“وجهة تيمور” لتمويه التحول الجنبلاطي لأزعور؟

رواند بو ضرغم

هل يهدم “الابن” رئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب تيمور جنبلاط، ما بناه “الوالد” رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط طوال أربعين سنة من علاقة أخوية مميزة وحلف تاريخي مع سيد عين التينة، رئيس مجلس النواب نبيه بري؟

سؤال يدور في فلك حركة “أمل”، بعد الكلام الأخير لجنبلاط الأب عن أنه تقليدي، ولكن ربما تكون لدى تيمور وجهة نظر مختلفة حول التحالفات السياسية. بضع كلمات اعتُبرت بمثابة رسالة الى الرئيس بري، وخصوصاً أنه وصل الى مسامع الفريق الداعم لترشيح رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، أن النائب وائل أبو فاعور زار معراب بهدف إقناع رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع بدعم الوزير السابق جهاد أزعور رئاسياً، والتوجه بعدها الى مجلس النواب بحلف متراصّ قوامه “التيار الوطني الحر” و”القوات” و”الكتائب” والحزب “الاشتراكي” وبعض المستقلين والتغييريين، يؤدي الى انتخابه برعاية سعودية، وفرضه على الثنائي الشيعي.

مصادر قيادية في”القوات” أكدت لموقع “لبنان الكبير” أنها رفضت طرح تبني أزعور رئاسياً، وهي حاسمة في قرارها لأنه شريك لجبران باسيل وأداة في يده، ووصوله الى الرئاسة يعني تمديد رئاسة باسيل في الظل لست سنوات إضافية. أضافت هذه المصادر: “حتى لو طلبت المملكة من القوات دعمه، فلن نرشحه ولن نسمح بأن يركب باسيل على ظهرنا مرة أخرى”.

استغربت “القوات” حماسة “الاشتراكي” لأزعور، وخصوصاً أنه “يبيع ويشتري” بهدف أن يصل الى رئاسة الجمهورية، وصولاً الى مغازلة “حزب الله” سياسياً ومحاولة تركيب اتفاق معه. فما سمعته معراب يعزز رفض “القوات” له، لأن أزعور وفق معلومات خاصة بموقع “لبنان الكبير”، التزم أمام “حزب الله” بعدم استهداف ثوابته والمقاومة الاستراتيجية. وخلال لقاء أزعور مع رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد لأكثر من مرة، حاول مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي أن يطمئن المقاومة الى حماية ظهرها، وأن تركيزه سيكون منحصراً فقط بإتمام برنامج العمل مع صندوق النقد واستدراج المساعدات الدولية لاعادة ترميم الاقتصاد اللبناني وانتشال مؤسسات الدولة من الانهيار والتفكك. وما طلبه أزعور من “حزب الله” هو تحريره من قيود الفيتوات، والسماح له بانتهاج حكومة التكنوقراط، وتعيين حاكم لمصرف لبنان يراه مناسباً لمرحلته، وتعيين وزير للمال يستطيع أن يتفاهم معه على الملفات المفصلية. حسم أزعور أمام الحزب أنه رئيس إقتصادي فقط، ولن يتدخل في السياسة أو الاستراتيجيا أو العسكر، الا أن محاولته لإغراء “حزب الله” فشلت، على قاعدة أن المرحلة سياسية بأدوات اقتصادية، ولا يمكن فصل المسارين، كما أبلغوه بنهائية دعمهم لسليمان فرنجية.

وأمام هذا المسار المغلق والواقع المأزوم، تقول مصادر مواكبة للملف الرئاسي لموقع “لبنان الكبير”، إنه في ظل عدم اتفاق قوى المعارضة على مرشح موحد تستطيع من خلاله فرض الخرق الرئاسي، ستبقى المراوحة سيدة الموقف، بانتظار زيارة الرئيس الايراني إبراهيم رئيسي الى المملكة العربية السعودية، تلبية لدعوة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، حينها ستُبت الملفات الاقليمية العالقة، وستنعكس على الداخل اللبناني إما تصويتاً لسليمان فرنجية أو تأميناً للنصاب.

شارك المقال