استقالات بالجملة في بلدية تعلبايا… صوان: “أنا ما بدي مدّد”!

راما الجراح

بعد إعلان افلاس بلدية تعلبايا في البقاع الأوسط، وعدم استطاعة المجلس البلدي معالجة العديد من المشكلات الانمائية في البلدة، وخصوصاً عجزه عن الاستمرار في تأمين مادة المازوت لآليات نقل النفايات من البلدة إلى مطمر زحلة الذي لا يبعد أكثر من عشرة كيلومترات، طلبت البلدية في بيان حمل توقيع رئيسها جورج صوان من الأهالي تفهم الواقع المالي والمساهمة في تأمين الأكلاف المالية. وعلى الرغم من استجابة الميسورين من أبناء البلدة وتأمين الكلفة، تقدم منذ أيام ستة أعضاء من باستقالاتهم من مجلس البلدية وعلى رأسهم صوان ونائبه أحمد أبو شاهين وأربعة أعضاء آخرين، هم بطرس الجردي، الياس نعوم، فهد أبو خليل سليمان مشعلاني، من أصل ١٥ عضواً، وبالتالي يصبح عدد الأعضاء المستقيلين ٨ أعضاء بعد أن كان النائب بلال الحشيمي تقدم باستقالته من عضوية المجلس اثر انتخابه نائباً، وأيضاً الدكتور عثمان بريج.

إذاً، في حال قبول استقالة رئيس المجلس وباقي الأعضاء من محافظ البقاع القاضي كمال أبو جودة الذي أمهلهم خمسة عشر يوماً للعودة عنها، تصبح الاستقالة نافذة فيُحل المجلس البلدي، وتنقل كامل مهامه الى المحافظ. لهذا تجري فعاليات البلدة وعائلاتها وساطات لعودة بعض الأعضاء عن قرار الاستقالة كي لا تحل البلدية، وخصوصاً في هذه الأوقات وقُبيل أشهر من موعد الانتخابات البلدية. يُذكر أنه في ١٣ نيسان قدم عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب رامي أبو حمدان، بالتنسيق مع مسؤول منطقة البقاع في “حزب الله” حسين النمر ومسؤول القطاع الشيخ بلال عواضة، مادة المازوت التي تحتاجها بلدية تعلبايا للاستمرار في تقديم خدماتها الى أهل البلدة، وجرى التسليم أمس الى البلدية ممثلة بعضو المجلس البلدي عدنان محي الدين عبر رابط الشعبة علي دياب.

الحشيمي: استقالة البلدية أذى للناس

في السياق، أكد النائب الحشيمي لموقع “لبنان الكبير” رفضه التام لتقديم رئيس بلدية تعلبايا استقالته في هذا الوقت، لأنه “سيتسبب بأذى للناس في الوقت الحاضر، ولا يخفى على أحد أن المحافظة لديها ما يكفيها من استقالات وتعاني من الموظفين والرواتب والوضع المعيشي والنقل وغيرها من المشكلات التي تؤدي إلى تأخير في المعاملات”. وقال: “في بلدية تعلبايا هناك تقريباً أكثر من ٥ آلاف وحدة سكنية، ومعاملات هذه الناس ستتأخر وسيعانون من عدة مشكلات بسبب الاستقالة، لذلك نتمنى منه أن يبقى هذه الفترة، وأن لا تقف معه الأمور على هذه الأشهر الأربعة التي نحاول الحفاظ فيها على استمرارية التعاون بيننا وبين المواطن!”.

أضاف: “صوان يقول إن الناس تشتمه، ولكن يا أستاذ جورج أنا بعد ترشحي بأسبوع واحد بدأت الشتائم تنزل عليّ بأنني فاسد، وإذا كان هذا السبب فلماذا بعد أول دورة عاد وترشح وتسلم الرئاسة إلى اليوم؟ لذلك الأمور تختلف واليوم (بدنا السترة)! وقمنا بعدة اجتماعات من أجل مساعدة البلدية من عدة نواحٍ وأصبح هناك شبه إتفاق على أن نجمع من كل منزل دولار واحد كلجنة شباب تعلبايا أو لجنة الوقف، ومن المحال عشرة دولارات للاستمرارية في هذه الفترة القصيرة! وإذا أراد هو الاستقالة فلماذا يريد أن يستقيل غيره مثل نائب الرئيس وسواه من الأعضاء؟ ومن ناحية أخرى لماذا غالبية الأعضاء المسيحيين تريد أن تستقيل معه؟ وفي حال استقالوا هل ستستمر منطقة تعلبايا برئيس مسيحي ونائب رئيس سني مثلاً؟ هذه المسألة خطيرة جداً، فعندما تتخلى عن الناس في ذروة الأزمة عندها يمكن أن تنقلب المعادلة، وأنا تمنيت على المحافظ أن يساعدنا في حل الموضوع وأن لا نصل إلى أمور لا تحمد عقباها في البلدة”.

صوان: لست قادراً على الاستمرار

في المقابل، قال صوان لموقع “لبنان الكبير”: “تقدمت بإستقالتي لأنني خدمت أساساً أكثر من سنة زيادة وتعبت من هذا الموضوع، والبلدية موجودة ولا أُجبر أحداً على الاستقالة أو البقاء، الجميع له الحرية في ذلك، ولكن على الصعيد الشخصي (هني مددوا وأنا ما بدي مدد) ونقطة على السطر! وأنا أحترم الأهالي الذين أعطوني ثقتهم على مدى ٤ دورات متواصلة، ولكنني غير قادر على الاستمرار، يمكن للبلدية أن تستمر من دوني في حال لم يتقدم المزيد من الأعضاء بالاستقالة، والمحافظ يمكنه أن يتولى زمام الأمور في حال انحلالها، وبرأيي ما يكبروها أكثر من اللازم، والبلدية عاجزة أساساً، وللفت النظر لم يتواصل معي أحد من الأهالي أو من أعضاء البلدية الموجودين حالياً، والمطالبات كلها تأتي من بعيد مع العلم أن رقم هاتفي مع الجميع، ولكن النائب بلال الحشيمي تواصل معي في هذا الموضوع وبعد هذه العطلة سأجتمع معه في البقاع لمناقشة كل الأمور”.

أضاف: “بعد أكثر من ٢٤ سنة في خدمة تعلبايا وأهلها الذين أحترمهم، وتحملت ما لا يتحمله أحد من شتائم لي ولعائلتي، ومضايقات دائمة، لم يعد باستطاعتي الاستمرار في هذا الطريق بعد أن قمتُ بواجباتي على أكمل وجه”.

قرقماز: نريد بلدية تصريف أعمال ليس أكثر

وأكد رئيس تجمع شباب تعلبايا سامر قرقماز أن “هناك أموراً كثيرة في البلدة تحتاج إلى وجود البلدية لذلك نحن نطالب الرئيس والأعضاء بالتريث في القرار وعدم إيصال البلدية إلى الانحلال. اليوم الأوضاع صعبة على الجميع فلنتحمل بعضنا ٤ أشهر حتى موعد الانتخابات البلدية والاختيارية، لأن قرارهم سيجبر جميع سكان تعلبايا على تقديم أوراقهم وكل ما يحتاجونه إلى المحافظ الذي تطول عنده فترة تسليم الأوراق وتسلمها أكثر من اللازم (وبتروح أكثر من شهر). ومن ناحية إفلاس البلدية نحن نعلم أنه ليست هناك أموال في البلديات بسبب الأزمة الاقتصادية، ولكننا إلى جانب الأهالي والبلدية في هذا الموضوع، ونحاول تأمين المازوت من أجل نقل النفايات، ونشكل لجاناً لنستطيع جمع الأموال من الناس من أجل ذلك، وبالنسبة الى ايجار عمال النظافة أيضاً نحاول تأمينه”.

وأوضح أن “هناك عدداً كبيراً من المعامل والمؤسسات في تعلبايا يتعاطى مباشرة مع البلدية بصورة رسمية في موضوع أوراق وغيره، وغالبية المسؤولين والمالكين من القرية أو من سكانها، وليست مضطرة لأن تتوقف مصالحها مثلاً من أجل أي ورقة رسمية لأن الأوراق لا تخرج من عند المحافظ قبل شهر من تقديمها! نحن مستعدون للوقوف إلى جانب البلدية وجميع الأهالي أيضاً فقط من أجل تسيير أمور الناس، وللأسف البلدية مُصرّة على الاستقالة في أصعب وقت، وهذا تهرب من المسؤولية بعد ٢٥ سنة من استلام جورج صوان رئاستها، وجميع البلديات مفلسة ولكنها تحاول الصمود من أجل أبنائها، ونحن نطالبه بتسيير أمور الناس كبلدية تصريف أعمال ليس أكثر!”.

شارك المقال