لا فيتو فرنسياً وأميركياً على فرنجية وبري سيلعبها 65 مع الثلثين

رواند بو ضرغم

أسهم قائد الجيش الرئاسية المرتفعة ليست سوى فقاعات اعلامية، لا أساس لها من الواقعية السياسية. فلا “حزب الله” يرتاح الى وصول العماد جوزيف عون الى سدة الرئاسة الأولى، ولا رئيس مجلس النواب نبيه بري يقبل بأن يعدّل مجلسه الدستور. “التيار الوطني الحر” يرفض وصوله علانية، و”القوات” مواربة. أما رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط فبينه وبين قائد الجيش إفراغ رئاسة الأركان واستخفاف بالموقع الدرزي. لذلك فإن أي خطوة فيها تحدٍ من المجتمع الدولي للداخل اللبناني قد تفجر البلاد، ولا بد من المواءمة بين التوافق الداخلي و”قبة الباط” الخارجية.

صحيح أن قائد الجيش يصر على عدم الخوض في النقاش الرئاسي مع أي من زواره، ويشدد على تحييد المؤسسة العسكرية عن السجالات السياسية للحفاظ على وحدتها وتماسكها، الا أن أدوات معركته الرئاسية مستمرة في تسويق اسمه رئاسياً في الداخل والخارج، إنما من غير جدوى.

يكرر الرئيس بري دائماً أن الوضع لا يحتمل الانتظار طويلاً، لذلك أطلق المسار الرئاسي الجدي، وتحرك على خط الكتل النيابية لاستطلاع آرائها واستكمال البوانتاج الذي يوصل زعيم تيار “المردة” سليمان فرنجية الى سدة الرئاسة بأكثرية الخمسة والستين صوتاً مع نصاب الثلثين، على اعتبار أنه سمع من السفيرتين الأميركية والفرنسية وفق معلومات موقع “لبنان الكبير”، أن بلديهما لا يضعان فيتو على فرنجية. وتقول مصادر من تلتقيه لـ”لبنان الكبير” إن الرئيس بري يطرح أمام النواب ثلاثة أسماء مرشحة لأن تبرز في صندوق اقتراع الجلسة المقبلة، هي: سليمان فرنجية وميشال معوض (الجديان)، وجبران باسيل (من باب التنكيت).

وفي حين تتغاضى أعلى الصروح الدينية المسيحية عن مسؤولية الكتل المسيحية في تعطيل الاستحقاق الرئاسي وتُحمّل رئيس المجلس النيابي فقط مسؤولية التعطيل، يتجه الرئيس بري الى عدم اعلان موعد للجلسة الانتخابية المقبلة قبل انهاء حواراته مع الكتل، ليذهب بعدها الى تحديد جلسة لن يخرج منها النواب الا الى قصر بعبدا لتهنئة رئيس الجمهورية المنتخب. ذلك أن الثنائي الشيعي لن يُسقط ورقة بيضاء بعد اليوم، وسيستنسخ الرئيس بري العملية الديموقراطية التي أدت الى انتخاب الرئيس الراحل رينيه معوض بعد أن انسحب لصالحه الرئيس الياس الهراوي، أو يبقى المرشحون وتنتهي الجلسة بفوز أحدهم بالخمسة والستين أو أكثر، بحضور الثلثين، كما فاز الرئيس الراحل سليمان فرنجية بفارق صوت واحد. وبذلك يكون الرئيس بري قد ضمن وصول فرنجية الى سدة الرئاسة، في حال بقيت الكتل المعارضة له في القاعة العامة، أو يكون قد قلب مشهد التعطيل، في حال خرجت القوى المعارضة من القاعة وطيّرت النصاب، وفي الحالتين يكون فرنجية رئيساً بعد حين.

وفي مبادرة الرئيس بري هذه، وضع الجميع أمام مسؤولياتهم، الحلفاء قبل الخصوم، بحيث لم يعد الوقت متوافراً لدلع الحلفاء والوقوف على خاطرهم. فإما رئيس يفرضه الخارج ويشكل قلقاً لـ “حزب الله”، أو الدفع باتجاه رئيس يجمع ولا يفرّق، حتى لو كلّف الأمر دفن تفاهم مار مخايل. وفي معلومات موقع “لبنان الكبير”، فإن زيارة وفد “حزب الله” النيابي الذي يتقدمه النائب محمد رعد الى الرابية للقاء الرئيس السابق ميشال عون، شكلية وهدفها تعزيز التقارب الذي بدأ بلقاء المعاون السياسي الحاج حسين خليل ومسؤول وحدة الارتباط في الحزب الحاج وفيق صفا مع النائب جبران باسيل، ولكن المضمون لن يختلف وستبقى التباينات على ما هي عليه، بدءاً من الملف الرئاسي وصولاً الى المشاركة الحكومية، مروراً بمعزوفة الاخلال بالشراكة.

شارك المقال