“سباق مع الزمن”: الزلزال التركي – السوري في الصحافة العالمية

حسناء بو حرفوش

آثار الزلزال الذي ضرب جانبي الحدود التركية – السورية على الصفحات الأولى للصحافة حول العالم تماماً كما تشغل كل الأفكار. في جولة لصحيفة “الغارديان” البريطانية تركز الانتباه على “صور التايمز للزلزال المرعب الذي فتك بالآلاف أثناء نومهم”. ولفتت الصفحة الأولى الانتباه إلى الدمار في المنطقة التي ابتليت بالحرب منذ فترة طويلة، مشيرة إلى الجهود البريطانية على مستوى إرسال عمال الإنقاذ والمساعدات.

وعرضت “الفاينانشيال تايمز” صورة أخرى لشخص أنقذ من مبنى متهدم، تحمل عنوان “آلاف القتلى بعد أكبر زلزال منذ 84 عاماً يهز تركيا وسوريا”، لافتة إلى “مئات العائلات التي لا تزال محاصرة تحت الأنقاض في محافظة إدلب شمال غرب سوريا”. وعلى الصفحة الأولى لـ “الديلي تلغراف”، الناس وهم يتدافعون لسحب الناجين من تحت الأنقاض.

تأتي قصة الزلزال أيضاً في “ديلي ميل”، مع عنوان رئيس فوق الصورة: “جهود الإنقاذ اليائسة للأبرياء” ويظهر المنقذ وهو يحتضن فتاة صغيرة. وسطرت “الديلي ميرور” إنقاذ طفل من تحت الأنقاض كـ”لحظة أمل وسط الرعب”، مشيرة الى المخاوف من أن يرتفع عدد القتلى إلى 10 آلاف شخص، بينما “دمرت” تركيا وسوريا و”يتسابق رجال الإنقاذ مع الزمن” لإنقاذ الناس.

“ذا صن” حملت رسالة للعالم من خلال عبارة “ساعدهم”، التي تروّج للمساعدة في الاستجابة. كما أظهرت صحيفة “لوموند” الفرنسية عمال الإنقاذ وهم يحملون طفلاً إلى بر الأمان، بعنوان رئيس ترجم على أنه “زلزال مميت في تركيا وسوريا”.

وتحت عنوان “الزلزال يدمر تركيا وسوريا”، ألمحت صحيفة “واشنطن بوست” إلى الوضع على الأرض في محافظة إدلب السورية، قائلة إنه أدى إلى تفاقم “الوضع السيء بالفعل في الشمال الغربي الذي يسيطر عليه المتمردون”. وحذرت New Indian Express من أن “عدد القتلى قد يتجاوز 10000″، وأن الهند سترسل فريقي إنقاذ “يضمان 100 فرد”.

 

جهود الإنقاذ شملت 96 ألف شخص

ويستمر عمل فرق الإنقاذ التي تبحث عن ناجين من الزلزال في تركيا وسوريا حيث تجاوز عدد القتلى 9400، وتتسابق مع الزمن والبرد للعثور على ناجين مدفونين تحت أنقاض المباني التي دمرتها الزلازل القوية. وأعلنت وكالة إدارة الطوارئ في تركيا الأربعاء أن جهود الإنقاذ في تركيا شملت 96 ألف شخص.

ونشرت مواقع البحث، وفق ما نقلت صفحة voanews الاخبارية، مشاهد لبعض الاحتفالات عقب العثور على أشخاص أحياء ونقلهم لتلقي الرعاية الطبية. لكن الكشف عن الأنقاض يعني أيضاً زيادة متكررة في عدد الضحايا. وقال مسؤولون في تركيا إن 6957 شخصاً على الأقل قتلوا وأصيب أكثر من 38 ألفاً. وفي سوريا، ما لا يقل عن 2470 حالة وفاة، وفقاً لأرقام حكومة دمشق وجماعات الإنقاذ.

ويعد الزلزال أخطر حدث زلزالي في العالم منذ زلزال العام 2011 وأمواج تسونامي التي أودت بحياة ما يقرب من 20 ألف شخص في اليابان. وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الحداد الوطني لمدة سبعة أيام وحالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر في 10 مقاطعات تضررت بصورة مباشرة من الزلزال. وتدفقت فرق البحث والمساعدات الطارئة من جميع أنحاء العالم إلى تركيا وسوريا حيث حفر عمال الإنقاذ بين الأنقاض في بحث يائس عن ناجين.

شارك المقال