رفيق وسعد… في عيون الأوفياء

تالا الحريري

“رفيق الحريري هو الوطن ونحن اليوم نفتقد الوطن”… وكأنّ الوطن كلّه اجتمع اليوم أمام ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري، هذه الحشود التي تدهشنا كل سنة وكأنّنا نراها للمرة الأولى. هذا الحب والانتماء الى الحريرية السياسية يؤكّدان أنّها باقية ومستمرة ولن يقدر أحد على ازالتها مهما حاول.

كالعادة وكما كل سنة لم يخلُ مشهد الضريح من الحشود والهتافات. حضر الناس من مختلف المناطق اللبنانية وعلى اختلاف أعمارهم إلى وسط بيروت لاحياء الذكرى الـ 18 لاغتيال الرئيس الشهيد وشوقاً لعيون نجله سعد الحريري.

المئات حضروا إلى الساحة وتجمهروا داخل الضريح وخارجه ومنهم من تدافع للوصول اليه مباشرةً لقراءة الفاتحة ووضع اكليل من الزهر. لكن ما اختلف هذه السنة، هو دعوة المحبين الرئيس سعد الحريري للعودة إلى العمل السياسي حتى ينقذهم من الويلات التي يعانونها اليوم بوجود الطبقة الحاكمة الفاسدة، وكما قالت إحداهنّ لـ “لبنان الكبير”: “سعد الحريري الوحيد الذي ليس في رقبته دم أحد وهو أشرف منهم كلّهم”.

الا أن الآراء لم تكن كلها مجمعة على عودته السياسية، واعتبر كثيرون أن ذلك أفضّل لمصلحته وحفاظاً على صحته، فهو “ليس أزعر كبقية الزعماء، وبس يروحوا هالزعران أهلاً وسهلاً بك، ونحن معك الى الأبد”.

كما توافد العديد من الشخصيات السياسية منذ ساعات الصباح الباكر الى الضريح، اما لقراءة الفاتحة أو لوضع اكليل من الزهر، ولكن حضور الحشود طغى على الساحة المحيطة بالضريح. وتبيّن أنّه بعد مرور السنين على هذه الذكرى لم ينسَ الشعب اللبناني ما حل به بعد غياب الرئيس رفيق الحريري، بل تزداد حاجته اليه كل يوم ولا سيما في هذه الأوقات السيئة التي يمر بها ابلد، ويتحسر على رحيله… هذه الحسرة التي كانت ظاهرة في دموع اللبنانيين الأوفياء لا تعبّر عن الحزن لرحيله وحسب، بل عن الوجع الذي يعيشونه ويزداد يوماً بعد يوم لقتله غدراً.

يفتقد الوطن رجلاً استثنائياً حُفرت صورته واسمه في عقول جميع اللبنانيين وقلوبهم، من أحبه ومن حقد عليه، لأنّه رجل الاعتدال الوحيد الذي عمّر وعلّم وقدّم أكثر مما ينبغي لوطنه لبنان ولشعبه.

كلمات البحث
شارك المقال