توافق أميركي سعودي: لا رأي سلبي أو إيجابي بفرنجية؟

رواند بو ضرغم

من يراقب الموقف الأميركي من الملف الرئاسي اللبناني، يلمس التشابه الى حد بعيد مع الموقف السعودي من هذا الاستحقاق.

لننطلق من أن الموقف السعودي لا يزال على حاله، ونقل سفير المملكة وليد بخاري رسالة من قيادته الى الأطراف اللبنانية مفادها أن السعودية تعتبر الانتخابات الرئاسية شأناً سيادياً لبنانياً ويعود للبنانيين مسألة تقرير من سيكون الرئيس المقبل، وتقف خلفهم في خياراتهم.

الا أن مصادر نيابية لم ترَ الموقف السعودي سلبياً ولكنه لم يلامس الايجابية، كما كان متوقعاً وفق التطمينات الفرنسية. أما مصادر أخرى رافضة لدعم رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية فلم يقلقها الموقف ولكنه أيضاً لم يطمئنها.

ووفق ما قالته مصادر معراب لموقع “لبنان الكبير”، فإن السفير بخاري لم يأتِ على ذكر فرنجية خلال لقاء الساعة، ولم يقل إذا كانت المملكة ستؤيد وصوله الى قصر بعبدا ولم يقل أيضاً أنها لن تؤيده. وأشارت هذه المصادر الى أن “القوات اللبنانية” منفتحة على دول العالم وصداقاتها عميقة جداً وعلاقاتها تاريخية مع السعودية وفرنسا، ولكن معراب تعتبر أن عناصر انتخاب الرئيس وعوامله داخلية وليست خارجية، لا اقليمية ولا دولية، وبالتالي فإن الرسالة السعودية تصب الى حد بعيد في مصلحة القراءة القواتية، لذلك لم نتفاجأ ولم نمتعض في آن.

هذه المراوحة إن دلّت على شيء، فعلى أن الفرنسي لا يبدو أنه وحده سيشكل عامل تأثير على الموقف السعودي، وهو غير قادر على الدفع قدماً باتجاه تقصير أمد الأزمة اللبنانية، أما العداد التنازلي للأزمة الرئاسية فتوقيته ايراني – سعودي، وذلك بعد اكتمال بنود الاتفاق على الخط اللبناني.

وبالعودة الى تشابه الموقفين السعودي والأميركي، تنظر بعض المصادر النيابية الى موقف السفيرة الأميركية دوروثي شيا المستجد عن أن الرئاسة اللبنانية هي خيار لبناني، بعد أن كان موقفها أن الادارة الأميركية لا مشكلة لديها مع اسم سليمان فرنجية وستتعامل معه في حال وصوله الى رئاسة الجمهورية، على أنه تراجع في الموقف ولكنه لم يصل الى حد الفيتو. الا أن مصادر نيابية معارضة لفرنجية عائدة من نيويورك مؤخراً، قالت لموقع “لبنان الكبير” إن الادارة الأميركية لا تزال على موقفها وعلى قراءتها للرئاسة اللبنانية بأنها ستتعامل مع أي رئيس يصل الى سدة الرئاسة، ولم تلمس هذه المصادر أي فيتو أميركي على فرنجية خلال لقاءاتها، فالادارة لم تدخل في الأسماء ولا مرشح لديها ولا تضع أي فيتو، وتدخل أميركا يقتصر على المبدأ العام وتتطلع الى اختيار اللبنانيين لرئيسهم وستتعامل معه على هذا الأساس، أي أنها لن تتدخل في العملية الانتخابية ولكنها تترك لنفسها هامش التحرك والتموضع وفق نتيجة الانتخابات. أما موقف السفيرة الأميركية فتضعه هذه المصادر في خانة “الطبيعي”، وجاء بعد تقرير لجنة الشؤون الخارجية المقدم الى الرئيس جو بايدن، وهو لا يعتبر تراجعاً في الموقف الأميركي، إنما انعكاس للسياسة الداخلية الأميركية وقواعد ديبلوماسية روتينية.

شارك المقال