جولة عنف جديدة في عين الحلوة؟

حسين زياد منصور

في الوقت الذي يتخوف فيه العالم من اجتياح القوات الاسرائيلية مدينة رفح الفلسطينية، والنتائج التي ستسفر عن ذلك، كونها الرقعة الأخيرة الصامدة، وتضم ما يقارب المليون نازح فلسطيني من قطاع غزة، يعود مخيم عين الحلوة الى الواجهة من جديد.

ففي ضوء المسيرات التي يقوم بها أبناء المخيم بصورة متواصلة دعماً لإخوتهم في غزة وفلسطين، منذ بدء الحرب على القطاع في 7 تشرين الأول، ولتأكيد التمسك بقضيتهم، وعلى الرغم من وقف إطلاق النار في عين الحلوة أواخر أيلول الماضي (2023)، أي ما قبل عملية “طوفان الأقصى” بقليل، الا أن ذلك لم يمنع حصول بعض الخروق وتوتير الأجواء، ولعل أخطرها وأبرزها ما حصل أول من أمس، حين قتل أحد الشبان الذي تنتمي عائلته الى حركة “فتح”، ما أدى الى انتشار مسلح من القوى الوطنية والاسلامية لضبط الوضع، والمطالبة بتسليم القتلة فوراً.

وتؤكد مصادر فلسطينية في حديث لموقع “لبنان الكبير” أن حالة من التوتر سادت فور حصول الجريمة، اذ انتشرت سريعاً القوى الأمنية المشتركة لضبط الوضع، مشيرة الى أن الشاب عبد الباسط سرحان توفي متأثراً بجروحه بعد نقله الى مستشفى النداء في المخيم عقب إطلاق النار عليه، لدى مروره في سوق الخضار، وصادف أشخاصاً من عائلة أخرى، بينهما مشكلات سابقة، وحصل اشكال فردي ما لبث أن تطور الى إطلاق شابين النار من رشاش حربي على سرحان.

وتوضح المصادر أن الاشكال شخصي، لكن التوتر حصل لأن عائلة الضحية تنتمي الى “فتح” من جهة، وخوفاً من تصعيد الأمور أكثر واتخاذها منحى لا أحد يريده من جهة أخرى.

وبحسب المعلومات أيضاً، فان الوضع في المخيم لم يكن هادئاً في الفترة الماضية، وكان هناك تخوف من افتعال أي خضة، أبناء المخيم بغنى عنها، وخلال الأيام الماضية حصل إطلاق نار عدة مرات، ووقع اشكال بين عائلة زبيدات وآخرين، لكن الأمن الوطني قبض على المفتعل وسلمه الى الأمن اللبناني. الى جانب بعض الحوادث الأخرى من القاء مجهولين قنابل على أحياء حطين والمنشية وغيرها.

وعلى الرغم من كل هذه الأحداث، ووجود بعض الخوف، الا أن مصادر فلسطينية مطلعة، لا تتوقع جولات عنف جديدة، بين “فتح” و”الاسلاميين”، كما حصل السنة الماضية.

وكانت القوى المتقاتلة في “عاصمة الشتات” (مخيم عين الحلوة)، قد أزالت “الدشم” والتحصينات والسواتر الترابية بين بعض أحياء المخيم منذ أشهر قليلة، وانسحبت من مدارس “الأونروا”، وذلك بعد جولات عنف بين بعض الفصائل التابعة لحركة “فتح” وتجمع “الشباب المسلم” استمرت من تموز حتى أيلول، إثر اغتيال اللواء أبو أشرف العرموشي، قائد الأمن الوطني الفلسطيني في صيدا.

شارك المقال