إستياء مسيحي من “حماس” الراعي للمؤتمر الدولي

آية المصري
آية المصري

لم تكن عظة الأحد التي تلاها البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي هادئة، خصوصاً أن دعوته المتكررة الى المؤتمر الدولي لا تزال قائمة ولكن هذه المرة بجدية أكبر. وتحدث عن مجلس النواب الذي وصفه بـ “الفشل الذريع” لعدم تمكنه من التوافق على مرشح جديد للاستحقاق الرئاسي، معتبراً أن الجلسات الخمس الأخيرة كانت بمثابة مسرحية هزيلة أطاحت بكرامة الذين لا يريدون انتخاب رئيس للبلاد لأنهم يعتقدون أنه غير ضروري للدولة، كما أنهم يحطون من قيمة الرئيس المسيحي الماروني.

صحيح أن الجلسات الأخيرة كانت من دون فائدة نظراً الى عدم تمكنها من انتخاب رئيس للبلاد، وتحديداً لأن الكتل فرحة بعنوان المرحلة المقبلة “الفراغ يرحب بكم”، ولكن بحسب مصادر في كتلة “التنمية والتحرير” فان المشكلة الرئيسة “مسيحية – مسيحية”.

ورد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان على الراعي، محذراً من أن المؤتمر الدولي تذويب للسيادة اللبنانية، وأن الحل السيادي الانقاذي يمر بالمجلس النيابي حصراً.

كما أن بعض الأحزاب المسيحية لم “يبتلع” كلام الراعي وتحديداً في ما يتعلق بدعوته الى المؤتمر الدولي، واعتبرت مصادر حزبية مسيحية في حديث لموقع “لبنان الكبير” أنه “يتوجب على الراعي تنسيق هذا المؤتمر الدولي قبل الاعلان عنه، وما قاله كان خلال فترة حماسه في عظة الأحد مثلما تحمس من قبل في موضوع الحياد وصعد معظم اللبنانيين الى بكركي يومها ليتبين لاحقاً أنه لم ينسقه مع أي طرف أو دولة، ولا يجب أن يكون الموضوع مماثلاً لتنحي القاضي فادي عقيقي عندما أوقف المطران موسى الحاج ولم يرد عليه أحد”، متسائلةً “هل هذه هي البطريركية المارونية المؤتمنة على 1600 سنة من التاريخ، يأتي اليوم بموال ويرميه من دون تنسيقه مع أحد، أو البطريركية عندما تقول كلمتها الصارمة؟”.

وردت المصادر المسيحية على المفتي قبلان بالقول: “لا يحق له التحدث عن السيادة وعن مجلس النواب خصوصاً وأنه مفتٍ لحزب بلسان أمينه العام يقول ان أموالهم ودعمهم من إيران، وبالتالي لا يحق له أن يزايد على البطريركية المارونية في السيادة ولم يطلب أحد رأيه”.

وفي هذا السياق، تساءلت مصادر مقربة من الثنائي الشيعي: “في حال كان لبنان بحاجة الى مؤتمر دولي فلماذا البطريركية لم تعطِ موقفاً واضحاً من موضوع دعوة السفارة السويسرية؟ ومن أبلغ الأحزاب المسيحية المنضوية تحت راية البطريركية بالرفض القاطع لهذه الدعوة، مع العلم أن الأحزاب المسيحية تصف سويسرا بأنها قمة الحياد، فلماذا لم تتعامل معها بجدية؟ وهل الراعي ينتظر رضا دولياً ليشارك في المؤتمر؟ وماذا عن مرجعيته؟ وماذا تقصد بكركي من مواجهتها للطائفة السنية بكلامها المبطن؟ هناك إزدواجية في المعايير”.

وأوضحت هذه المصادر أن “هناك مشكلة واضحة بين الراعي والقوات اللبنانية التي أكدت تشديدها على الطائف وشاركت في مؤتمر الطائف الـ33، والراعي يصرخ اليوم تعالوا كي نقوم باتفاق جديد لا أريد ضمانات لبنانية، وأنا مع الضمانات الدولية، لكن السؤال الأهم اليوم أي طرف أو دولة جاهزة لتعطي هذه الضمانات؟”.

وبالنسبة الى الرئيس التوافقي، قالت المصادر عينها: “نريد رئيساً توافقياً لكن ضمن أية معايير؟ وماذا يقصد الراعي بالحياد؟ خصوصاً وأن الحياد أثبت فشله عدّة مرات، وبات هناك قسمان منه حياد سلبي من جهة وإيجابي من جهة أخرى، وكل ما يحكى هو كلام فارغ وتافه”.

وكان مستشار بكركي الوزير السابق سجعان قزي أكد في حديث سابق أن “البطريرك الراعي غير مغرم بالحياد، لكن إن كانت هناك أفكار أخرى فلتطرح، والأمر نفسه في ملف المؤتمر الدولي فالدعوات التي وجهت محلياً الى الحوار لم تلبَّ أو لم تنفذ مفاعيلها وكل الحوارات الداخلية ضحك عالدقون”، مشيراً الى أن “المؤتمر الذي دعا اليه البطريرك ليس برعاية أميركا أو فرنسا أو غيرها بل دعوة ليكون الحوار برعاية الأمم المتحدة”.

انها المرة الأولى التي تعبّر فيها أحزاب مسيحية عن إستيائها مما جاء في خطاب بكركي، ويبدو أن دعوة الراعي الى مؤتمر دولي خاص بلبنان إستفزت الجهات المسيحية والمسلمة.

شارك المقال