“حزب الله” يرمي “قميص عثمان” الباسيلي

رواند بو ضرغم

يتخذ رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل من الشراكة “قميص عثمان”، بحيث ردد على مسامع حليفه “حزب الله” أنه ينتظر موقفاً يعكس التزام سيد المقاومة وحرصه على الشراكة بصورة عملية وصريحة. وكشفت معلومات خاصة بموقع “لبنان الكبير” أن باسيل ختم لقاءه مع المعاون السياسي للأمين العام للحزب الحاج حسين خليل ومسؤول التنسيق والارتباط الحاج وفيق صفا بأنه كان ينتظر منهما أن يبلغاه قرار عدم مشاركة وزيري “حزب الله” في جلسات الحكومة وإن كانت تحت عنوان الضرورة.

الا أن “حزب الله” هذه المرة كان حاضراً للرد على كل تفصيل واتهام كاله باسيل بحقه، فأين أخلّ “حزب الله” مثلاً بحفظ الشراكة منذ تاريخ تفاهم مار مخايل حتى اليوم؟ طبعاً لم يكن عند باسيل جواباً. أما بخصوص مشاركة “حزب الله” في الجلسات الحكومية، فكان الحاج حسين خليل واضحاً وصارماً باستمرار تسيير شؤون الناس وتغطية جلسات الضرورة، فباسيل يستطيع أن يضلل جمهوره بدفاعه عن حقوق المسيحيين، الا أن “حزب الله” في خضم الحملة المساقة ضده ومحاولة تأليب الرأي العام عليه، لا يستطيع أن يمتنع عن حضور جلسة مجلس وزراء تهدف الى البت بموضوع الاستشفاء أو الكهرباء أو قمح رغيف الفقراء أو التربية وغيرها من الملفات الملحة. لذلك فإن موفد “حزب الله” أبلغ باسيل باستمرار وزرائه في المشاركة في هذه الجلسات الحكومية.
أما في الملف الرئاسي فإن باسيل بقي على أولوياته برفض ترشيح رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، وطلب من “حزب الله” أن يختار اسماً آخر للبحث في امكان وصوله الى قصر بعبدا، من دون أن يكون لدى باسيل أي اسم واضح، لا يطعن بظهر المقاومة ولا ينقلب عليها، فكانت حجته أنه يريد اختيار مشروع لا شخص. يضع باسيل العصي في دواليب الرئاسة، ويختار المشروع هرباً من حتمية وصول فرنجية الى سدة الرئاسة، فما كان محللاً لوصول عمه الرئيس السابق ميشال عون أصبح محرماً على رئيس تيار “المردة”، وإن كانت سنوات عهد جهنم الست خالية من أي مشروع سوى استفزاز باقي المكونات السياسية وفتح جبهات انتقامية وفتنوية في وجههم.

الحديث في الرئاسة كان عقيماً مع باسيل، وحصيلة اللقاء مع “حزب الله” تساوي صفراً ، وبالاضافة الى الاستحقاق الرئاسي والجلسات الحكومية، ناقش موفد “حزب الله” مع باسيل تفاهم مار مخايل، ولم يجرؤ رئيس التيار على النطق بالطلاق، واقتصر النقاش على عرض كل طرف وجهة نظره، من غير الاتفاق على أي من هذه الملفات الثلاثة، فجميعها اصطدمت بعقبات كبيرة. وخرجوا بعدها للقول إن هذا التفاهم مستمر، وللبحث صلة، الا أن الواقع انقطاع أي صلة للتواصل البنّاء، والضرب بالميت حرام… فأي حوار لم يعد ينفع مع باسيل والجميع إلى قواعدهم الطائفية والمذهبية در.

شارك المقال