قمة كييف والاتحاد الأوروبي: إدارة التوقعات وعضوية غير مرجحة قريباً

حسناء بو حرفوش

تتضارب التوقعات قبيل القمة المرتقبة بين قادة الاتحاد الأوروبي ورئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي. وعلى الرغم من أن كييف أوضحت رغبتها في الانضمام إلى المسار السريع لعضوية الاتحاد الأوروبي في غضون عامين، من غير المرجح حمل بروكسل على الالتزام بأي جدول زمني محدد، ناهيك عن 24 شهراً، وفقاً لمقال في موقع The Conversation الالكتروني.

ووفقاً للمقال، “من المرجح أن تركز القمة على الانجازات الملموسة قصيرة الأجل التي ستخرج أوكرانيا منها على علاقة أوثق مع الاتحاد الأوروبي. وبعد قرابة 12 شهراً من العدوان الروسي على أوكرانيا، لا تلوح في الأفق نهاية لقتال الأوكرانيين العاديين ومعاناتهم. ولا توجد أي مؤشرات على إضعاف الدعم الغربي الذي وفر شريان حياة حيوياً للبلاد، اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً.

والتزمت مؤسسات الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء بما يقرب من 52 مليار يورو لدعم أوكرانيا بحلول نهاية تشرين الثاني 2022، مما أدى إلى زيادة طفيفة في الإنفاق مقارنة بالولايات المتحدة. كان ما يقرب من 60٪ من التزامات الاتحاد الأوروبي عبارة عن دعم مالي مباشر من مؤسسات الاتحاد، بحيث جاء الجزء الأكبر من المساعدات الانسانية والعسكرية من الدول الأعضاء الفردية.

ولا شك في أن هناك حاجة إلى هذا الدعم الملموس للجهود الحربية الأوكرانية في المستقبل، ولكن ما تحتاجه أوكرانيا أيضاً هو منظور سياسي واضح. وقد لمست منظوراً في القرار بالإجماع للمجلس الأوروبي في حزيران الماضي بمنح أوكرانيا وضع الدولة المرشحة لعضوية الاتحاد الأوروبي.

لكن هذا منظور طويل الأمد. عندما تبدأ المفاوضات أخيراً، تحتاج إلى تغطية 35 فصلاً مختلفاً، وهي ليست مفاوضات بالمعنى التقليدي، بل تتعلق بكيفية تكيف بلد مرشح مع قواعد الاتحاد الأوروبي ولوائحه. وكلما كانت القضية أكثر تعقيداً، كلما كانت الاصلاحات المطلوبة أكثر إيلاماً، وبالتالي مثيرة للجدل، وكلما ابتعد احتمال التقدم.

على سبيل المثال، تقدمت تركيا بطلبها في العام 1987، وحصلت على وضع مرشح في العام 1999، وبدأت المفاوضات في العام 2005. قد يكون هذا مثالاً متطرفاً، ولكن كما أشار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في أيلول الماضي، قد يستغرق الأمر سنوات إن لم يكن عقوداً حتى تصبح عضوية أوكرانيا حقيقة.

ولوحظت ما تشبه المعارضة الكبيرة من الدول الأعضاء الحالية ضد عملية انضمام متسارعة لأوكرانيا. ففي النهاية، هناك معايير واضحة يجب الوفاء بها والقيام بذلك أثناء خوض حرب ليس بالأمر السهل. وبالتالي، ستتمحور القمة في كييف أيضاً حول إدارة التوقعات. من المحتمل أن يتم إيصال العديد من الرسائل الرئيسة من كلا الجانبين.

من وجهة نظر بروكسل، ستشكل إعادة التأكيد على الالتزام بالعضوية الأوكرانية المستقبلية أمراً مهماً ولكنها غير كافية. أما بالنسبة إلى كييف، من ناحية أخرى، فسيكون من المهم عكس الرواية القائلة بأن أوكرانيا لا تستحق عضوية الاتحاد الأوروبي”.

شارك المقال