“الثنائي” أمام عجزه

الياس الزغبي

بدأت الشكوك تضرب حول إقدام حسن نصر اللّه وقبله نبيه بري على ترشيح سليمان فرنجية بعد المراوغة على مدى ٥ أشهر، وما إذا كان هذا الترشيح أو “الدعم” ينطوي عملياً على سوء النية، أو هو مجرد تعبير عن مأزقهما السياسي.

فهذا “الثنائي” يعلم أن خطوته تضر بمرشحه، بل تضعه في عين العاصفة، سواء باستثارة معارضيه في الداخل وتلاقيهم على لعب ورقة النصاب، أو بإثارة ريبة المجتمعَين الدولي والعربي المتوجّسَين أصلاً من تمدد “محور الممانعة” والنفوذ الإيراني.

وبات واضحاً أن هذا المحور عاجز عن تأمين نصاب الثلثين (٨٦ نائباً) لعقد جلسة انتخاب مرشحه، وعاجز أيضاً عن جمع الأكثرية المطلقة (٦٥ نائباً).

لذلك، لا يمكن تفسير موقف نصر اللّه وبري إلّا في إطار تعقيد الاستحقاق الانتخابي وتمديد مرحلة الشغور وانهيار ما تبقّى من الدولة، لعلّ الفراغ يلائم تنفيذ المشروع الإيراني في لبنان، بعد اصطدامه برفض شعبي وسياسي واسع أكدته الانتخابات النيابية قبل ١٠ أشهر، وبعد تعثّره في غير عاصمة عربية، وارتفاع منسوب رفضه داخل إيران نفسها.

إنها، في الواقع، مؤشرات إضافية على ارتباك “الشيعوية العسكرية”، ودخولها مرحلة الانكماش والضمور.

ومع هذا الانكماش يتجدد الأمل في تلمّس سبل الخروج من النفق، نحو صيغة حياة جديدة ومستقرة، تُعيد لبنان إلى موقعه العربي والدولي، وإلى ميزته الحضارية في الشرق.

 

 

شارك المقال