“حزب الله”… وخيارات رئاسية مفتوحة

هيام طوق
هيام طوق

جمود رئاسي قاتل يرجح أن يستمر الى السنة الجديدة أو ربما الى الربيع وفق بعض المراقبين الذين يعتبرون أن الطبخة الخارجية لم تنضج بعد، كما أن هناك عدم جهوزية في الداخل لاتمام الاستحقاق خصوصاً ضمن فريق الموالاة بحيث أن “حزب الله” لم يتمكن من اقناع حليفه النائب جبران باسيل بتبني ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية.

وفي هذا السياق، يشير أحد المحللين السياسيين الى أن الحزب لا يريد المفاضلة بين حليفيه باسيل وفرنجية على اعتبار أن الأخير لديه حظوظ بالوصول الى بعبدا، وأن الظروف مؤاتية لمثل هذه الشخصية الرئاسية في حين أن باسيل المقتنع بأنه معاقب أميركياً بسبب مواقفه الداعمة للحزب، يملك حيثيته النيابية والشعبية المسيحية، لكن حظوظه الرئاسية غير متوافرة. من هنا، لم يحسم الحزب موقفه، ويريد الحفاظ على ماء الوجه مع حليفيه، وليس مستبعداً أن يذهب الى خيار ثالث بعد ايصاله رسالة الى فرنجية مفادها أنه فعل ما أمكن لتعبيد طريق القصر الجمهوري أمامه، لكن هناك صعوبات تحول دون تحقيق ذلك، ويذهب حينها الى التوافق مع رئيسي “التيار الوطني الحر”، و”المردة” على اختيار اسم ثالث، ويكون بذلك حافظ على حليفيه في آن.

وبما أن الجميع يسلم بضرورة انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن لأن الأوضاع الاقتصادية والمالية والمعيشية لا تحتمل المزيد من الانتظار، فمن المتوقع أن نشهد حركة على المستوى الرئاسي بعد الأعياد، وربما حلحلة في المواقف بعد أن اصطدم الجميع بحائط مسدود، أي يذهب الحزب باتجاه اسم آخر في وقت تتخلى المعارضة عن ترشيحها للنائب ميشال معوض الذي يعتبره الفريق الآخر مرشح تحد.

وعدم اعلان الحزب تبنيه فرنجية، يؤكد أنه أمام خيارات أخرى، وبعد أن كان يتحدث عن مرشح يمكن وضعه في خانة التحدي، برز موقف نائب الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم في اليومين الماضيين حين قال: “لا يمكن تحريك الوضع الاقتصادي والاجتماعي وخطة التعافي، لأنَّ الطريق الإلزامي لبداية الإصلاحات وبداية العمل لإنقاذ لبنان، هو انتخاب الرئيس، وإذا كانت المقاومة نقطة خلافية أحيلوها على الحوار ولنأتِ برئيس لديه قدرة على العمل الإنقاذي باشتراك كل اللبنانيين حول الموضوع الاقتصادي، وتكون لديه القدرة على إدارة طاولة حوار تستطيع أن تجمع اللبنانيين ليتناقشوا في موضوع الاستراتيجية الدفاعية، ولنر إلى أي نتيجة سنصل”.

في ظل الأفق المسدود رئاسياً، هل ستنطلق رحلة البحث عن خيارات أخرى ضمن فريقي الموالاة والمعارضة؟ وهل يقبل “حزب الله” بمرشح من خارج صفوفه على ألا يكون مستفزاً له وفقاً لاعتبارات داخلية وخارجية؟ وهل عدم اعلان ترشيح فرنجية يعني أن الحزب يترك الباب مفتوحاً أمام تسميات أخرى؟

اعتبر مصدر مواكب أن “الخيار في الرئاسة لدى حزب الله، لكن ليس واضحاً توجهه الى اليوم، ويراقب الظروف والتطورات في المنطقة التي على أساسها يتخذ قراراته النهائية إن كان يتمسك بمرشحه غير المعلن أو يقايض في الرئاسة. اذا أراد أن يكون أكثر ليونة، وارضاء للفرنسيين والأميركيين، يذهب الى اسم آخر خصوصاً أن هناك من يسوّق أن العماد جوزيف عون هو مرشح الفرنسيين والأميركيين”.

وأشار الى أنه “اذا تعثرت الأمور ووصل الملف الرئاسي الى حائط مسدود، فسنصل الى السيناريو التالي: يعقد فرنجية مؤتمراً صحافياً يعلن فيه انسحابه من السباق الرئاسي كذلك يفعل النائب ميشال معوض. وتتفق القوى السياسية على اسم شخصية تكون مدعومة من الخارج ما يعني أن حظوظ العماد جوزيف عون هي الأوفر نحو الرئاسة خصوصاً أن لبنان لا يمكن أن يخرج من أزماته من دون المساعدات الخارجية وأبرزها الخليجية”.

فيما لفت مصدر آخر الى أن “كل الخيارات مفتوحة، وحزب الله لن يزرك نفسه بخيار واحد مهما كان متمسكاً بهذا الخيار. ضمنياً هناك خيار وحيد لدى الحزب هو فرنجية، لكن لا يكفي أن يكون هذا الخيار نهائياً للوصول الى قصر بعبدا، وهذه المعادلة يعرفها الجميع جيداً. كما هناك معادلة ثابتة تعرفها كل القوى كما الفرنسيين أنه لا يمكن انتخاب رئيس مناهض ومعادٍ للحزب. الشخصية التي ستصل الى القصر الجمهوري هي التي ستحظى بأكبر قدر من التفاهم الداخلي حولها، وتحظى برضى خارجي”.

وقال: “الحزب يترك الخيارات مفتوحة، وهناك نقاش بينه وبين فرنسا التي تمثل وجهة النظر الغربية”. ورأى أن “فرنجية يمكن أن يكون الحل للبلد، وربما انتظار الترشح يصب في هذا الاطار. وليس بالضرورة أن يكون مرشح أي من الكتلتين المسيحيتين الأكبر خصوصاً أننا جربنا من لديه كتلة كبيرة. ليس المطلوب الرئيس القوي بعدد النواب انما من يمد جسور التواصل مع الجميع، ويبني سياسة خارجية جيدة ويواكب التطورات الاقليمية”.

وأوضح أنه “يمكن ان تطرح أسماء أخرى لكن ليس من باب المقايضة أو البازار على اسم فرنجية، وربما بعد الأعياد عند نضوج التسوية سيكون فرنجية مرشح حل للجميع. وطالما المواصفات معروفة يصبح الاسم تفصيلاً”.

شارك المقال