جبل محسن يرفض الانسياق وراء فتنة جديدة!

إسراء ديب
إسراء ديب

يرفض أبناء جبل محسن أيّ شكل من أشكال التحريض وأيّ نوع من الرسائل السياسية أو الدموية التي يرغب البعض في تكريسها وإلصاقها بالجبل الذي أنهى منذ أعوام فصولاً من الحزن والرتابة العسكرية مع باب التبانة بعد سنوات مضت في صراعات لم تجنِ منها المنطقتان سوى القهر والفقر.

وتمكّن جبل محسن فعلياً من كسر الجليد مع المنطقة المقابلة له أو الملتصقة به، لا سيما حينما أعلنت المنطقتان هدنة أرادها الأهالي “مؤبّدة” سعياً إلى تكريس الاستقرار والأمن في المدينة، ولهذا السبب فوجئ أبناء الجبل بخبر اهتزّت له طرابلس عن تعرّض المناصر للنظام السوري طلال الدقاق للضرب في شارع سوريا، واعتقاد البعض أنّ لجبل محسن يداً في تكريس وجود هذه الشخصية في المدينة والتي أثارت غضباً واسعاً في التبانة.

وربطت بعض مواقع التواصل والأخبار لا سيما السورية منها هذا الخبر بارتباط الدقاق بخلية أو بشبكة تدعمه في جبل محسن لضرب الأمن في الفيحاء، الأمر الذي دفع البعض إلى التساؤل عن سبب زجّ الجبل في فتنة جديدة لا سيما في هذه الظروف التي تحتاج فيها المدينة إلى الراحة والاستقرار، وعن مدى صحة هذه الأخبار التي يراها البعض “ملفقة”، فيما يعتبرها البعض الآخر إنذاراً للرسميين والأمنيين لا بدّ من أخذه في الاعتبار.

عموماً، لم يُعلّق أبناء الجبل أو وجوهه السياسية على هذه الحادثة رسمياً حتّى اللحظة، وكان الكثيرون منهم عبّروا عن خيبة أملهم بهذه الأخبار التي تُضيف المزيد من المأساة إلى المدينة، بينما التزم آخرون الصمت في وقتٍ أراد البعض ربما استغلاله لاثارة الفتنة بين الأهالي الذين لا يرغبون حرفياً في الحرب حتّى ولو كانت باردة بين الطرفين.

في السياق، يُشدّد المختار عبد اللطيف صالح على أنّ لا وجود لدى الطائفة العلوية وفي جبل محسن أيضاً لأحد من آل الدقاق، ويقول لـ “لبنان الكبير”: “يُمكن لأيّ شخص الاطلاع على القوائم أو السجلات الموجودة، فبالتأكيد هو كان ينتمي إلى الجيش السوري ثمّ انشق عنه وهرب نظراً الى كونه مطلوباً في سوريا وسكن في طرابلس بعد دخوله إلى لبنان بطريقة غير شرعية أي عبر معبر غير شرعي، وعاش تحديداً في باب التبانة منذ فترة طويلة، ولفت الأنظار اليه بعد تعرّف البعض على هويته، لكن لا علاقة لنا به أبداً لا من قريب ولا من بعيد”.

ويُضيف: “لا يهمّنا موضوعه فنحن مع أيّ شيء يجمعنا في طرابلس ولا يفرّقنا، حتّى أنّنا لا نعلم عنه شيئاً ولا يناسبنا التعليق عليه أبداً، فنحن مع الصف الواحد والعيش المشترك جميعاً”.

وإذْ يستغرب صالح تحدّث البعض عن توتر الأوضاع بين الجبل والتبانة بعد هذه الحادثة، يُؤكّد عدم صحة هذا الكلام بتاتاً، وأن “أمن طرابلس كان ولا يزال من أولوياتنا ولا نريد أن تعود عقارب الساعة إلى الوراء، بل نريد الحفاظ على الأمن والتعاون في طرابلس والقائم على التماسك والدعوة إلى البقاء يداً واحدة لدرء الفتنة عن الجميع والمدينة، ولن ننساق وراء الفتن أو من يريد أن يصطاد في الماء العكر وهذا ما نرفضه تماماً وسنرفضه دائماً حفاظاً على مدينتنا التي نحبّ”.

شارك المقال