مع العام الجديد… الشمال كاد لا ينجو من كارثة!

إسراء ديب
إسراء ديب

لم يتوقّع أحد أن يتحرّك مركب على متنه أكثر من 200 شخص بطريقة غير شرعية من السواحل الشمالية وتحديداً قبالة سواحل سلعاتا في هذا الطقس، وفي هذا الشهر الذي لا يُتيح لأيّ مركب أو زورق ومهما كانت قدراته حالياً تجاوز المخاطر المحيطة بهذه الهجرة المتجهة إلى السواحل الأوروبية وعلى متن زورقها المئات من الطرابلسيين، السوريين والفلسطينيين الذين اعتادوا على التمسك برغبتهم في مغادرة البلاد بأيّ طريقة وبأيّ ثمن، لكن شاء القدر أن تتعطّل محركاته خارج المياه الاقليمية اللبنانية ودخول المياه إليه، الأمر الذي أنذر بغرق المركب فعاش كلّ من كان على متنه كابوساً غير متوقّع لكنّه انتهى بإنقاذ 232 شخصاً منهم وإعادتهم إلى مرفأ طرابلس بعد انتشال جثتين قضتا غرقاً.

وتضاربت المعلومات الأمنية والطبّية حول هذه الحادثة، وسبقت البيان الرسميّ الصادر عن الجيش اللبناني، إذْ أشار مصدر طبّي لـ “لبنان الكبير” إلى أنّ المركب الذي قيل انّه انطلق فجر امس من منطقة الحريشة، لم يُصبه شيء كما لم يُصب أيّ من الركّاب بأيّ مكروه نظراً الى عدم غرق أيّ منهم في المياه، “بل توجهنا للمساعدة عبر إجراء الإسعافات الأوّلية بعد شعورهم بدوار البحر وغيرها من العوارض التي كانت بسيطة لكنّها لم تُخفنا ولم ترهق الأمنيين الذين سارعوا إلى الإنقاذ من جهة، ونقلهم من جهة ثانية ما حمى المدينة وجوارها من كارثة كادت أن تحوّل العيد ورأس السنة إلى ذكرى لفاجعة جديدة، وهو ما ينفي رواية تناقلتها بعض الوسائل الاخبارية عن وفاة امرأة وطفلها في البحر، إذ لم نشهد على غرق المركب بالكامل من الأساس بل تدخلنا في الوقت المناسب”. فيما يُؤكد مصدر آخر أنّ “عملية الإنقاذ لم تستغرق وقتاً طويلاً وتوفيت امرأة وطفلة وسقط جريح”.

في الواقع، لم تُغيّر تصريحات السياسيين أو تحذيرات المعنيين آراء معظم الطرابلسيين بالهجرة غير الشرعية، فهذه المدينة التي ختمت عامها بحادثة طالت نساءها، رجالها وأطفالها من التبانة، القبّة، والبداوي وغيرها من المناطق، كان ينتظر العديد من أبنائها حلول الشهور القادمة للتحرّك سريعاً باتجاه هذه الهجرة من دون خوف من حسيب أو رقيب يحدّ من هذه الهجرة، التي أدت إلى غرق “زورق الموت” الذي لم يلتئم جرحه حتّى اللحظة بعد مرور أشهر على الفاجعة، وتلتها فاجعة غرق الزورق الثاني قبالة سواحل طرطوس وكان على متنه طرابلسيون أيضاً، ما يُشير إلى أنّ العام 2022 كان عاماً للغرق والأرق الذي عاشه الأهالي خوفاً على مصير أبنائهم شمالاً.

ومع غموض التحقيقات السابقة لا سيما في حادثة الغرق التي وقعت في شهر نيسان الماضي، وعدم انتشال الجثث والضحايا وغياب الكثير من التفاصيل التي كان على الطرابلسيين معرفتها وآخرها مرتبط بغواصة “الأحلام” التي خرجت مسرعة من لبنان، لم يُقصّر هذه المرّة الجيش اللبناني الذي توجه بقواته البحرية لينقذ المركب الذي أنهت طرابلس عامها معه، إضافة إلى تدخل مركب من “اليونيفيل” لإنقاذ الأشخاص الموجودين على متنه من دون استثناء ونقلهم آمنين إلى مرفأ طرابلس.

شارك المقال