هل إيران مستعدة لصنع قنبلة نووية؟

حسناء بو حرفوش

يبدو أحيانًا أن قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم ترتبط بصورة وثيقة بالنقاش الذي تشعله واشنطن ويترجم في الصفحات الاخبارية الأولى، حسب قراءة في موقع “ذا هيل” الالكتروني. وقبل عشرة أيام، ضجت الصحف بأخبار عن تخصيب إيران لليورانيوم بنسبة تصل إلى 84%، وهي نسبة قريبة جداً من مستوى 90% المقبول عموماً حسب المعطيات المتعلقة بالحاجة الى صنع قنبلة ذرية.

ثم الأحد الماضي، قال مدير وكالة المخابرات المركزية، وليام بيرنز عبر شبكة “سي بي إس نيوز”، إنه في حين أن إيران قد تكون على بعد “مجرد أسابيع” من الحصول على مثل هذا اليورانيوم عالي التخصيب، “لا نعتقد أن المرشد الأعلى في إيران قد اتخذ قراراً لاستئناف برنامج التسليح الذي حكم عليهم بتعليقه أو إيقافه في نهاية العام 2023”.

وبعد ذلك، قال وكيل وزارة الدفاع للشؤون السياسية، كولين كال، أمام لجنة في الكونغرس إن إيران يمكن أن تصنع ما يكفي من المواد الانشطارية (اليورانيوم عالي التخصيب) لصنع قنبلة نووية واحدة في “حوالي 12 يوماً”. كانت هذه هي المرة الأولى التي تقدمت فيها إدارة بايدن بمثل هذه الصراحة الدقيقة.

واشتعلت العناوين الرئيسة بالأخبار عن النسبة التي تناهز 84% بصورة أساسية، على الرغم من أن النسبة تبلغ 83.7%، في الواقع وعلى وجه الدقة. وستزداد وتيرة العناوين، المربكة أو غير ذلك، في الأيام القليلة المقبلة. وفي السادس من آذار، من المرتقب أن يناقش تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية في اجتماع مجلس المحافظين في فيينا. وبين الحين والآخر، يرجح أن يقوم المدير العام للوكالة رافائيل غروسي، برحلة إلى طهران. وهناك أيضاً احتمال ظهور تقرير ثانٍ يدرس التقدم المحرز في تحقيق منفصل في ثلاثة مواقع في إيران حيث وجد المفتشون آثاراً لليورانيوم في حالة معالجة بشرية ليس لدى إيران تفسير مقنع لها.

ومن جانبه، أقرّ كال أن الأحجام تجاوزت بكثير تلك المسموح بها بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA) ، التي انسحب منها الرئيس ترامب في العام 2018. وأخبر كال لجنة الكونغرس أن حلّ القضية ديبلوماسياً “أفضل من الخيارات الأخرى. ولم يتضح ما إذا كان الخيار العسكري يمكن أن يكون حاسماً”.

يكمن التحدي الفوري للديبلوماسية في إنكار إيران المستمر أن لديها أي نية لصنع قنبلة ذرية. ربما نواجه احتمال تكرار تقدم الهند عام 1974، عندما وصفت الانفجار في منطقة صحراوية نائية بأنه انفجار نووي سلمي. سيكون من الواضح أن واشنطن تريد تجنبها. ولكن السؤال الذي يبقى هو “كيف”؟

وكان البنتاغون قد أعلن أن إيران أحرزت “تقدماً لافتاً” في برنامجها النووي منذ خروج الولايات المتحدة عام 2018 من الاتفاق النووي وأنها تحتاج الى 12 يوماً لانتاج قنبلة نووية وأن مخزونها من اليورانيوم المخصب يتجاوز السقف المسموح به بـ 18 مرة.

شارك المقال