تبادل النيران عبر حدود غزة بعد اقتحام المسجد الأقصى

لبنان الكبير
مواجهات الاقصى-05042023

اقتحمت الشرطة الإسرائيلية حرم المسجد الأقصى قبل فجر اليوم الأربعاء واشتبكت مع المصلين، مما أثار رد فعل غاضبا في أنحاء الضفة الغربية المحتلة وضربات عبر الحدود في غزة.

جاء الاقتحام، الذي حدث خلال شهر رمضان وعشية عيد الفصح اليهودي، وسط المخاوف من أن ينتقل التوتر، الذي يعتمل منذ عام شهد تصاعدا في العنف، في نهاية المطاف إلى المسجد الأقصى، حيث اندلعت اشتباكات في 2021، مطلقة شرارة حرب استمرت عشرة أيام مع غزة.

وخلال الليل، أُطلقت تسعة صواريخ على الأقل من غزة، وردت إسرائيل بشن غارات جوية استهدفت ما قالت إنها مواقع لصنع أسلحة تابعة لحركة حماس، مما تسبب في انفجارات قوية سُمع دويها في جميع أنحاء القطاع الساحلي المحاصر.

وقال شهود إن الدبابات الاسرائيلية قصفت أيضا مواقع لحماس على طول السياج الحدودي في الجزء الجنوبي من قطاع غزة.

وبحلول النهار، بدا أن الوضع هدأ لكن الهلال الأحمر الفلسطيني قال إن 12 فلسطينيا أصيبوا بالرصاص المطاطي وبعد تعرضهم للضرب في اشتباكات مع الشرطة الإسرائيلية. وأضاف في بيان “قوات الاحتلال تمنع جميع طواقم الإسعاف من الدخول للمسجد الاقصى المبارك وتعتدي عليها”.

وقال فهمي عباس أحد المصلين في المسجد الأقصى “في الساحة بعد المحراب، ضربت الشرطة الغاز والقنابل الصوتية، يعني شيء فوق ما تتصور، وبعدين اقتحموا وضرب ضرب، نيموا الشباب على وجوههم، وضرب بعد ما اعتقلوهم، ضرب ضرب”.

وأظهرت لقطات مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي لم يتسن لرويترز التحقق من صحتها، إطلاق الألعاب النارية واقتحام الشرطة الإسرائيلية المصلى القبلي بالمسجد الاقصى والاعتداء على المصلين بالضرب.

وقالت الشرطة الإسرائيلية إنها اضطرت إلى دخول الحرم المسجد الأقصى بعد أن تحصن “محرضون مقنعون” داخله وبحوزتهم الألعاب النارية والعصي والحجارة.

وأضافت أنه “بعد فشل العديد من المحاولات لإخراج الناس من المسجد عن طريق الحوار، اضطرت الشرطة للدخول لإخراجهم”.

وأضافت في بيان “عندما دخلت الشرطة تعرضت للرشق بالحجارة وإطلاق الألعاب النارية من داخل المسجد من قبل مجموعة كبيرة من المخالفين للقانون ومثيري الشغب”، مضيفة أن اثنين من أفراد الشرطة أصيبا.

وتابعت قائلة إن الشرطة اعتقلت وأخرجت أكثر من 350 شخصا كانوا متحصنين بالداخل. وقال وزير الأمن الوطني المتشدد إيتمار بن جفير في بيان “قامت الشرطة بعمل جيد”.

وكان آلاف المصلين معتكفين في حرم المسجد الأقصى وسط مخاوف من اشتباكات محتملة مع زوار يهود للموقع.

وبموجب ترتيبات “الوضع الراهن” القائم منذ فترة طويلة في المنطقة، والذي تقول إسرائيل إنها تلتزم به، يمكن لغير المسلمين زيارة الحرم لكن يُسمح فقط للمسلمين بالصلاة فيه. ويقيم زوار يهود بشكل متزايد صلاتهم علنا في الحرم في تحد للقواعد.

ووصفت دائرة أوقاف القدس، وهي الجهة الأردنية المشرفة على شؤون المسجد الأقصى، تصرفات الشرطة بأنها “تعد صارخ على هوية ووظيفة المسجد كمكان عبادة خاص بالمسلمين وحدهم”.

 

* إدانة

وأثار اقتحام الأقصى ردود فعل عربية غاضبة. وأصدرت الأردن ومصر، اللتان تشاركان في جهود أمريكية لتهدئة التوترات بين إسرائيل والفلسطينيين، بيانين منفصلين أدانتا فيه بشدة الاقتحام. فيما قالت السعودية، التي تأمل إسرائيل في إقامة علاقات معها، إن “الاقتحام السافر” للمسجد الأقصى يقوض جهود السلام.

وقال حازم قاسم المتحدث باسم حماس إن إطلاق الصواريخ الليلة الماضية كان ردا على اقتحام الشرطة للمسجد الأقصى وأظهر أن إسرائيل لن تكون قادرة على فصل غزة عن الضفة الغربية.

وأضاف قاسم أن “القصف الصهيوني على قطاع غزة صباح اليوم هو محاولة فاشلة لمنع غزة من استمرار مساندتها بكل الوسائل لأهلنا في القدس والضفة الغربية”.

ومع هذا، لم تعلن حماس ولا حركة الجهاد الإسلامي المسؤولية عن الهجمات، التي تبنتها بدلا من ذلك الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ولجان المقاومة الشعبية. ويقول الجيش الإسرائيلي إنه يحمل حماس المسؤولية عن جميع الهجمات من غزة.

واستنكرت القيادة الفلسطينية هجوم إسرائيل على المصلين ووصفته بأنه جريمة.

وقال نبيل أبو ردينة المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس “نحذر الاحتلال من تجاوز الخطوط الحمر في الأماكن المقدسة والتي ستؤدي إلى الانفجار الكبير”.

وفي بلدة بيت أمر بالضفة الغربية، أحرق متظاهرون الإطارات ورشقوا الجنود الإسرائيليين بالحجارة والعبوات الحارقة، وأصيب أحدهم بالرصاص.

وخلال العام الماضي، اعتقلت القوات الإسرائيلية الآلاف في الضفة الغربية وقتلت أكثر من 250 فلسطينيا، بينما قُتل أكثر من 40 إسرائيليا وثلاثة أوكرانيين في هجمات فلسطينية.

واحتلت إسرائيل القدس الشرقية، بما في ذلك البلدة القديمة حيث يقع الحرم القدسي، في حرب عام 1967 وضمتها لاحقا في خطوة غير معترف بها دوليا. وتعتبر القدس عاصمتها الأبدية غير القابلة للتجزئة.

ويريد الفلسطينيون القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقلة التي يسعون لإقامتها في الضفة الغربية وقطاع غزة.

 

 

شارك المقال