“اللبنانية” صامدة رغم الأزمات… وبشرى لطلاب “الاعلام”

حسين زياد منصور

لا أحد يذكر الجامعة اللبنانية في أحاديثه أو في وسائل الاعلام الا في حال اعلان اضراب ما أو أي أمر يسيء اليها، ولطالما ركزت بعض الصفحات والجهات الاعلامية حملاتها للتهجم على جامعة الوطن ضمن مشروع ضربها وتدميرها، فيما قلة التفتت الى ما تسعى الجامعة لتقديمه والحفاظ على مستواها في ظل الأزمة الصعبة التي يمر بها لبنان منذ العام 2019، وأدّت إلى تآكل قيمة رواتب الأساتذة والموظفين، وهذه الظروف والمشكلات نفسها تنسحب على جميع موظفي القطاع العام وغالبية اللبنانيين.

خلال هذا العام الجامعي لم نسمع عن أي اضراب حصل في الجامعة اللبنانية، إن كان من ناحية الموظفين أو الأساتذة، مع العلم أنهم لم يحصلوا على ما طالبوا به طوال الفترة الماضية. وفي الوقت الذي تضرب فيه معظم مؤسسات الدولة عن العمل، لم يتوقف العمل والتعليم في جامعة الوطن، ويمكن القول انها المرة الأولى منذ 10 سنوات لم تنفذ الجامعة أي اضراب عن العمل ولو ليوم واحد. ألا تستحق الجامعة انطلاقاً من المسؤولية الوطنية الكبيرة التي تحمّلها الموظفون والأساتذة خلال هذه الظروف التفاتة من الدولة والمسؤولين والمبادرة الى دعمها، لا سيما أنها لم تدخل في أي اضراب وواصلت تقديم خدماتها للطلاب الذين يفوق عددهم الـ 70 ألف طالب؟

ومنذ يومين، التقى وزير الاعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد المكاري رئيس الجامعة اللبنانية البروفيسور بسام بدران والمستشار الاعلامي لرئاسة الجامعة علي رمال، وجرى البحث في التعاون بين الجامعة ووزارة الاعلام، إضافة الى التحضير لتوقيع بروتوكول تعاون. ورحب المكاري بالمشاركة في النشاطات التي تقيمها الجامعة.

بدران: مشكلة الحدث نحو الحلحلة

وفي حديث لموقع “لبنان الكبير” أشار بدران الى “العمل على انجاز اتفاقية عمل بين الجامعة اللبنانية ووزارة الاعلام، يعني أن طلاب كلية الاعلام سيخوضون تدريباً وتمريناً أي stage في المراكز التابعة للوزارة، إن كان في الاذاعة أو تلفزيون لبنان أو الوكالة الوطنية للاعلام، بمعنى تعاون بيننا وبين الوزارة على هذا المستوى، وهو ما يخفف ضغطاً على هذه المؤسسات ويؤمن لطلابنا فرصة stage وخبرة عملية، وهذا جزء من التباحث واللقاء الذي جرى مع وزير الاعلام ، وسيتم الاعلان رسمياً فيما بعد عن الشق الثاني للحديث، بعد أن تتبلور القضية”.

وعن المشكلة في مجمع الحدث، أوضح أن “الشركة المشغلة توقفت والعمال لم يحصلوا على رواتبهم فتوقفوا عن العمل أيضاً ما أدى الى انقطاع المياه كلياً عن مجمع الحدث وهي مشكلة كبيرة لكننا نسعى بكل جهد الى معالجتها، فالمجمع يضم سكن الطلاب وعددهم 1600 طالب، وهناك أيضاً مباني الكليات التطبيقية مثل كليات طب الأسنان والصحة ومختبرات كلية العلوم وجميعها تحتاج الى المياه ونواجه صعوبات بسبب ذلك، لكن الرئيس نجيب ميقاتي وعد بإيجاد حل سريع”، مستطرداً: “في الماضي إن أراد العدو أن يسقط مدينة يقطع عنها الماء وهذا ما يحصل في الحدث”.

الموظفون والأساتذة تحملوا مسؤوليات كبيرة ووطنية خلال هذا العام ولم يدخلوا في أي اضراب، وعلى الرغم من هذه المشكلات والأزمات التي يعاني منها الجميع، صمدوا واستمروا في خدمة الطلاب، فالتعليم الرسمي “راح” ولا تزال أمامنا الجامعة اللبنانية فهل ندمرها؟ بالتأكيد لا، وقد حافظت على الرغم من الظروف الصعبة على ترتيبها في العالم ولبنان، فهي الأولى في لبنان، اما على الصعيد العربي فهي في المركز 13 على 199 جامعة عربية، بحسب بدران.

تجدر الاشارة الى أن الجامعة اللبنانية هي الجامعة الرسمية الوحيدة في لبنان التي تتألف من 19 كلية ومعهداً وتشمل كل مراحل التعليم العالي من الاجازة حتى الدكتوراه، وتضم ثمانين ألف طالب يقوم بإعدادهم خمسة آلاف أستاذ وأربعة آلاف موظف، ولا تزال قادرة على القيام بالعديد من الإنجازات على الرغم من الأزمة الصعبة، وكان أبرزها مؤخراً التحول نحو الانتاج العلمي من خلال التحضير لخط الإنتاج الخاص بأجهزة الكمبيوتر المحمولة، والهواتف الذكية، والأجهزة اللوحية بعد الشراكة مع “شركة أبو غزالة”، خصوصاً أن الجامعة تضم نخباً من أساتذة وطلاب.

شارك المقال