عن ثورة ايران ومسؤولية الولايات المتحدة

حسناء بو حرفوش

هل تشهد إيران ثورة جديدة، وما هو الدور الذي يجب أن تلعبه الولايات المتحدة الأميركية؟ تجيب المحللة والناشطة في مجال حقوق الإنسان، رويا حكاكيان، وهي من مؤسسي “المركز الايراني لتوثيق حقوق الإنسان”، بالقول: “إن بعض السياسيين والمثقفين الأميركيين يحجمون عن تقدير ما يحدث في إيران وهو أقرب الى تحول زلزالي كبير في المجتمع المدني الايراني، على الرغم من أن التحركات على الأرض تعكس، إلى حد بعيد، أخطر حركة مناهضة للنظام منذ ثورة 1979.

وقد تفسر عدة أسباب هذا الموقف: فمن ناحية، لطالما ركزت الولايات المتحدة على القضية النووية بصورة حصرية لدرجة أنها لم تتوقع أي طارئ آخر. وسادت على مدى أكثر من عشر سنوات، فكرة أن الاتفاق مع النظام وحده، يعبّد الطريق أمام كبح إيران نووية. ولا يبدو أن أحداً قد خطط لأي سيناريو آخر، يمكن أن يقلب النظام الخطير الذي وصل إلى طريق مسدود في ما يتعلق بالحصول على القدرة النووية. إن أعظم المفارقة بخصوص هذا التجاهل من جانب الولايات المتحدة تكمن في تكرار الخطأ الذي ارتكبته تجاه إيران قبل العام 1979. حينها، رفضت واشنطن رؤية المعارضة ضد الملك السابق، وتفاجأت تماماً حين حدثت الكارثة.

أما السبب الآخر وراء الموقف الأميركي، فقد يرتبط بالبروباغندا السائدة على مدى 40 عاماً، والتي روّجت في الغالب لكره الشعب الايراني للأميركيين والغرب، ولم تركز على ظهور جيل شاب يتمتع بعقلية عالمية ويرغب في أن يعيش ما يسمونه “حياة طبيعية”. هؤلاء الشباب موجودون جسدياً فقط في إيران، لكنهم في الحقيقة، مواطنو مجتمع رقمي عالمي يمثل قيمهم وأنماط حياتهم وأنماط الحياة التي يرغبون في اتباعها.

وأخيراً، يتطلب الاعتراف بما يحدث في إيران كشيء تاريخي وربما تحويلي، البدء بالتصرف بجدية (…) لأن أكبر خطوة أولى يمكن للولايات المتحدة اتخاذها هي الاعتراف بوجود بديل لكبح طموحات إيران النووية: تغيير النظام. وفي إيران اليوم فرصة تاريخية لا تضيع، لأن ما يحصل في إيران لن يبقى فيها، بل سينسحب ليغيّر مصير الشعوب في العراق ولبنان واليمن وفلسطين وفنزويلا على الفور، وبعد ذلك، ستحذو مصائر البقية حذوها. وقد قدمت العديد من مؤسسات الفكر والرأي توصياتها بشأن ما يجب على الولايات المتحدة فعله: تأمين الانترنت الضروري للمتظاهرين. ولذلك، يجب ممارسة كل أشكال الضغط الدولي، من الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة، لمحاسبة النظام على العنف الذي يمارسه ولا يزال يرتكبه. الاجراء المحدد الوحيد الذي يجب على الولايات المتحدة اتخاذه، هو منع سفر نخبة النظام اليها ومصادرة أصولهم في البلد، لأن وجودهم يجعلها غير آمنة أساساً”.

تضيف: “هذا يعني أنه لا يمكن السماح لهم بارتكاب جرائم في بلد وعيش حياتهم الباذخة في الولايات المتحدة وكندا والاتحاد الأوروبي أيضاً”.

– ما مدى قلقك من أن تؤدي نهاية نظام الملالي إلى فراغ في السلطة وفي النهاية إلى الاقتتال والعنف بين الفصائل؟ وهل يمكن التعجيل في زوال النظام والمساعدة في التخطيط الآن لحكومة مستقرة ولائقة وخاضعة للمساءلة؟

تجيب المحللة الايرانية الأصل: “إذا كانت الأسابيع الثمانية الماضية بمثابة دليل، فلا ينبغي أن يكون الاقتتال الداخلي بين الفصائل هو أكثر ما نخشاه. فقد اجتمع الايرانيون من جميع الأطياف العرقية، في عرض تضامن لا مثيل له، للتحدث بصوت واحد ضد النظام. إنه لأمر مؤثر أن نرى الترانيم الايرانية البلوشية، (كردستان نور أمتنا). كما يعيد الأكراد إظهار المشاعر نفسها تجاه زملائهم الأذريين وغيرهم. وكلما أسرعت الولايات المتحدة وكندا والاتحاد الأوروبي في العمل لمساعدة المتظاهرين وتقليل التكاليف والصدمات التي تتعرض لها الأمة، كلما كان الانتقال أكثر سلاسة على الأرجح”.

شارك المقال