اللقاء الخماسي حول لبنان… غياب ايران يفقده الفاعلية؟

هيام طوق
هيام طوق

تشير المعطيات الى أن رئيس مجلس النواب نبيه بري ربما لن يدعو الى جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية يوم الخميس لأنه لم يستجد أي تطور يمكن أن يشكل خرقاً في هذا الاستحقاق لكن القرار النهائي يعلنه الرئيس بري نفسه. وفي هذا الوقت، فإن التواصل بين مختلف القوى السياسية، والتشاور في العديد من الطروحات والمخارج والأسماء، والوساطات التي يقوم بها البعض لتقريب وجهات النظر، والاعتصام في مجلس النواب، لم تنتج أي تقدم في الملف الرئاسي حتى أن انتخاب الرئيس بدا وكأنه استحقاق شبه مستحيل انجازه لبنانياً.

وفي ظل هذا الاستعصاء، تتجه الأنظار الى اللقاء الخماسي المقرر عقده في باريس في ٦ شباط المقبل لبحث الوضع في لبنان والاستحقاق الرئاسي في حضور ممثلين عن فرنسا، الولايات المتحدة، السعودية، مصر وقطر، ومن المرجح أن يكون على مستوى مديري الخارجية ومسؤولي الملف اللبناني في هذه الدول.

الاجتماع الذي حكي عنه منذ أشهر لم يكن منتظراً منه الخروج بحل للأزمة اللبنانية حتى أن بعض الديبلوماسيين في الدول المشاركة كانوا يقولون ان على اللبنانيين مساعدة أنفسهم أولاً لتساعدهم الدول الصديقة من خلال اجتماعات أو لقاءات تشاورية كهذه، الا أن مصدراً مطلعاً أكد لموقع “لبنان الكبير” أن المستجدات في المنطقة خصوصاً الأمنية منها وغيرها من الحسابات والتسويات الاقليمية، دفعت الدول الخمس الى رفع مستوى التداول في الملف اللبناني ووضع ما يشبه خارطة طريق ليس للاستحقاق الرئاسي ومن ثم الحكومي وحسب، انما للحكم ككل في الدولة بشكل يمكن أن يرضي كل الأطراف، ويأخذ في الاعتبار التركيبة اللبنانية أي خارطة قابلة للتطبيق ولانقاذ البلد.

ولم يستبعد المصدر أن تنتج عن اللقاء الخماسي وثيقة مماثلة لتلك التي صدرت عن الدول الخليجية وعدد من الدول المتعاونة في ضوء المهمة التي قام بها وزير الخارجية الكويتي في وقت سابق. كما هناك معلومات عن أن بعض الأطراف نقل الى المسؤولين في الدول المشاركة في الاجتماع، أسماء المرشحين المعتبرين توافقيين أي قائد الجيش العماد جوزيف عون، الوزير السابق جهاد أزعور والنائب السابق صلاح حنين.

لكن، هل التعويل على هذا الاجتماع في محله أو مبالغ فيه؟ وهل يمكن الوصول الى تحقيق الهدف المنشود طالما أن ايران غير مشاركة فيه؟

قال عضو “اللقاء الديموقراطي” النائب راجي السعد: “نحن كنواب ومسؤولين لا يجب أن نعوّل على الخارج بل يجب التعويل على أنفسنا، وأن نذهب سريعاً الى انتخاب رئيس للجمهورية، ونقوم بمسؤولياتنا الدستورية. اذا حصل اللقاء في باريس، ونتج عنه ما هو ايجابي للبنان، فهذا أمر جيد، لكن اذا لم يحصل اللقاء، هل يجوز أن ننتظر دائماً الخارج والتطورات في المنطقة؟ المؤتمرات واللقاءات تتأجل والمستجدات كثيرة في المنطقة، هل يجوز أن نربط مصير البلد بها؟ علينا القيام بما يجب تجاه بلدنا”.

واعتبر الوزير السابق فارس بويز أن “الصراع الأساس في المنطقة الذي نتحمل انعكاساته هو الصراع الأميركي – الاسرائيلي – السعودي من جهة، والايراني من جهة أخرى. هذا الصراع الكبير هو الذي ينعكس بشتى انعكاساته على الواقع اللبناني، لكن، هذا لا يعفي مسؤولية القوى السياسية اللبنانية المرتبطة بهذه المحاور والتي تستقطب هذا الصراع الى ديارها. هذا هو الواقع”.

ورأى أن “من الصعب للغاية فصل المشكلة اللبنانية عن هذا الصراع، لذلك لا أتوقع الكثير من الاجتماع الخماسي في شباط لأن هناك فريقاً أساسياً في هذا الصراع غير موجود أي الجانب الايراني”، معتبراً أن “الحوار الأميركي – الايراني ربما يكون هو الكفيل بحلحلة بعض الأمور ان لم يكن لايجاد نوع من التفاهم الكامل حول لبنان”.

وشدد على أن “كل اهتمام بالموضوع اللبناني مرحب به، والاهتمام الفرنسي واضح ، لكن عدم وجود الفريق الآخر في الصراع أي ايران يفقد هذا الحوار أي فاعلية”، مشيراً الى أن “الدول لن تتورط في عملية الأسماء انما كل ما تريده الدول الأجنبية أن تعطي الضوء الأخضر الداخلي لانتخاب رئيس للجمهورية يكون توافقياً. الرهان على أن هذه الدول ستطرح أسماء هو رهان خاطئ. وكل ما يأمل به لبنان من الخارج هو حد أدنى من التفاهم الاقليمي الذي يحرر القوى السياسية اللبنانية، ويجعلها تستطيع الذهاب نحو انتخاب الرئيس”.

شارك المقال