تحرّك رئاسي جدّي… والايراني لم يطرح فرنجية

آية المصري
آية المصري

عجزت الكتل النيابية عن التوافق على مرشح جدي ينهي دوامة الفراغ المستمرة منذ ما يقارب الستة أشهر، وفي ظل التشرذم الحاصل لم يعد معروفاً من بات يملك الحظوظ الرئاسية المرتفعة خصوصاً بعد الاطلالة الأخيرة لمرشح محور الممانعة رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، لكن المؤكد هو موقف “الكتائب” و”القوات اللبنانية” الرافض للتصويت له جملة وتفصيلاً.

وبرزت الى الواجهة، دعوة السفير الايراني في لبنان مجتبى أماني رؤساء الكتل النيابية الى لقاء في السفارة الايرانية بحضور وزير الخارجية الايرانية حسين أمير عبد اللهيان للتشاور، حضره “التيار الوطني الحر” والثنائي الشيعي بالاضافة الى النواب: فريد الخازن، هاغوب بقرادونيان، حسن مراد، جهاد الصمد، عدنان طرابلسي، حيدر ناصر وبلال عبد الله.

وبعد إنتهاء اللقاء، أكد عضو “اللقاء الديموقراطي” النائب بلال عبد الله لموقع “لبنان الكبير” أن “عبد اللهيان إستمع الى وجهات نظر القوى المشاركة وكل نائب أدلى برأيه وملاحظاته وأسئلته. وجوابه كان له علاقة بالسياسة الايرانية ووجهة نظره في موضوع مساعدات لبنان والاتفاق النووي وحديث في العموميات. اما في ما يتعلق بالشق الرئاسي فلم يسمّ عبد اللهيان أو أماني أي إسم ولا حتى سليمان فرنجية، وتمت الاشارة الى ضرورة إجراء هذا الاستحقاق بتوافق داخلي والافادة من المناخ الخارجي، وأنهم سيدعمون أي توافق لبناني”.

وأوضح عبد الله “أننا كلقاء ديموقراطي أثرنا الوسائل الاستراتيجية مع الجانب الايراني انطلاقاً من أن اسرائيل عدو وجودي للبنان لكن هذا لا يعني أن تبقى ساحاتنا مفتوحة لكل الصراعات في المنطقة، فلقد آن الأوان ليرتاح لبنان ويحقق استقراراً كي يضع خطة تعافٍ، لذلك قمنا بالتركيز على هذا الموضوع كي لا يبقى لبنان صندوق رسائل لصراعات الآخرين”، لافتاً الى “أننا تطرقنا الى النقطة الثانية المتعلقة بوجوب إعادة بناء الدولة واعطائها الهيبة والصلاحية والأسس، ولكي نصل الى كل هذه النقاط علينا مناقشة الاستراتيجية الدفاعية وهذا موضوع داخلي ولا يحتاج الى فرض من الخارج، وأكدنا على هذا الموضوع”.

وبعد حديث رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط أنه لن يرشّح أحداً للرئاسة، داعياً “الكبار الى اتخاذ القرار في هذا الأمر مثل حزب الله وجعجع وباسيل والتغييريّين،” قرأ مصدر نيابي في “اللقاء الديموقراطي” كلامه بايجابية، موضحاً أن “لا جديد في عملنا لأننا قمنا بالكثير من اللقاءات والاتصالات في الآونة الأخيرة وننتظر اليوم التسوية وتوافق الكتل الأخرى على المرشح الذي تراه مناسباً”.

وشدد المصدر على أن زيارة وزير الخارجية الايرانية حسين أمير عبد اللهيان وتوجيه دعوة للقاء الكتل النيابية “يشير الى تحرك جدي في الملف الرئاسي لكن لا نعلم في أي إتجاه سيكون”.

وفي ظل الحديث عن زيارات مرتقبة ستقوم بها عدّة وفود الى بيروت وأبرزها الوفد القطري، لفتت مصادر مطلعة الى أن “لا زيارة مؤكدة للموفد القطري الأسبوع المقبل وهناك جولات وزيارات أخرى سيقومون بها”، موضحة أن هناك وفداً فرنسياً سيصل اليوم الى لبنان ويلتقي 19 نائباً من مختلف الكتل والأحزاب داخل المجلس النيابي. وسيجتمع هؤلاء النواب مع نائبة الاغتراب الفرنسي اميليا لاكرافي لمناقشة حل الملفات الأساسية بين لبنان وفرنسا وتحديداً الواقع الرئاسي، وسيوضح الوفد مقصده من مبادرته الأخيرة وستبرر فرنسا موقفها.

وبالعودة الى الأيام الماضية، كان لافتاً حديث رئيس “القوات اللبنانية” سمير جعجع الذي أشار الى أن هناك شيئاً تحضره المعارضة لكن لن تعلن عنه الا في الوقت المناسب. وفي هذا السياق، أكدت مصادر مقربة من المعارضة أن “هناك إجتماعات ولقاءات تحصل أسبوعياً وتحديداً يوم الثلاثاء بين القوات والكتائب بالاضافة الى التغييريين وبعض من النواب المستقلين في محاولة لتقريب وجهات النظر والاتفاق على مرشح يحظى بأكثر من 65 صوتاً في مجلس النواب”.

وأشارت المصادر عينها الى أن “النائب ميشال الدويهي يحاول إقناع نواب التغيير بالسير في اتجاه التصويت للخبير الدستوري والنائب السابق صلاح حنين، مع العلم أن بعض المستقلين والقوات والكتائب لا يمانعون حنين، لكن حزب الكتائب لا يريد التحدث عن هذا الأخير في هذه الآونة كي لا يساهم في حرق إسمه خصوصاً وأنه يريد السير بمرشح قادر على تحصيل أصوات أكثر مما حصل عليها مرشحهم النائب ميشال معوّض”.

شارك المقال