التيار يتداعى… وباسيل يهتف: “إجا الديب”

رواند بو ضرغم

جبران باسيل يدع نوابه يقولون ما يشاؤون، ويفعل هو ما يشاء.

ساعات من البحث السياسي والتمحيص الرئاسي في اجتماع الهيئة السياسية لـ “التيار الوطني الحر”، من غير قرارات أو نتائج سوى استهزاء بعض النواب اللصيقين بباسيل بترشيح زميلهم النائب فريد البستاني وإسقاطه، بعد أن دفعه باسيل الى إعلان ترشحه إعلامياً.

كلمة سر الاجتماع قرأها النواب من كلام باسيل الايجابي عن مرشح البطريركية روجيه ديب، والتمسوا سعيه الى الحصول بصورة أساسية على غطاء رأس الكنيسة المارونية، وفهموا أنه طالما ليس للتيار مرشح تقبل به بكركي، فسيتجه رئيس “التيار الوطني الحر” نحو تبني ترشيح ديب من بكركي.

تلطي باسيل خلف مرشح بكركي، مقروناً باستهزاء بعض نوابه بترشيح فريد البستاني، يقطع الطريق أمام كل تياري طامح الى الرئاسة، وهذا ما عكسه غياب النائب ابراهيم كنعان عن الاجتماع، وتضامن زميله النائب الياس بوصعب معه. وخلافاً لرأي أكثرية نواب التيار الذين أصروا على حصر الترشح برئيسهم باسيل، بقي النائبان سيمون أبي رميا وأسعد درغام متمسكين بترشيح أي من أعضاء التيار، الذي يمكن أن يحصل على دعم آخر من الكتل النيابية الممثلة في مجلس النواب، كما هو حال آلان عون أو ابراهيم كنعان من غير أن يسميانهما.

فماذا يعني تبني باسيل لمرشح بكركي روجيه ديب؟ رئيس التيار يريد إيصال رسالة الى “حزب الله” أنه قادر على إيجاد خيار ثالث غير زعيم تيار “المردة” سليمان فرنجية وقائد الجيش جوزيف عون. و”حزب الله” يعلم أن هذا الخيار الذي يرسم باسيل لتبنيه، لم يستطع تسويقه حتى داخل تياره، وهو خيار لا يمكن أن يُجمع عليه مع “القوات اللبنانية” لأنها رفضت تبنيه، وبالتالي فلا قيمة له.

أما “حزب الله” فيستحيل أن يقبل بروجيه ديب، كما ينطبق هذا الموقف على حركة “أمل” والحزب “الاشتراكي” وأكثرية نواب السنة.

إن تبني باسيل لديب، يتطلب أيضاً من البطريرك بشارة الراعي إقناع معراب بتأييده. فإذا أخفق الراعي في إقناع جعجع، هل يذهب باسيل باتجاه تقديم تنازل أكبر بتبني مرشح تطرحه “القوات” غير ميشال معوض؟ وهل يعتبر هذا الموقف بمثابة إعلان باسيل القطيعة مع “حزب الله”؟ وفقاً لقاعدة باسيل الذي يعتبر أن إصرار “حزب الله” على ترشيح سليمان فرنجية هو بمثابة إعلان قطيعة مع “التيار الوطني الحر”.

فبعد ست سنوات من جهنم والالغاء والتسلط في الحكم، يحاول باسيل أن يظهر بصورة الاصلاحي والمحارب للفساد، بينما رئيس حزب “القوات” سمير جعجع يساعده على تلميع صورته من غير أن يدري، بحيث إن رفض “القوات” للحوار وإطالة الفراغ الرئاسي وافتعال المعارك مع رئيس المجلس النيابي، يمدّ باسيل بالقدرة على الصمود والتسلق على أكتاف بكركي لتجديد زعامته المسيحية.

أما كلام مصادر “القوات النيابية” عن قنوات تواصل مع الرئيس نبيه بري، فلا يتعدى العلاقات الاجتماعية والصداقات النيابية، لأن رئيس المجلس أعطى “القوات” فرصتين للتعقل ولكنها بقيت مستمرة في تسجيل النقاط لتقريشها مسيحياً، لذلك لا دعوة الى الحوار من جديد ولا مبادرة سيقوم بها الرئيس بري. فإما تختار “القوات” رئيساً توافقياً، يكون صلة وصل بين الأطراف الداخلية وعامل ثقة للخارج ولدول الخليج، أو فلينتظر الجميع تسوية خارجية لن تأتي.

شارك المقال