تسريب… مرجلة… فإعتذار؟

رواند بو ضرغم

لا يمتلك جبران باسيل الرجولة السياسية الكافية ليدلي بموقفه علناً في وجه حلفائه، وتحديداً “حزب الله”، فينتهج التسريبات المقصودة ليعود بعدها الى الاعتذار وطلب المواعيد. وما الأمس القريب الا نموذجاً عن الولدنة الباسيلية، عندما سرّب عن الرئيس نبيه بري أنه “بلطجي”، وهرول بعدها الى عين التينة مطأطأ الرأس ومتراجعاً عن موقفه.

الولدنة الباسيلية تعود الى الواجهة مع تسريب باريسي، اعتبر فيه “صهر الرئيس السابق” أن انتخاب رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية سيعيدنا الى تسعينيات القرن الماضي، بالانتقال من ثلاثية “بري – حريري – الهراوي” إلى ثلاثية “بري – ميقاتي – فرنجية”.

نسي باسيل أو تناسى أنه منذ أيام زار عين التينة والتقى الرئيس بري في محاولة لتصفير السجالات وخفض منسوب التوترات والتوافق على رئيس للجمهورية لا يكسر شوكته. وليس مستبعداً بعد إساءته الأخيرة أن يعود الى عين التينة معتذراً، لأن عنتريات باسيل لا تثمر من غير تسويات مع حلفائه، فيحق له أن يعتقد بأن لا رئاسة تمر من دونه، إنما الأصح أن لا رئاسة تمر به وحده، وهو يبقى محكوماً باستجداء حلفائه ليمنحوه القيمة الرئاسية. فإذا كان باسيل لا يرى في فرنجية قدراً وقيمة وهيبة، ولا يرى من خلاله الاصلاح الحقيقي، فإن الأطراف السياسية جمعاء لا ترى هذه المواصفات في باسيل نفسه، ولا تنطبق عليه أي منها، فلا قدر ولا قيمة ولا هيبة لباسيل عند حلفائه وخصومه، وإصلاحه الحقيقي ظهر لعقد من الزمن في وزارة الطاقة، وفي ست سنوات جهنمية من عمر العهد الرئاسي العوني.

لذلك، تكتفي أوساط الرئيس بري بتكرار موقفه الرسمي في الرد على باسيل قائلاً: “ما كان الأمر عليه في العام تسعين، نعتقد أنه أفضل مما قدم لنا في السنوات الست الماضية والذي يتلخّص في: عون – باسيل – جريصاتي”. وتعتبر أوساطه أن اسلوب باسيل بات ممجوجاً ولا قيمة له، فإلى أين يريد أن يصل باسيل أكثر مما أوصل البلد اليه في عهده؟ وإذا كان باسيل يريد أن يجد لنفسه دوراً، فيجب أن يعتمد على شبكة علاقات ويوسعها، لا أن يزيد من حدة الجبهات.

أما صمت سليمان فرنجية فيعدّ بمثابة الرقص على أنقاض باسيل ولعب بأعصابه، والموضوع بتصرف “حزب الله” والرئيس نبيه بري.

وعن ادعاءات باسيل بأن فرنجية انهال عليه بالصفقات، اكتفت أوساط بنشعي بالقول إن هذا الكلام غير صحيح على الاطلاق.

شارك المقال