، شاكراً النائب معوّض على زيارته “التي لم تكن في الحسبان”.

ولا يكترث أبناء الجبل بنية معوّض واتجاهاتها، ففي وقتٍ يرى الكثيرون أنّها خطوة إنسانية، يعتبر البعض الآخر أنّها تصبّ في مصلحة البروباغندا السياسية ومرحلة الصيد الثمين لأيّ موقف أو قضية قد تُعطيه دافعاً أقوى رئاسياً، ولكونه يحتاج إلى دعم قوى 8 آذار السياسية ليصل إلى سدّة الرئاسة، لكن ووفق المعطيات فإنّ أبناء الجبل لا يكترثون بهذه الحسابات، بل يُركّزون على الجانب الانساني وعلى أهمّية تعميم قضية ماغي حمود على الرأي العام كي لا تقتصر على الجانب المحلّي فحسب، بل لتكون قضية عامّة ووطنية تُعيد الحقّ الى أصحابه بكلّ عدل ونزاهة.

شارك المقال