هل تستعد أوكرانيا لهجوم مضاد؟

حسناء بو حرفوش

يبدو أن الهجوم الأوكراني المضاد يلوح في الأفق، حسب قراءة في موقع صحيفة “LA Depeche” الالكتروني الفرنسي، ولو أن المكان والتوقيت لم يحددا بعد. ووفقاً للمقال، “بالعودة إلى شهر شباط، كان الخوف من هجوم روسي كبير يلوح في الأفق في أوكرانيا. واليوم بعد مرور شهرين، يلوح في الأفق هجوم أوكراني مضاد. يوضح أوليفييه كيمبف الباحث في مؤسسة البحوث الاستراتيجية (FRS) أن الأوكرانيين يتحدثون عن هذا الاحتمال منذ أسابيع وحتى شهور. كما يجزم بأن أوكرانيا كانت تخطط لهذا الهجوم المضاد لبعض الوقت، ويمكن أن يحصل ما بين أواخر أيار وأوائل حزيران.

ومع ذلك، لا يزال التوقيت غير مؤكد بسبب معايير وعوامل متعددة، منها على سبيل المثال، الطقس. يشرح أوليفييه كيمبف في هذا السياق كيف (لا تزال الأرض موحلة جداً، لذلك لا تشكل ساحة تساعد على شن هجمات كبيرة). وفي هذا الوقت، يمكن لأوكرانيا أيضاً انتظار تسليم المعدات التي وعد بها الغرب والافادة من هذا الوقت لتدريب جنودها. ويحذر الخبير في هذا السياق من أن (أوكرانيا تحشد الرجال لتشكيل ألوية. وبالتالي، يجب تدريبهم وتنظيم تدريبات جماعية حتى لا يتحولوا إلى وقود للمدافع).

وهكذا، يمكن للأوكرانيين شن هجومهم المضاد بحلول نهاية الربيع إذا كانوا مستعدين، وإما ينتظرون بضعة أسابيع أخرى ويوجهون ضربتهم في شهر آب، (على غرار العام الماضي) كما يستذكر أوليفييه كيمبف. هجوم مضاد من شأنه أن يضع حداً للاستراتيجية التي تتمثل في الوقت الحالي في رؤية أوكرانيا تمتص التوجهات الروسية. يستطرد كيمبف قائلاً: (إنهم يستعدون لهجوم مضاد من أجل استعادة المزيد من الأرض مقارنة بما تخلوا عنه في الأشهر الأخيرة).

عدة جبهات محتملة

ينسحب الغموض المحيط بتاريخ الهجوم المضاد، على الجبهات حيث يطرح السؤال الخاص بالمنطقة المختارة للهجوم المضاد. وتطرح على الطاولة سيناريوهات مختلفة. يقول أوليفييه كيمبف: (نتحدث كثيراً عن زابوريغا وميليتوبول من ناحية الجنوب. هذا ما يتوقعه الجميع). خيار من شأنه قطع الرابط البري بين شبه جزيرة القرم وروسيا: مثير للاهتمام من وجهة نظر استراتيجية، ولكن هذا السيناريو سهل التنبؤ بصورة كبيرة وربما تتوقعه روسيا.

وهناك خياران آخران لا بد من النظر فيهما وفقاً للباحث: إلى الشمال، باتجاه ستيبوف، (على غرار ما تم تجربته هذا الخريف)، كما يقول أوليفييه كيمبف الذي يتذكر: (لقد ذكرت أوكرانيا كثيراً هذا الأمر من دون تحقيق أهدافها). وهناك احتمال آخر في وسط البلاد، نحو أورليفكا، (لاستعادة الأرض التي تم التنازل عنها بالفعل ومحاولة دفع النظام الروسي إلى الخلف).

باخموت وباقي المناطق

وماذا عن هجوم مضاد محتمل في باخموت التي تشكل مكاناً رمزياً للغاية في هذا الصراع؟ يقول أوليفييه كيمبف: (في باخموت، الوضع حرج. ستكون معركة بطيئة للغاية واذا أرادوا تحقيق اختراقات حاسمة، فهذا ليس المكان الذي يمكننا أن نتخيله الساحة الأنسب). لذلك، فإن تركيز الجهود على باخموت سيكون مخاطرة، حتى لو بدا الروس (متقلبين) و(لم يحرزوا أي تقدم منذ أسبوعين).

بالاضافة إلى ذلك، تواجه أوكرانيا أيضاً صعوبة في البلدات على امتداد الخط باتجاه دونيتسك. يوضح كيمبف أن أوكرانيا تتراجع أن الوضع يصبح محفوفاً بالمخاطر. وبالتالي، فإن التفكير في باخموت حصراً سيكون اختزالياً، لأنه يتعين على أوكرانيا التفكير في ما يحدث في أماكن مختلفة. ويختم: (في وقت الهجوم المضاد المحتمل، سيتعين على أوكرانيا اتخاذ خيارات لاستعادة الأرض في موسكو، من دون الاستسلام في مكان آخر للغزاة الروس)”.

شارك المقال