بعد الاتفاق السعودي الايراني… فريق الممانعة في الخطى الرئاسية الضائعة

لبنان الكبير

لم تمضِ ساعات قليلة على اعلان الاتفاق السعودي – الايراني، حتى بدأ فريق الممانعة بالتهليل للحدث الذي أدخله في سياق الضخ الاعلامي الهادف الى فرض مرشح الثنائي الشيعي رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية مرشحاً أوحداً، وسريعاً تحولت المملكة وقيادتها من هدف للتخوين والشتيمة، الى قيادة حكيمة لا تضيع البوصلة تمتلك رؤى وتوجهات استراتيجية، أما المضحك والمبكي في آن فخروج منظرّي الممانعة للحديث بلسان السعودية لجهة أنها لا تمانع وصول فرنجية الى سدة الرئاسة.

ما يكشفه مصدر ديبلوماسي متابع لـ “لبنان الكبير”، هو أن “المصالح الاستراتيجية للدول الأساسية في المنطقة تتجاوز تمنيات القوى التي تدور في فلكها، أما لبنانياً فيمكن تسجيل ثلاث نقاط أساسية توضح أنه ليس دائماً يُنظر الى مصالح الفرقاء المحليين عندما يتصل الأمر بالأمن القومي للدول الراعية لهؤلاء:

أولاً: ثبُت أن رئيس مجلس النواب نبيه بري هو الأكثر اطلاعاً على مسار الأمور الاقليمية، اذ بالعودة الى خطابه في افتتاح المقر الجديد للسفارة الايرانية في بيروت، مرر رسالة واضحة تحدث فيها عن تطور ايجابي ومهم في العلاقات السعودية – الايرانية نأمل أن تظهر نتائجه قريباً، وهذا ما حصل بالفعل.

ثانياً: في خطابين متتاليين للأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصر الله تحدث في الأول أن من ينتظر تقارباً سعودياً – ايرانياً ينعكس على لبنان فانه سينتظر طويلاً، وفي خطابه في اليوم التالي، أُعلن عن الاتفاق السعودي -الايراني قبل ساعة من بدء خطابه، بحيث بدا مربكاً ورحب بالاتفاق، وأشار الى أنه سينعكس بطبيعة الحال ايجاباً على دول المنطقة ومنها لبنان، وبالتالي وقع في تناقض أظهر أنه آخر من يعلم في توجهات ايران على صعيد علاقاتها مع دول المنطقة لا سيما الجوار العربي.

ثالثاً: ثبت أن من يمتلك المعطيات الأساسية، والتي يسمّيها كثيرون “كلمة السر” هو نبيه بري وليس حسن نصر الله، وبالتالي عندما استعجل سليمان فرنجية في اللقاء الخماسي الذي عقد في عين التينة وضم اليه بري وعلي حسن خليل ويوسف فنيانوس وحسين الخليل أن يعلن الثنائي موقفاً من ترشيحه، وسأله بري إن كان يريد اعلان دعم ترشيحه وتبنيه فكانت اجابته بالموافقة، كان له ما أراد من بري ولاحقاً من نصر الله، وهذا الاعلان وضع فرنجية في موقف رئاسي حرج، بحيث أول من وضع عليه الفيتو السعودية عبر تغريدة سفيرها وليد بخاري عن تحرك الساكنَيْن، ومن ثم ابلاغه البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي عن رفض مرشح محور معين ومن ثم الهجوم العنيف لجريدة “عكاظ” السعودية على فرنجية.

ويوضح المصدر أن “دهاء بري أفضى الى معادلة رئاسية تقول لفرنجية استجبنا لطلبك بدعم الترشيح وقمنا بواجبنا على هذا الصعيد، وهذا لا يعني اذا حان أوان التسوية الكاملة وفرضت التنازل عن فرنجية أن يعطل الثنائي هذه التسوية انما العكس صحيح، فان أي تسوية تحقق الانفراج في لبنان لا يستطيع أحد الوقوف في مواجهتها ولا يمكن تعطيلها بسبب أي شخص كان، وما كان يصلح مع الرئيس ميشال عون يوم كان الاقتصاد والليرة ممسوكين لا يصلح مع فرنجية حيث الخراب العميم”.

ويصف المصدر حال فريق الممانعة بالقول: “انهم دخلوا في مرحلة الخطوات الرئاسية الضائعة، تمسكهم بفرنجية سيزيد الضغط الشعبي عليهم نتيجة الانهيار المريع في قيمة النقد الوطني والارتفاع الجنوني لسعر صرف الدولار، وتخليهم عن فرنجية يعني انفراط عقد التحالفات وتدريجياً سيجد حزب الله نفسه وحيداً في الميدان”.

شارك المقال