كأس العالم… فرصة ذهبية لفلسطين

حسناء بو حرفوش

تُعد بطولة كأس العالم 2022 فرصة غير مسبوقة لزيادة الوعي حول القضية الفلسطينية على الساحة الدولية، وفقاً لقراءة تذكّر بأن “واقع السياسة في كرة القدم قد تغير. ففي حين أن الفيفا والمنظمات الرياضية الدولية الأخرى قد أعلنت تقليدياً ضرورة الفصل بين السياسة والرياضة، يبدو أنه بعد غزو القوات الروسية لأوكرانيا في العام 2022، والتغيرات الدولية وأهمها تقديم الاتحاد الأوروبي لكرة القدم والفيفا دعماً غير مشروط لأوكرانيا بعدة طرق، يشكل كأس العالم فرصة غير مسبوقة لنشر الوعي وإثارة قضية فلسطين في سياق أحد أهم الأحداث الدولية في العالم”.

وحسب القراءة الموقعة من ساري فراج في موقع “موندو ويس” الالكتروني، “بعد الغزو الروسي، علقت مشاركة المنتخب والأندية الروسية في نهائيات كأس العالم 2022 والمباريات الأوروبية بعد أربعة أيام فقط على الهجوم الذي استهدف شرق أوكرانيا. بالاضافة إلى ذلك، رفع العلم الأوكراني في الملاعب، وطبع على شارات المدربين وعرض على شاشات التلفزيون إلى جانب الخانة المخصصة للنتيجة، فضلاً عن تنظيم الأندية والمشجعين جمع التبرعات والفعاليات الخيرية للشعب الأوكراني. وفي الآونة الأخيرة، تعهد روبرت ليفاندوفسكي، قائد المنتخب البولندي، بارتداء شارة الكابتن بألوان العلم الأوكراني في كأس العالم بعدما منحه اياها قائد منتخب أوكرانيا السابق ومدربه أندريه شيفتشينكو، الذي أبعده فارق ضئيل عن التأهل لبطولة هذا العام. هذه الايماءات السياسية ليست الأولى بأي حال من الأحوال، لكن من الواضح أننا نشهد انخراطاً واضحاً ومباشراً بصورة متزايدة للسياسة في كرة القدم.

وفي الواقع، برزت السياسة الدولية في قلب كأس العالم منذ إعلان الفيفا عن البلد المضيف في العام 2010، فبينما كان الارتباط بين السياسة والرياضة موضع استياء سابقاً، يبدو الآن أن اللاعبين الذين يرفضون استخدام ملابسهم للتعبير عن موقف معين يتعرضون لانتقادات متزايدة.

وفي بداية شهر تشرين الأول الماضي، عقد المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات (ACRPS) ندوة في الدوحة لمناقشة كأس العالم 2022 من خلال دراسات وبحوث أكاديمية في مجالات كعلم الاجتماع والعلوم السياسية والدراسات الثقافية. ومن بين الموضوعات التي نوقشت، الفرص التي تقدمها الرياضة كمنافذ جديدة للمقاومة الفلسطينية. ونوقش الوضع في أوكرانيا كفرصة لتسليط الضوء على ازدواجية المعايير التي تمارسها الدول الغربية والمنظمات الرياضية تجاه النضال الفلسطيني. وجادل العديد من باحثي المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات أيضاً بأن كأس العالم يقدم إمكانات هائلة لبناء القوة الناعمة والتأثير السياسي، بالإضافة إلى النهوض بالقضايا السياسية والوطنية والثقافية ذات الصلة بالعالم العربي. ويضع موقع قطر كحليف تقليدي للنضال الفلسطيني وسمعتها كدولة وسيطة في الشرق الأوسط، البلاد في وضع مثالي لتعزيز المناقشات السياسية حول فلسطين وزيادة الزخم حول القضية.

ويساهم التجذر المتزايد للسياسة في الرياضة والوضع في أوكرانيا وموقف قطر من النضال الفلسطيني، في خلق بيئة مؤاتية لدفع النقاقشات حول فلسطين في كرة القدم والرياضة، وهو أمر كانت تعتبره المنظمات الرياضية الدولية في السابق من المحرمات. على سبيل المثال، في العام 2016، غرّم نادي سلتيك، بعدما امتلأ قسم المنحنى الشمالي من سلتيك بارك بالأعلام الفلسطينية لدى استضافة نادي هابويل بير شيفا الاسرائيلي، في مباراة تأهيلية لدوري أبطال أوروبا. يمكن الآن رؤية الأعلام الفلسطينية في كل مباراة تقريباً، ولا يمكن إنكار المعايير المزدوجة للدول الغربية.

لاعب الاسكواش العالمي المصري عمر فرج، صرح بأناقة عن هذه الحقيقة، قائلاً: لم يُسمح لنا أبداً بالتحدث عن السياسة في الرياضة ولكن فجأة، أصبح ذلك متاحاً. لذلك، الآن وقد بات ذلك ممكناً، آمل أن ينظر الناس أيضاً إلى الاضطهاد في كل مكان في العالم. أعني أن الفلسطينيين قد اختبروا ذلك على مدار الأعوام الـ 74 الماضية، لكنني أعتقد أن الروايات في وسائل الاعلام الغربية لا تتناسب مع الواقع، وهذا ما لم نتمكن من التحدث عنه من قبل، ولكن الآن بعد أن أصبح بإمكاننا التحدث عن أوكرانيا، يمكننا أيضاً التحدث عن الفلسطينيين. عسى ألا ننسى ذلك!.

وكانت هناك بالفعل دعوات الى قادة المنتخبات الوطنية العربية لارتداء شارات العلم الفلسطيني ورفع العلم الفلسطيني في الملاعب، والاعلان عن الدعم لفلسطين بالطريقة نفسها التي اعتبر بها التضامن مع أوكرانيا من المسلمات. بالتالي، يشكل إمكان نقل المناقشات حول النضال الفلسطيني جزءاً لا يتجزأ من كأس العالم، من أجل نقل مسألة المصير الوطني إلى المستوى التالي. لقد تراصفت النجوم لخلق الظروف المؤاتية لمثل هذه الفرصة ولا ينبغي تبديدها أبداً!”.

شارك المقال