“الثنائي الشيعي”: فرنجية رئيساً ولو لم تحب ايران!

رواند بو ضرغم

لم يرشح “الثنائي الشيعي” رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية لكي يسحبه أو يتراجع عن دعمه… هذه رسالة أُبلغ بها الحلفاء والخصوم بالمباشر، أن سليمان فرنجية رئيس للجمهورية والمسألة مسألة وقت. أما من ينتظر المفاوضات الايرانية – السعودية ويرفض الحوار الداخلي، فلا يتحدث عن السيادة ولا يوهم الناس بوطنيته.

مصادر مطلعة على الكواليس الرئاسية تقول لموقع “لبنان الكبير” إنه احتراماً للتوازنات الوطنية، لا يمكن أن يطلب فريق المعارضة والجهة الاقليمية الداعمة له، الحصول على رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة والحكومة. ولا يتوقع أحد أن يأتي من يقول لـ “الثنائي الشيعي” أن فرنجية غير مقبول به رئاسياً أو يعترضه أي فيتو إقليمي.

وتضيف هذه المصادر: إذا اجتمعت إيران بقادتها وأركانها كافة وطلبت من “حزب الله” أن يتراجع عن دعم فرنجية، فإن الأمين العام السيد حسن نصر الله ملتزم بدعمه ولن يسحب ترشيحه، وهو يجزم بأن الجمهورية الاسلامية لا تتدخل في الشؤون الداخلية والاستحقاقات الدستورية.

ومن منطق الأمور، وفق المصدر، أن يتنازل فريق المعارضة وداعموه عن سقفهم العالي، ويلجأوا الى الحوار على قاعدة احترام التوازنات وعدم إلغاء الآخر والتزام الطائف بمندرجاته. وعلى من يريد أخذ البلاد أن يضع نصب عينيه تاريخ لبنان منذ الاستقلال وصولاً الى اليوم، بحيث وصلت اسرائيل الى بيروت وفرضت رئيساً للجمهورية وافتعلت السابع عشر من أيار، وبقي لبنان عقدتها. دخل الأميركيون في العام 1958 والعام 1983 وبقوا في بيروت برفقة “المارينز” الفرنسي، وكانت نهايتهم دموية. أما التجربة الأقرب فكانت الوجود السوري في لبنان متسلحاً بتفويض دولي، ونهايته كانت مذلة… فلبنان قطعة موزاييك طائفي لا يمكن العبث بتوازناته وتجزئته واستغلال أزماته.

ينطلق الفرنسي من هذه المسلمة التاريخية، ويسعى الى إيجاد قواسم مشتركة وتخريجات وطنية. ووفق معلومات موقع “لبنان الكبير” فإن رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس تيار “المردة” كانا في جو اللقاء الفرنسي – السعودي قبل انعقاده وينتظران نتائجه، وهما على علم بأن الفرنسي يسعى الى إقناع شريكه السعودي بمعادلة رئيس جمهورية من فريق ورئيس حكومة من الفريق الآخر، من دون الدخول في أسماء. ولكن الواقع أن المرشح الجدي الوحيد في فريق الثامن من آذار هو سليمان فرنجية، لذلك فإن الفرنسي يلعب الدور التنسيقي والتسويقي لفكرة التفاهمات الشاملة.

وعلى الخط اللبناني الداخلي، هناك محاولة جدية لإقناع “القوات اللبنانية” بدعم الوزير السابق جهاد أزعور والموافقة عليه، تلاقياً مع موقف بكركي ومع الطرح الأساس لرئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل المتحمس لأزعور، الا أن هذه المحاولة تبقى محكومة بتجربة “القوات” الفاشلة مع باسيل عام 2016 وعهد ميشال عون الانقلابي على اتفاق معراب.

وبعد أن أخفق المطران أنطوان بو نجم في ايجاد اسم رئاسي مشترك بين باسيل وسمير جعجع، دعا البطريرك بشارة الراعي، النّواب المسيحيّين إلى يوم اختلاء روحي قوامه صوم وصلاة وتوبة في الخامس من نيسان، بعيداً من الاستحقاق الرئاسي والسجال السياسي. وتشير مصادر معنية بالحراك البطريركي الى أن هذا اللقاء لا يُعوّل عليه رئاسياً وخصوصاً أن رئيسي “القوات” و”المردة” لا يُتوقع حضورهما، في حين أن باسيل يستغل كل فرصة لإظهار نفسه بصورة المتفاني الحاضر للحوار والمنفتح على التشاور، وهو في الحقيقة يسعى الى إظهار نفسه معبراً الزامياً لرئيس الجمهورية، وهذا ما لن يحققه له جعجع.

شارك المقال