أقوى سلاح إيراني غير فاعل بوجه الشعب

حسناء بو حرفوش

لفتت قراءة في موقع “سي أن أن” الالكتروني إلى “عدم فاعلية السلاح الايراني الذي يلجأ إليه النظام منذ زمن، في إشارة الى التعذيب لإجبار المعتقلين على الادلاء باعترافات كاذبة”، وكتبت المحللة فريدا غطيس: “تضيف وفاة المعتقلين حديثاً إلى العدد المتزايد من المتظاهرين الشباب الذين قُتلوا منذ اندلاع المظاهرات في الشوارع الايرانية قبل أربعة أشهر تقريباً (…) ومما لا شك فيه أن عدد الموتى والحسرة الشديدة لن ينتهيا، وذلك لأن أقوى سلاح محلي للنظام والذي يتمثل في قدرته على قتل المتظاهرين من أجل تخويفهم وترهيبهم، لا يحقق النتائج المرجوة. وعلى الرغم من تزايد الوفيات، لم يستسلم الايرانيون للقمع”.

أضافت الكاتبة: “أظهر المتظاهرون الشباب في إيران مستوى غير متوقع من الشجاعة (…) ويتوجب على أولئك الذين يراقبون في رهبة من خارج إيران اتخاذ قرارات حول كيفية الرد على النظام الذي يقتل شبابه؟ إن رد الفعل حتى الآن غير كافٍ على الإطلاق. وحذرت منظمة حقوق الانسان الايرانية ومقرها النروج من (الخطر الجسيم المتمثل في الاعدام الجماعي للمتظاهرين). وقدرت بالفعل أن قوات الأمن قتلت 481 شخصاً، بينهم 64 طفلاً كما تعتقد أن 109 من المتظاهرين يواجهون خطر الاعدام في هذه اللحظة.

وتنفذ عمليات الاعدام بعد توجيه الاتهام إلى المتظاهرين وتعريضهم للتعذيب حسب المزاعم للاعتراف بجرائم لم يرتكبوها. وتقول جماعات حقوق الانسان إن الإجراءات والمحاكمات صورية من دون أي مظهر من مظاهر الاجراءات القانونية الواجبة.

(…) لم يتوقع أحد تقريباً استمرار المظاهرات إلى هذا الحد على الرغم من الاعدامات. ويبدو أن المخاطر تفوق احتمالية النجاح لأن الجميع يعلم أن النظام سيرد بوحشية. ومع ذلك، لم يضع الضرب وإطلاق النار والاعدامات حداً للاحتجاجات، بل على العكس من ذلك، أعادت عمليات الاعدام الأخيرة إشعالها في الجامعات. يبدو أن الشباب مصممون على المخاطرة بكل شيء من أجل الحصول على فرصة في حياة مختلفة. ومن نواحٍ عديدة، يبدو أن الدعوات الى إنهاء الحكم الديني لن تتوقف بسهولة.

وتصاعدت الادانة الشديدة لعمليات الاعدام التي نفذتها إيران، من القوى الغربية على الفور تقريباً، ونزل المتظاهرون إلى الشوارع في بعض عواصم العالم. هذا التضامن مهم، لكنه بالكاد يكفي ويمكن للعالم أن يضاعف جهوده. وفي هذا السياق، أعلنت ألمانيا، أحد أكبر الشركاء التجاريين لطهران، مؤخراً أنها ستعلق اعتمادات التصدير وضمانات الاستثمار للتجارة الايرانية، واعتبرت بالفعل أن الوضع لا يسمح (بالعمل كالمعتاد مع إيران). يجب على الحكومات المسؤولة في العالم تقليص التجارة وإقناع كبار الشركاء التجاريين الآخرين بهدوء، مثل الامارات العربية المتحدة والهند وتركيا، بمراجعة علاقاتهم التجارية. ومن الواضح أيضاً أنه ينبغي الاعلان عن انتهاء الجهود المبذولة لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015. لقد اعترف جو بايدن بالفعل بأن الصفقة انتهت، حتى مع رفضه جعل هذا الاعتراف رسمياً. ولن يتم إنعاش خطة العمل الشاملة المشتركة، وحتى لو كان ذلك ممكناً، لأنه سيوفر تمويلًا هائلاً لنظام لا يكتفي بقتل شعبه وزرع الاضطرابات في منطقته فحسب، بل يساعد أيضاً في تدمير دولة أخرى من خلال شراكته مع روسيا. أخيراً، يجب على الاتحاد الأوروبي الاسراع في التصرف بناءً على اقتراح هولندي لتصنيف الحرس الثوري الايراني، كمنظمة إرهابية، كما فعلت الولايات المتحدة بالفعل. وبينما ترفض طهران هذه التسمية، كثيرة هي الأدلة حول أنشطة الحرس الثوري الإيراني، في لبنان وسوريا واليمن وأماكن أخرى في العالم.

وعلى الجبهة الديبلوماسية، تقع على عاتق الدول الغربية، بقيادة الولايات المتحدة، مسؤولية إبراز الارتكابات الايرانية. وفي حال لم تلين السلطة، يمكن استهداف تأشيرات دخول الايرانيين إلى الغرب. هذه معركة الشعب الايراني ولكن يجب على بقية العالم أن يفعل أكثر من مجرد إصدار بيانات والتعبير عن التنديد”.

شارك المقال