عبثاً يخيط باسيل بمسلة بكركي

رواند بو ضرغم

لو كان النائب جبران باسيل يعتقد أنه يستطيع أن يطيح برؤوس كبيرة من “حزب الله” أو يحاسبها، فقط لأن الحزب لم يستخدم الملعقة في إفهامه بأنه سيشارك مع نصفه الشيعي الآخر في أي جلسة لمجلس الوزراء تسيّر أعمال الناس، فهو مخطئ وواهم.

السجال بين “التيار الوطني الحر” و”حزب الله” وصل للمرة الأولى منذ تاريخ توقيع اتفاق مار مخايل الى حد إصدار الحزب بياناً عنيفاً في وجه باسيل للرد على سلسلة أكاذيبه. وتقول مصادر مطلعة لموقع “لبنان الكبير”: “إن التواصل بين حزب الله والتيار الوطني الحر مقطوع حالياً، لا بالمباشر ولا عبر قنوات”.

يصرّ باسيل أمام زائريه على أن مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق الحاج وفيق صفا أبلغه رسمياً بأنه لن يحصل أي اجتماع للحكومة من غير التشاور مع مكوناتها كافة، كما أبلغه عدم موافقة “حزب الله” على إدراج أي بند على جدول الأعمال من دون إبداء رأي كل المكونات فيه بهدف تأمين التوافق عليه قبل انعقاد أي جلسة.

غير أن “حزب الله” نفى كل ادعاءات باسيل في بيانه، ويصر على أن السيد حسن نصر الله لم يبعث أي مرسال لرئيس التيار، وخصوصاً أن موقف الثنائي الشيعي متفق عليه ومعلن أنه لن يقاطع أي جلسة تندرج في جدول أعمالها بنود تمس ضرورات الناس وتسيير شؤونها. وتقول مصادر الثنائي الشيعي لموقع “لبنان الكبير”: “من المؤكد أنه ستكون هناك دعوة جديدة للحكومة عند توافر الأسباب الموجبة لدعوتها، وسيتكرر حينها موقف الثنائي الشيعي بمقاربة الحضور من خلال أولوية تسيير شؤون الناس”.

لا تخفي مصادر حزبية انزعاج “حزب الله” من تصريحات باسيل، الا أن حركاته باتت مكشوفة والحزب يعلم بأن حليفه لا يملك الجرأة على أن يضع اسم ميشال معوض كاملاً في صندوق الاقتراع أو اختيار أي اسم ضد خيار “حزب الله”، وخصوصا أنه على الرغم مما حصل لم يتجرأ باسيل على أن يعلن نيته فك التحالف أو أن يهدد الحزب.

ووفق معلومات موقع “لبنان الكبير”، يحاول باسيل اليوم احتواء هذا السجال، والالتفاف على الصراع القائم باللجوء الى خطته القديمة والحصول على موافقة بكركي وغطائها لأي اسم يتفق عليه مع البطريرك بشارة الراعي، ليؤمن بعدها رئيس التيار لمرشح “ميرنا الشالوحي – بكركي” الدعم السياسي. الا أن مصادر مسيحية رفيعة المستوى تؤكد لموقع “لبنان الكبير” أن أفكار باسيل غير قابلة للحياة، وما يعتقده بأن بكركي تستطيع أن تفرض على رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع اسم أي مرشح رئاسي يطرحه باسيل، هو مستحيل ولن يحصل ولا البطريرك الراعي ينغمس في ألاعيب باسيل. إن بكركي تعلم أن “القوات” ترفض أي حوار أو التقاء مسيحي – مسيحي قبل انتخاب رئيس الجمهورية.

ويقول مصدر متابع: “عبثاً يحاول باسيل أن يخيط بمسلة بكركي” بعدما بات واضحاً للجميع أن “صهر العهد السابق” يفترض أن الصرح الماروني حائط مبكى له كلما انهارت طموحاته السلطوية.

في المقابل، يرى “حزب الله” أن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أخطأ عندما وضع جدول أعمال فضفاضاً، وكان يجب أن يقتصر على البنود الأساسية التي لا تتعدى أصابع اليد الواحدة، الا أن خطأ ميقاتي لا يبرر ذنوب باسيل. فميقاتي كان قد أجرى حسابات أمام رئيس مجلس النواب نبيه بري للوزراء الذين يستطيع استمالتهم لحضور جلسة الضرورة، واحتسب من ضمنهم الوزراء جورج بوشيكيان (الذي حضر الجلسة)، عصام شرف الدين، أمين سلام ووليد نصار (الذين لم يحضروا).

اعتبر ميقاتي أن وزير المهجرين عصام شرف الدين سيحضر تماشياً مع موقف الثنائي الشيعي، وأمين سلام لن يخرج عن الجو العام السني واحترام موقع رئاسة الحكومة. أما وليد نصار فكان قد وعد ميقاتي بالاستجابة لدعوته، وعندما نكث بوعده لم يعد الأخير يرد على اتصالاته وفق مصادر قريبة من الرجلين.

أما الحوار فلا أفق لارسائه على بر مجلس النواب، وجلسة الخميس ستكون كسابقاتها التي طارت في دورتها الثانية نتيجة تطيير النصاب، ودعوة رئيس المجلس الكتل الى استكمال جلسة الخميس بالحوار لن تتحقق وستهدر الكتلتان المسيحيتان هذه الفرصة من جديد، والفراغ الرئاسي الى العام ٢٠٢٣ در.

شارك المقال