2022… إسرائيل تعطل تأسيس “حزب الله 2”

لبنان الكبير

أقر الجيش الإسرائيلي في اعتراف نادر، بتنفيذ عشرات الغارات الجوية على أهداف في سوريا، ضمن إحصائية عملياته خلال العام 2022.

ونشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، بياناً عبر “تويتر”، الخميس في 29 كانون الأول، قال فيه إن القوات الإسرائيلية خاضت خلال العام 2022 “عشرات العمليات في المعركة ما بين الحروب وشن غارات على مئات الأهداف بمئات القذائف، بالإضافة الى العمليات الخاصة”.

وتطلق إسرائيل على عملياتها في سوريا اسم “الحرب ما بين الحروب”، وتقول إنها تستهدف مواقع إيرانية أو شحنات أسلحة موجهة إلى “حزب الله” في لبنان.

ولم يكشف الجيش الاسرائيلي في بيانه عن طبيعة الأهداف التي أغار عليها خلال العام 2022 في سوريا.

وأشار البيان إلى إطلاق قذيفة صاروخية واحدة من الأراضي اللبنانية نحو إسرائيل، التي شنت في المقابل أربع غارات على الأراضي اللبنانية، وأطلقت 58 قذيفة مدفعية.​​​​​​​

وأشار البيان الى إجراء الطيران الاسرائيلي 15 مناورة بمشاركة مع الجيوش الشرق أوسطية والخليجية، بالإضافة إلى 53 زيارة ورحلة إلى الدول “الشريكة في اتفاقيات إبراهيم”.

أصدر مركز “حرمون للدراسات المعاصرة”، الثلاثاء الماضي، دراسة حول استراتيجية الضربات الاسرائيلية للمطارات المدنية والعسكرية السورية وتغيرها على مدار الأعوام، إذ اتخذت “مساراً تصاعدياً” منذ العام 2013 بالتزامن مع تطورات الصراع في سوريا.

وتوضح الدراسة أن الضربات الاسرائيلية على المطارات السورية بدأت “فعلياً” مطلع العام 2018، وذلك لأن الشحنات العسكرية التي كان ينقلها “فيلق القدس” الايراني إلى سوريا، توجهت لمحاربة الفصائل السورية المعارضة، ولم تشكل “تهديداً جدياً على الأمن القومي الإسرائيلي”.

وشهدت الأعوام الثلاثة الماضية، بحسب الدراسة، “طفرة” في معدلات الاعتماد الإيراني على مسار التهريب الجوي عبر المطارات السورية، وهو ما جعل الاستراتيجية الاسرائيلية للتعامل مع هذه التهديدات الأمنية لم تعُد تكتفي بمطاردة الشحنات الحساسة وضربها ضمن الموقع أو أماكن التخزين وحسب، بل ضرب المرافق المتعلقة بعمليات النقل اللوجستي وأنظمة الملاحة ومواقف الطائرات ومدارج المطارات السورية.

وبررت الدراسة هذا التطور، نتيجة مقدار التدفق الايراني للسلاح والذخائر الحساسة المهربة عبر المسار الجوي نحو سوريا بشكل يفوق قدرة الاسرائيليين على تعقبه وملاحقته، ولتأخير وصول الشحنات العسكرية الايرانية.

وسجلت الدراسة تنفيذ غارات إسرائيلية عدة، خلال الأعوام الثلاثة الماضية، ضد مطار “دمشق” الدولي، منها ما أدى إلى تعطيل المدرج الجنوبي المخصص للرحلات العسكرية، ومنها ما نُفذ ضد المدرج الشمالي لتقييد حركة الطيران العسكري، ومنها ما أدى إلى تعطيل كلّي للمطار مثلما جرى العام الماضي، وبصورة مماثلة نفذت أيضاً غارات على مطار “التيفور”، ومطار “حلب” الدولي.

وكشفت الدراسة، استهداف الغارات الاسرائيلية في العام 2022 أكثر من 25 هدفاً عسكرياً داخل المطارات السورية المعنية بالدراسة (مطار دمشق، مطار التيفور، مطار الشعيرات، مطار حلب، مطار المزة، مطار الضبعة)، وهو ما يمثل زيادة بمقدار 92% مقارنةً بالعام 2021، وزيادة بنحو 19% مقارنةً بالعام 2020.

الى ذلك، قال رئيس الأركان الاسرائيلي أفيف كوخافي، قبل أيام، إن إسرائيل عطّلت تأسيس “حزب الله 2″، وأفشلت نصب مئات صواريخ “أرض – أرض”، ونشر عشرات الآلاف من مقاتلي الميليشيات الشيعية في سوريا.

وفق تقديرات استخبارات الجيش الاسرائيلي للعام 2023، التي نشرها موقع “إسرائيل هايوم”، الاثنين الماضي، فإن التدخل الايراني في قطاع غزة الفلسطيني، عبر دعم حركة “الجهاد الإسلامي”، و”حركة المقاومة الاسلامية” (حماس)، نابع من “استسلام” إيران لحقيقة أنها فشلت في تأسيس موطئ قدم لها في سوريا.

وأشار التقرير إلى أن إيران ستواصل تسليح “حزب الله”، ولا سيما بالذخائر الموجهة بدقة، مع إمداده أيضاً بصواريخ “كروز” وطائرات من دون طيار مسلحة دقيقة التوجيه، كالتي تزوّد بها روسيا في حربها ضد أوكرانيا.

شارك المقال