2022… السعد الحاضر بغيابه

لبنان الكبير

قد كان عاماً مليئاً بالغياب… حضر كثيرون وملأوا الشاشات والاذاعات فازدادوا خسوفاً. غاب هو فأشرق ونظر الجميع صوبه.

ليس قديساً ولا ولياً. شاب تورط بالسياسة قدراً. حمل إرثاً لا يقدر عليه جمل أو جبل. كان مدنياً بين ميليشيات. أراد دولة طبيعية وهم بنوا معسكرات. شاء عبور الطوائف ليصنع بيتاً يجمع المنازل الكثيرة، فكان أن دمروا الدولة والوطن. طيب القلب وسط حملة سكاكين.

كانت سنة بلا سعد. بلا فرح. بلا تفاؤل باليوم والغد. كانت سنة جهنم.

في غيبته “المؤقتة” على روزنامته، الشخصية والعائلية، اختلت أحجام اللاعبين. نواب بالكاد مخاتير. حلفاء أشقى من يوضاس. صار الرابح بعدما ظنوا أنه خسر وانتهى.

خسر الكثير. خسر الرفيق والوسام والرفاق والثروة. خانه الأخوة والحلفاء. فماذا يمكن أن يخسر أكثر؟

غاب مؤقتاً، فحضر أقوى. اختار البعد ليبقى أقرب الى ناسه المؤمنين بأنه لن يعتزل مهمة “الوريث” في حياكة عباءة ربيع تليق بلبنان.

وفي “الغيبة المؤقتة” كان ينتصر للبنان في زمن عهد أذلّ اللبنانيين وحوّلهم من شعب ينبض بالحياة إلى مجموعة من الطوابير في “امبراطورية جهنم”. كأنه الوعد بآت.

ها هم أهله وناسه ما زالوا معه في السراء والضراء وعالحلوة والمرّة. كثيرون من “أصدقاء الفضة” حاولوا دق أسافين بينه وبين الأوفياء للإرث الحريري، لكن هذا الإرث كان صلباً وقادراً على عقد لواء الزعامة الشعبية له دون سواه، على الرغم من دمى يحركها فتى أرعن متلاعباً بمصير الوطن، وعلى الرغم من “خيالات صحراء” ومن “فؤادات” يتامى يبحثون عن سفارات تتبناهم من أجل شهوة السلطة على حساب الجماعة.

علّق الأعتدال فصارت السياسة ضحلة. ضاعت البوصلة بعدما حلّ الخراب. استقال في البدء احتراماً لثورة وأملاً بإنقاذ ما يمكن إنقاذه. حسبوه ضعيفاً. جرّبوه مراراً وكان خياره دائماً “مصلحة البلد”. هذا إرثه. هذه ثروته.

2022 سنة حضور سعد… فهل تكون 2023 سنة السعد للبنان؟

شارك المقال