طهران تستعرض تفاصيل موسّعة عن الاتفاق مع السعودية: وقف حرب اليمن أولوية وتأثيرات إيجابية في المنطقة

لبنان الكبير

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإیرانیة ناصر کنعاني بشأن البيان المشترك بين إيران والسعودية بوساطة الصين وتفاصيل استئناف العلاقات بينهما: “نحن في طريقنا لاستئناف العلاقات مجددا لمجرد صدور هذا الاتفاق المشترك الذي أتى كحصيلة عام ونصف من المفاوضات الديبلوماسية للوصول إلى التفاهم. وقد جاءت هذه المفاوضات على شكل جولات مختلفة من الحوار الثنائي بين إيران والسعودية مع دور بعض الدول، منها خمس جولات من المفاوضات في بغداد وثلاث جولات من المفاوضات في مسقط.”

وأضاف كنعاني انه و”قبل زيارة الرئيس الصيني إلى الرياض وقبل زيارة آية الله السيد ابراهيم رئيسي إلى بكين، أثيرت بعض الأفكار على إثر بعض المحادثات والمشاورات الديبلوماسية بين طهران وبكين. وفي إطار اقتراحات الجانب الصيني توصلنا الى نتيجة مفادها بأن يعقد ممثلون من إيران والسعودية لقاءات ثنائية في بكين، بالتزامن مع زيارة السيد ابراهيم رئيسي إلى الصين، للبت في اتخاذ قرارات ئؤدي الى صياغة تفاهم بين البلدين.”

وإستكمل حديثه في هذا السياق مشيراً الى ان الجانب الإيراني تعامل مع القضية ووافق عليها بنوايا حسنة لكن نظرا لأهمية الزيارة الثنائية والقضايا المختلفة التي كانت مدرجة على جدول اعمال زيارة الرئيس الايراني الى الصين فقد اقترح الجانب الايراني تأجيل المحادثات بين إيران والسعودية إلى وقت آخر مناسب.

واستطرد حديثه مؤكداً على انه في النهاية تم الاتفاق على أن تعقد المحادثات الجديدة على مستوى أعلى من مباحثات بغداد ومسقط وان تكون على مستوى أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني ونظيره السعودي، وقد شارك في تشكيل الوفد مسؤولون آخرون من البلدين المعنيين من السياسيين والأمنيين والعسكريين.

وصرّح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الايرانية: “إنّه وبحسن نية الجانبين والدور الإيجابي الذي لعبه الجانب الصيني توصل الطرفان إلى اتفاق لاستئناف العلاقات فيما بينهما  والى اعادة فتح السفارات في طهران والرياض والقنصليتين في مشهد وجدة في غضون شهرين”.

وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية: “إن وزارتي الخارجية الإيرانية والسعودية تجريان الترتيبات لعقد اجتماع بين وزيري خارجية إيران والسعودية، وبنفس النوايا الحسنة نأمل أن يعقد هذا الاجتماع في القريب العاجل وأن تتم عملية تنفيذ الاتفاقية بسرعة.”

وأكدّ أنه لا مانع من لقاء وزيري خارجية البلدين، وستتم هذه التنسيقات عبر القنوات الديبلوماسية بإذن الله.

وثمّن الدور البنّاء لبلدي العراق وسلطنة عمان في استضافة جولتين من المفاوضات وتهيئة الارضية لها، قائلا: “إن جهود هذين البلدين والدور التكميلي والنهائي الذي لعبته الحكومة الصينية في هذا المجال كانت مهمة للغاية في التأثير على تحقق الانفراج في العلاقات السياسية الايرانية -السعودية.”

وفي معرض رده على سؤال مراسل صيني عن دور الصين في استئناف العلاقات بين إيران والسعودية، قال “إن الدور الذي تلعبه الحكومة الصينية في هذا الصدد مهم وأثبت أن الحكومة الصينية يمكن أن تلعب دورًا مع رؤیتها التي يرافقها حسن النية للمساعدة في تحقيق السلام والاستقرار والأمن في المنطقة وآسيا”.

وأضاف: “تمكنت الصين من عقد اجتماع ناجح في هذا المجال في بكين وإن الاتفاق بين إيران والسعودية للعودة إلى علاقاتهما الديبلوماسية يمكن أن يعيد تنشيط القدرات العالية للبلدين في مختلف المجالات”.

وتابع: “يمكن لطهران والرياض المساعدة على تأمين مصالح البلدين من خلال توسيع تعاونهما، کما یمکن للبلدین أن یترکا تأثيرا إيجابيا في تعزيز التعاون والتقارب المشترك في المنطقة للمساعدة في توطيد السلام والاستقرار في المنطقة، لا سيما في منطقة الخليج الفارسي”.

وأکد أن تعزيز الاستقرار يساعد جميع دول المنطقة وان الصين دولة تكتسب فوائد كبيرة من الاستقرار في منطقة غرب آسيا ومنطقة الخليج الفارسي، وبالتالي فإن الدور الذي تلعبه الحكومة الصينية في هذا المجال يساعد على تأمين مصالح جميع الأطراف ذات الصلة بالإضافة إلى المساعدة في تعزيز

وقال إن هذه الاتفاقية لها آثار ونتائج إيجابية على الساحة الدولية أیضا، مضیفا أن دور الحكومة الصينية سيوفر أرضية لجميع الأطراف المهتمة بالسلام والاستقرار في المنطقة للحصول علی المصالح المشتركة.

ووصف دور سلطنة عمان في القضايا التي لعبت حكومة هذا البلد دورًا فيها أنه مهم وإيجابي وقال: “إن طريق الديبلوماسية طريق مفتوح، ونحن نؤمن بهذا المسار”.

وردا على سؤال حول زيارة الوفد البرلماني الإيراني للبحرين قال: “الديبلوماسية أظهرت نتائجها بشكل جيد في الاتفاق بين طهران والرياض وإن استئناف العلاقات السياسية بين إيران والسعودية يدل علی فاعلية ونجاح الحل الديبلوماسي لحل سوء التفاهم والسیر على طريق جديد لتطوير العلاقات على أساس المصالح المشتركة”. وتابع: “لحسن الحظ، فإن ردود الفعل الإيجابية للغاية التي أظهرتها هذه الاتفاقية في مختلف المجالات والاقبال الواسع من قبل عدد كبير من الدول، ومنها  دول المنطقة یؤشر الی أن هذا التطور الديبلوماسي المهم يمكن أن يكون له آثار ونتائج إيجابية في العلاقات الإقليمية بين الدول الموجودة في هذه الجغرافيا المشتركة ، بما في ذلك بين إيران ودول أخرى، والعلاقات بين إيران والبحرين ليست استثناءً من هذا الأصل والمبدأ”.

وفیما یتعلق برغبة الأردن في تحسين علاقاته السياسية مع طهران، أوضح أن العلاقات السياسية والديبلوماسية بين طهران وعمان قائمة، وأشار إلى مشارکة إيران في قمة بغداد 2 في  العاصمة الأردنية عمان وقال: “إن الأجواء الإيجابية التي تشكلت بعد عودة العلاقات السياسية بين طهران والرياض يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي في علاقات طهران مع الدول الأخرى، ومنها الأردن”.

وثمّن الدور البناء للحكومة العراقية في استئناف العلاقات بين طهران والرياض وقال: “إن الحكومة العراقية كانت مؤسِّسة لعقد لقاءات ثنائية بين طهران والرياض ووفرت أرضیة لعقد هذه اللقاءات وإن نية الحكومة العراقية كانت خطوة أساسية للعمل السياسي الإيجابي واستخدام القدرات الدبلوماسية الجيدة لاستئناف العلاقات بين طهران والرياض وفي هذا السياق حققت الحكومة العراقية هدفها”.

وعن القضايا الحدودية بين طهران وبغداد في اقليم كردستان قال: “في المفاوضات التي جرت بين الوفدين الامنيين العاليين من طهران وبغداد، توصلوا الى نتیجة مفادها ضرورة تشکیل  لجنة امنية عليا تتولى متابعة القضايا المتعلقة بحدود البلدين وخاصة في إقليم كردستان العراق”.

وشدد على دعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية لوحدة وسلامة الأراضي العراقیة وقال: “نعتقد أن الحكومة العراقية مسؤولة عن إرساء الأمن ومراقبة الحدود المشتركة مع إيران وعليها أن تفي بمسؤولياتها والتزاماتها في هذا المجال، ونعتبر الحكومة العراقية مسؤولة عن توفير الأمن على الحدود المشتركة ، لا سيما في منطقة إقليم كردستان العراق.”.

وشدد على ضرورة نزع سلاح الجماعات الانفصالية التي تستخدم الأراضي العراقية في إقليم كردستان كملاذ جغرافي لأنشطتها المسلحة وخلق حالة من انعدام الأمن على طول الحدود المشتركة.

وفي اشارة الى احتمالية إنهاء الحرب في اليمن بعد اتفاق طهران – الرياض، قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية: “لطالما كانت قضية اليمن وانهاء الحرب في هذا البلد من الأولويات الجادة للجمهورية الإسلامية الايرانية، والمتوقع هو أنه ستعكس الاجواء الإيجابية الجديدة التي تشكلت في استئناف العلاقات الايرانية – السعودية نتائج إيجابية وجيدة في قضية اليمن.”

واستطرد حديثه في هذا الموضوع مؤكداً على ان صنع القرار المتعلق بقضايا هذا البلد بيد اليمنيين أنفسهم، ومنذ بداية الحرب في اليمن اعتبرت ايران أن الحرب ليست هي الحل لأنها تلحق أضرارا بكل من اليمن والسعودية والمنطقة بأسرها.

وأكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية على أن الحل السياسي للجمهورية الإسلامية الإيرانية بشأن قضية اليمن واضح وفق آخر المباحثات التي أجراها وزير الخارجية مع الأمين العام للأمم المتحدة بهذا الشأن إذ طلب الأمين العام من طهران استمرار إيران في لعب دورها الفعال في ملف اليمن.

وفي إشارة إلى أن طهران تستضيف منذ يوم أمس الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في اليمن، اعلن كنعاني عن استعداد ايران لبذل قصارى جهدها كما في السابق لإنهاء الأزمة العسكرية في اليمن.

واضاف أن المحادثات اليمنية – اليمنية هي أفضل طريقة لحل الأزمة الداخلية والاتفاق على تشكيل حكومة شعبية في هذا البلد.

 

 

شارك المقال