تحركان رئاسيان داخليان… والكفة تميل لصالح الفشل

هيام طوق
هيام طوق

يبدو أن الاستحقاق الرئاسي لا يزال يدور في حلقة مفرغة، وليس هناك حتى اللحظة من معطيات واقعية ومؤشرات فعلية، تدل على أن انتخاب رئيس الجمهورية بات قريباً مع العلم أن هناك وجهتي نظر في هذا الاطار: الأولى، تقول ان الاتصالات المتزايدة والمكثفة على الصعيدين الداخلي والخارجي، لإخراج لبنان من حالة الشغور، قطعت شوطًا مهماً في الأسابيع الأخيرة، ما يشي بأن الفرج قد اقترب، وربما نكون قاب قوسين من الانتخابات الرئاسية، وليس مستبعداً أن تظهر بعض البوادر الايجابية من اللقاء الخماسي المنتظر عقده قريباً خصوصاً أن كل الدول المعنية، تدرك خطورة المرحلة، وخطورة الشغور الرئاسي الذي بات يشكل تهديداً للواقع السياسي في لبنان. أما وجهة النظر الثانية، الأكثر تشاؤما، فتعتبر أن الشغور ربما يمتد الى 6 أشهر إضافية أو الى سنة كاملة لأن ليس هناك من معطى يوحي بعكس ذلك، وما المبادرات الداخلية المتعددة سوى دليل على العجز، ومحاولة لإحداث خرق في جدار الأزمة، ودليل أيضاً على عدم وجود أي تسوية خارجية حقيقية كما يجري الحديث في الاعلام والصحف.

على أي حال، وبغض النظر عما يجري في الخارج بالنسبة الى الملف اللبناني، تشهد الساحة في الداخل تحركين يمكن التوقف عندهما: الأول، يقوم به نائب رئيس المجلس النيابي الياس بو صعب الذي استهلّ لقاءاته المقررة مع رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد، وسيستكمل جولته هذا الأسبوع بلقاء رؤساء الأحزاب والكتل الأخرى. وأشارت معلومات لموقع “لبنان الكبير” الى أن ليس هناك من مبادرة أو طرح جديد أو أسماء في هذه المرحلة، انما هذا التحرك يأتي في اطار تقريب وجهات النظر، ورأب الصدع بين القوى على أمل التوصل الى قناعة لدى الجميع بعدم فرض مرشح فريق على الفريق الآخر، مع العلم أن هناك تطورات إقليمية ودولية ربما تساهم في هذا السياق لا سيما أن بو صعب لديه علاقاته الدولية، ويمكن أن يحدث خرقاً في الأفق الرئاسي المقفل منذ 6 أشهر. والتحرك الثاني، يقوم به النائب غسان سكاف، على مستوى المعارضة على أمل التفاهم على مرشح بديل من النائب ميشال معوض، إلا أن مصادر من المعارضة، استبعدت في تصريح لـ “لبنان الكبير” الوصول الى نتيجة ايجابية، كاشفة أن سكاف سيعرض على الكتل والنواب، مجموعة من الأسماء، لتختار كل كتلة اسمين منها. كما رجّحت ألا ينجح أي من الحراكين في تغيير المشهد الرئاسي المستمر في التعقيد لأن الكل ينتظر كلمة السر من الخارج، والعالم أصبح على قناعة بأن اللبنانيين تخلوا عن مسؤولياتهم، وهم عاجزون اليوم عن القيام بواجباتهم.

في هذا السياق، أشار النائب قاسم هاشم الى أن “بو صعب أراد أن يقوم بمبادرة لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء بعد استطلاع آراء الكتل ومواقفها، وما يمكن أن تقوم به من خطوات في هذه المرحلة، وإن كانت لا تزال متمسكة بمواقفها أو يمكن أن تتقدم خطوة نحو الحلحلة مع إمكان تدوير الزوايا”، لافتاً الى أن “لدى بو صعب أفكاراً يطرحها على الكتل ليحصل على أجوبة، وفي ختام الجولة، يكونّ رؤية عامة، وخلاصة لما توصل اليه قد تدفعه الى طرح أمر ما. ليس هناك من أسماء حالياً، والمقاربة لا تطرح من هذه الزاوية اذ ممكن أن يحصل حوار أو نقاش مع العلم أن الرئيس نبيه بري طرح الحوار منذ البداية. ان التحرك لجس النبض على الرغم من أن المواقف معروفة، لكن بين لحظة ولحظة لا أحد يتوقع ما يمكن أن يحصل، ونحن في بلد المفاجآت”.

وأكد أن “ليس هناك من جديد، مختلف عما هو متداول في الاطار اليوم انما محاولات لكسر حالة الجمود في اتجاه معين. بو صعب سيزور كل الأطراف والكتل، ولا نعرف ماذا يدور في النقاش معها لأن المجالس بالأمانات، وما يطرح في الاجتماعات يبقى ملكاً لأصحابه”، معتبراً أن تحرك سكاف “محاولة لتوحيد المعارضة حول رؤية واحدة وحول اسم أو أكثر، وربما تكون خطوة، لكن هذا لا يعني أنها ستصل الى نتيجة سريعة”.

وقال النائب نزيه متى: “بغض النظر عن المعطيات، نحن موقفنا واضح، وما نقوله في العلن، نقوله في اللقاءات المغلقة. نحن نريد رئيساً ينقذ البلد، ولا يكمل المسيرة التخريبية. هذه هي المبادرة التي يمكن أن نقبل بها من أي جهة أتت. وبغض النظر عن المبادرة التي سيطرحها بو صعب، هذا هو موقفنا. بالنسبة الينا لا يهم الاسم انما أن يعلم الشخص الذي سيصل الى سدة الرئاسة، جوهر المشكلة في لبنان، والأسباب الحقيقية التي أدت الى المعاناة، ليتخذ الخطوات المناسبة”.

ورأى أنه “لا يجوز أن نستبق زيارة بو صعب، فلننتظر لنسمع ما لديه، ولكل حادث حديث. وفي حال أراد اقناع الأطراف الأخرى بالسير في فرنجية أو اذا كان الثنائي الشيعي يعلم بما سيتحدث به بو صعب، فهذا يعني أن المبادرة فاشلة من أولها لأنهم يقولون انهم متمسكون بفرنجية”.

وأوضح النائب أديب عبد المسيح أن “سكاف لديه مبادرة، ونعرف أنه يعرض بعض الأسماء على الكتل، وكل كتلة تختار إسمين، ولا أعتقد أنه سيصل الى نتيجة لأن حلّ معضلة انتخاب الرئيس لا تحصل بهذه الطريقة انما على الفرقاء المسيحيين خصوصاً القادة أن يجلسوا مع بعضهم البعض، ويتحدثوا، وغير ذلك نكون نضيّع الوقت لأن عملية الوساطة لم تعد نافعة في حالتنا”، معتبراً أن “كل شخص يمكنه أن يطرح مبادرة، لكن ما هي النتيجة؟ القادة المسيحيون، مختلفون على أمور كثيرة لكنهم يتفقون على عدم انتخاب فرنجية، فليتفقوا اذاً على اسم وسطي”.

أضاف: “اننا لا نعلم ماذا ستتضمن مبادرة بو صعب، لكن برأيي هو طرف انما يمكنه النجاح في مكان ما أن يتحدث باسم جبران باسيل، مع القوات والكتائب، والأطراف المسيحية الأخرى، وفي حال استطاع اقناعهم باسم معين، يكون نجح في مبادرته، ويكون هذا المخرج للمأزق الرئاسي”.

شارك المقال