أسهم فرنجية تتوقف على الحركة المتقدمة خارجياً… وتبلور التسوية

آية المصري
آية المصري

بعد صمت استمر خمسة أشهر، أطل رئيس تيار “المردة” ومرشح الثنائي الشيعي سليمان فرنجية من بكركي حيث أطلق من منبر الصرح مواقف أظهرت إرتياحه ووضوحه كونه مرشحاً رئاسياً متقدماً على خصومه.

وكان خطابه مماثلاً لأي خطاب يطلقه مرشح رئاسي، مؤكداً أنه لم تكن له أي نظرة عدائية تجاه أي دولة عربية لا سيما المملكة العربية السعودية، وهذا يوضح موقفه من الدول العربية ليطمئن الخارج والداخل بأن لبنان لن يعيش العزلة ولن يترك حضنه العربي كما حصل في عهد الرئيس السابق ميشال عون في حال وصوله الى القصر الجمهوري، لكن من الواضح أن ورقة الضمانات التي سبق وقدمها فرنجية لن تقدم ولن تؤخر طالما أن القرار يعود الى محور الممانعة، فلماذا لجأ في هذا التوقيت الى زيارة البطريرك الماروني بشارة الراعي؟ وهل ارتفعت أسهمه بعد هذا الخطاب؟

أشارت مصادر نيابية تابعة لـ “التيار الوطني الحر” في حديث لموقع “لبنان الكبير” الى أن “الصورة لا تزال ضبابية بصورة كبيرة والمرشح سليمان فرنجية يتحرك اليوم على وقع التطورات الاقليمية وحكماً تحركاته الأخيرة مبنية على معطيات مؤكدة حصل عليها في الآونة الأخيرة”، مؤكدةً أن “أسهم فرنجية غير متوقفة على تصريحه الأخير بل على الظروف الاقليمية والحركة المتقدمة خارجياً في حال كانت ستصب لمصلحته أو عكس ذلك، وكل هذا سيتبيّن في المرحلة المقبلة وتحديداً عبر موقف المملكة العربية السعودية إن كان سيبقى على حاله أم سيتبدّل”.

وأوضحت المصادر أن “كل ما يتعلق بفرنجية غير مطروح في هذه اللحظة ليس من الباب الشخصي بقدر ما هو من باب إنتظار تبلور التسوية بصورة كاملة وعلى أساسها نرى الى أن تتجه الأمور، كما يجب معرفة الحل المناسب لاخراج لبنان من أزماته المالية والمعيشية وهذا يجعلنا ننتظر الـ Package الكاملة لنحدد على أساسها موقفنا النهائي”، لافتة الى أن “التسوية المقبلة ستكون كاملة متكاملة من رئيس الجمهورية الى رئيس الحكومة وحاكمية مصرف لبنان والكل سيخرج بتطمينات ومكاسب من هذه التسوية”.

أما عضو “اللقاء الديموقراطي” النائب مروان حمادة فرأى أن “الصورة لا تزال كما كانت في السابق، ترشيح فرنسي، تحفظ سعودي، صمت أميركي ورفض داخلي مسيحي”، مشدداً على “أننا نستمر في بذل جهودنا لتسهيل وصول مرشح تسوية تضمن إستعادة السيادة وتطبيق الاصلاحات، وكنا أبدينا نوعية الأشخاص الذين قمنا بترشيحهم ومواصفاتهم والباب لا يزال مفتوحاً لغيرهم من المرشحين لكن ضمن مواصفات تضمن مستقبل لبنان وتعيده الى حضنه العربية وازدهاره ودستوره”.

وقال: “كنا ولا نزال واضحين من المرشحين الذين نحبذهم وليس هناك أي تابو على أي إسم منهم، وكل الأسماء المطروحة لم تنتفِ حظوظها الرئاسية ولم ترتفع أسهمها أو تنخفض”.

في المقابل، أكدت مصادر نيابية مؤيدة لترشح فرنجية أنه “أحد المرشحين الأساسيين وزيارته الأخيرة الى بكركي والاعلان عن ترشحه تدل على دعم واضح له من عدّة فرقاء لبنانيين وازنين في البلد، وبالتالي الأمور لم تحسم بعد وسيبقى في نهاية المطاف المرشح الأقوى طالما حتى اللحظة ليس هناك لدى الطرف الآخر والمعارض مرشح رسمي وواضح، لكن لا يمكننا حسم الأسهم الا عندما تحصل لحظة انتخاب الرئيس الجديد”.

من الواضح أن الجميع بإنتظار ما ستؤول اليه التسوية المقبلة التي ستحمل في طياتها الى رئيس الجمهورية، رئيس الحكومة وحاكم مصرف لبنان، وربما تتغير المعطيات ويتبدل حال الكتل وتصوّت تلك التي ترفض فرنجية له في الفترة المقبلة، فهل سيبقى مرشح بنشعي من دون ميثاقية مسيحية أم أن الظروف الاقليمية ستساعده وتأتي به رئيساً؟

شارك المقال