طريق عون الى بعبدا… سالكة اقليمياً مقطوعة محلياً

رواند بو ضرغم

سجل رئيس مجلس النواب نبيه بري هدفاً في مرمى الثنائي المسيحي، وأثبت أن تعطيل استحقاق رئاسة الجمهورية لم يأتِ فقط من الأوراق البيض للثنائي الشيعي، إنما أيضاً من رفض “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” منطق الحوار لاخراج رئيس الجمهورية من عنق الأزمات السياسية.

فالثنائي المسيحي برفضه الحوار للمرة الثانية، يدفع باتجاه تدويل استحقاق المنصب الماروني الأول، وفتح أبواب دولية أمام تسويق اسم قائد الجيش العماد جوزيف عون لرئاسة الجمهورية، أبرزها الباب القطري.

مصادر مقربة من العماد عون تقول لموقع “لبنان الكبير”: إن الأمور الرئاسية لقائد الجيش سلكت، وبدأ عدّ الساعات والأيام بعد زيارته الى قطر لينتقل الى قصر بعبدا رئيساً. وتنقل هذه المصادر عن مسؤولين قطريين قولهم إنهم أقنعوا الفرنسيين والأميركيين والسعوديين.

في المقابل، تقول مصادر معنية بالحراك الرئاسي للثنائي الشيعي لموقع “لبنان الكبير” إن هذه الدول الاقليمية لن تستطيع أن تسوّق اسم قائد الجيش مع الأطراف اللبنانية، وخصوصاً أن القطريين طلبوا من النائب جبران باسيل تبني ترشيح عون ورفض، وهو يعتبر أن وصول قائد الجيش يضر بشعبية التيار ويضعفه، فإذا كان من الصعب أن ينتخب رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، فمن المستحيل أن يقبل بالعماد جوزيف عون رئيساً. أما “حزب الله” فأيّ من هذه الدول لم تفاتحه بموضوع رئاسة عون، وهو حتماً لن يكرر تجربة الرئيس السابق ميشال سليمان، وبالتالي لن يسهل وصول قائد الجيش الى بعبدا.

الباب الوحيد الذي يمكن أن تطرقه هذه الدول هو باب عين التينة، وهذا لا يعني ضرورة التجاوب مع المطلب الدولي، إذ أن الرئيس بري يسعى الى لبننة الاستحقاق بالحوار والتفاهم، الا أن وعورة المسار الرئاسي لن تدفعه الى تبني رئيس يديره مستشاره الأول محمد عبيد.

ولكن ماذا عن “القوات اللبنانية”؟ هل فعلاً تقبل بالعودة الى عسكرة الرئاسة؟ وهنا تجزم المصادر بأن تلويح رئيسها سمير جعجع بدعم ترشيح عون رئيساً لا يخرج عن إطار النكايات السياسية بالأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصر الله وبجبران باسيل.

بالاضافة الى كل ما تقدم، لا ينخرط التغييريون في مهمة تعديل الدستور لانتخاب قائد الجيش، ولا المستقلون أمثال النائب ميشال معوض نجل شهيد الطائف رينيه معوض يقبلون بتعديل الدستور لمصلحة العماد جوزيف عون.

لذلك تقول المصادر في مطبخ الحراك الرئاسي، إذا كان القطريون يريدون إقناع كل هذه الأطراف اللبنانية بترئيس جوزيف عون، فهذا يعني أننا سننتظر كثيراً لانجاز الاستحقاق الرئاسي.

شارك المقال