البصل “يُبكي” المواطن… وسعره الى انخفاض قريباً

فدى مكداشي
فدى مكداشي

يتزامن الارتفاع “الجنوني” لسعر صرف الدولار في السوق السوداء مع ما يجرّ معه من تفلّت في أسعار المواد الاستهلاكية. ومع مسلسل انهيار الليرة اللبنانية أمام الدولار، تصدّر البصل “الترند” على مواقع التواصل الاجتماعي بعدما وصل سعر الكيلو منه في أكثر من منطقة لبنانية الى 70 ألف ليرة وما فوق.

وعن أسباب الارتفاع الجنوني في سعر البصل، يوضح تاجر الخضار والفاكهة علي فاضل، لموقع “لبنان الكبير” أن “عدم الزراعة الكافية أدى الى الارتفاع الجنوني في الأسعار، إذ كنا نزرع ما بين 40 و50 ألف طن في السنوات الماضية إلا أننا هذه السنة زرعنا فقط بحدود الـ20 ألف طن. أما السبب الثاني، فهو عدم قدرتنا على التخزين إذ كنا نخزّن 30 ألف طن في فترة أشهر 10 و11 و12 وتكفينا للشهر الثاني من السنة الى حين يصل من مصر وينمو الزرع عندنا في الشهر الرابع في عكار. لذا، الأسباب الرئيسة هي عدم الاكتفاء الزراعي وعدم قدرتنا على التخزين في الأشهر الثلاثة الأخيرة مما يضطرنا الى استيرادها من الخارج بالدولار على سعر السوق السوداء وهو ما يسمى بالاجرام”.

أما عن حجم الانتاج اللبناني والاستهلاك، فيشير فاضل الى أن “لدينا ما يكفي في السوق من 4 الى 5 آلاف طن من مصر وهذه تريح المواطن من ناحية انخفاض الأسعار وعودتها جزئياً الى حالتها الطبيعية”، لافتاً في الوقت نفسه الى أن “بضاعتنا في عكار تكفي لشهر ونصف الشهر لتغطية الأسواق ولا نعود بحاجة الى استيرادها من الخارج”. وأكد أن “عامل الدولار هو الذي يؤثر علينا”.

وعن سبب توقف بعض التجار عن استيراد البصل من مصر، يقول: “الوزير سمح باستيراد البصل من أول شهر 12 ولكنه بيع بـ 12 – 13 ألف دولار. وبالتالي كل التجار الذين استوردوا البصل من مصر خسروا، مما أجبرهم على وقف استيراد البضائع من مصر على الرغم من أن وزير الزراعة يسمح باستيرادها من أي دولة”.

وكان رئيس تجمع مزارعي وفلاحي البقاع إبراهيم ترشيشي أوضح في حديث أن الأسعار إرتفعت عالمياً، بعد السيول التي ضربت كلاً من الهند وباكستان، اللتين هما مصدر البصل في العالم، ما دفع لبنان وسواه الى الذهاب نحو مصر وتركيا لاستيراده، “زاد الطلب فزادت الأسعار”.

وأشار الى أن “مزارعي البصل في لبنان تراجعوا هذه السنة عن زراعته بعدما كسد محصوله العام الماضي وخسروا كثيراً وباعوا الطن بأقل من ٢٠٠ دولار مع العلم أن سعره يزيد عن ٣٠٠ دولار في الأحوال العادية”.

وطمأن ترشيشي الى أن “هناك بواخر محملة بالبصل آتية وستمتلئ الأسواق أول الأسبوع المقبل، وسيتراوح سعر الكيلوغرام الواحد بين 35 و40 ألفاً، هذا إذا لم يشهد الدولار إرتفاعات مفاجئة واستمرّ ثابتاً”.

أما رئيس نقابة تجار الخضار والفاكهة بالجملة في بيروت سعود سمهون فأكد أن “ارتفاع سعر كيلو البصل أدى إلى عملية تصريف المنتج والمخزون باتجاه ليبيا وسوريا والعراق، كما أثر ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق الموازية على هذا الارتفاع الجنوني”، معتبراً أن “سعر البصل لن يبقى على ما هو عليه حتى نهاية الأسبوع الحالي بل ستنخفض قيمته لأن كمية من البصل المصري ستدخل السوق المحلية”.

شارك المقال