انها المرأة

جورجينا عسال

يعود تاريخ اليوم العالمي للمرأة الى العام ١٨٥٦ عندما تظاهرت آلاف النساء في نيويورك احتجاجاً على الظروف اللاانسانية التي كنّ يعشنها، وشكلت هذه التظاهرة التي تكررت مقدمة لحصول المرأة على المزيد من الحقوق وتخصيص يوم الثامن من آذار من كل سنة للاحتفال بإنجازاتها والتعبير عن التقدير والاحترام لها.

تعد المرأة الركيزة الأساسية لبناء المجتمع والأسرة، وأولى التحديات التي تواجهها وتواجه عملها هي العادات والتقاليد، وفي حال استطاعت تخطي كل تلك العقبات والتحديات ستعاني من العنف سواء أكان العنف الأسري أو العنف الاجتماعي.

لكي تحقق المرأة تمكنها من حقوقها ومسيرتها في الحياة بصورة تليق بها وتحفظ لها انسانيتها ووجودها عليها أولاً تحدي نظرتها لنفسها، وعندما تقتنع بذاتها ستجابه كل من يقف في طريقها أو يحاول اغتصاب انسانيتها ووجودها ولن تحتاج الى كل الألسنة المدافعة عنها، ستكون هي المحامي والقاضي في آن واحد في وجه المجتمع.

اذا نظرنا الى التاريخ عبر مراحله المختلفة فسوف نجد أن دور المرأة لم يكن أبداً دوراً هامشياً، بل كان دوراً محورياً ومهماً لا يمكن التنازل عنه. ولو نظرنا الى المراحل التاريخية فان دور المرأة لم يقتصر على كونها أماً، بل كانت الأم والملكة والحكيمة والطبيبة والمقاومة ونجحت في كل المجالات التي اقتحمتها.

لو نظرنا الى التاريخ الفرعوني سوف نجد أنه كان هناك الكثير من الملكات اللواتي عرفن بالقوة والمجد على مر العصور، وأشهر ملكة في التاريخ هي كليوباترا.

ما هي متطلبات دور المرأة؟

يتطلب دور المرأة في المجتمع الحديث ثقة بالنفس وسمواً في الطموح والأفكار، فهي الأم والقائدة القادرة على تربية شبان المجتمع وشاباته تربية طيبة. يعد دور المرأة من أكثر الأدوار الانسانية، فقد أثبتت استغلالها لقدراتها الادارية ونجاحها وكفاءتها في رعاية البيت والأسرة. كما أن لها دورها الفاعل الذي لا ينكر في نهضة المجتمع وتطويره، ولا تقل شأناً عن الرجل، فهي الأم والزوجة والأخت والصديقة الى جانب ذلك هي الطبيبة والمهندسة والمعلمة والمربية، وهي الحجر الأساس في الأسرة والركن العنيد الذي يلجأ اليه الأبناء لحل مشكلاتهم.

شغلت المرأة مناصب سياسية قيادية على المستوي المحلي والدولي في معظم دول العالم، بحيث تعد مشاركتها السياسية عاملاً أساسياً لتحقيق الديموقراطية والشفافية فتساهم في اضافة مبادئ وقيم تتعلق بتحقيق الإنصاف والتعاون والمرونة. كما تحقق مشاركة المرأة السياسية تعزيز التعاون بين الأحزاب العرقية المختلفة وسن المزيد من القوانين والسياسات التي تعطي الأولوية للعائلات والنساء.

ازدهر دور المرأة في سوق العمل نتيجة عوامل عدة سمحت لها باثبات نفسها في مختلف مجالات العمل، وتكمن أهمية مشاركتها في دورها الفاعل في مكافحة الفقر ورفع المستوى المعيشي لأسرتها من خلال ما يوفره عملها من دخل يدعم ميزانية الأسرة. كما عزز عمل المرأة الرسمي وغير الرسمي مشاركة المجتمع في دعم الاقتصاد الوطني. وتساهم مشاركة المرأة في العمل التطوعي في تطوير قدراتها واكتساب مهارات وزيادة فرص لها في مجالات جديدة كقائدة ومديرة.

أيتها المرأة، أنت المجتمع ومتى توقف عقلك عن التفكير توقفت أمة بكاملها، فأنت من شرّعت القوانين عندما أنجبتِ سقراط وابن سينا وأرسطو.

تحية لك في يومك العالمي وتذكري أن كل يوم هو يومك.

شارك المقال