ثغرة إقليمية لفرنجية بانتظار تكويعة جنبلاط؟

رواند بو ضرغم

رئاسة سليمان فرنجية حسمت وباتت مسألة وقت، ورئيس الحزب “الاشتراكي” وليد جنبلاط ينتظر القوى المسيحية أن تنزل عن شجرة المكابرة والتصعيد، ليصبح في قصر بعبدا رئيس.

فتح الجو الاقليمي ثغرة في الحائط الرئاسي عبر الانتقال من فيتو مضمر الى الاعلان أن لا فيتو على أحد وعلى وجه التحديد سليمان فرنجية. جال السفير السعودي وليد بخاري على حلفاء الداخل، لإبلاغهم أن لا مرشح خاص للمملكة، والاستحقاق الرئاسي هو شأن سيادي لبناني داخلي.

تقول مصادر قيادية من قوى المعارضة لموقع “لبنان الكبير”، إن موقف المملكة هو الموقف الطبيعي الحكيم الذي كان من المفترض أن يعلن عنه منذ بدء الشغور، وخصوصاً أن السعودية هي اللاعب الاقليمي الأقوى وفي طليعة دول الخليج التي يعتمد عليها لبنان لانتشاله من أزمته الاقتصادية. وبذلك مطلق رئيس للجمهورية، وإن كان رئيس تيار “المردة”، لا يستطيع تخطي دور المملكة في إنهاض لبنان وشعبه وعهده. واعتبر هذا المصدر القيادي أن أكثر الأطراف إحراجاً، هي القوى المسيحية التي اتكأت على فيتو سعودي قبل أن تعلن المملكة موقفها الرسمي بالتزام خيار اللبنانيين، وبأن لا فيتو على أحد، داعية الى الإسراع في انتخاب الرئيس والتوافق عليه. لذلك يستعد جنبلاط للتكويعة الاشتراكية ويسعى الى حفظ ماء وجه حلفائه، من خلال انتظار اكتمال مسعى توحيد المعارضة على اسم مرشح، وهذا مستبعد وغير قابل للنجاح، أو من خلال انضمام القوى المسيحية الى “التسوية” من خلال تأمين نصاب الجلسة.

ذهبت القوى المسيحية بعيداً في الرهان على الفيتو الصامد في وجه فرنجية من غير إيجاد بديل عنه، في حين أن الكتلتين المسيحيتين الكبريين غير قادرتين على الاتفاق على اسم يوحدهما، وكل الأسماء المطروحة في المبادرات الفردية، إما تواجه بفيتو من جعجع أو تسقط بفعل رفض باسيلي. وفي نهاية المطاف، مهما عطلا الجلسات لأسابيع، فإن عدم قدرتهما على تأمين الأكثرية سيجعلهما يرضخان للتسوية أو يؤمن أحدهما نصاب الانتخاب ليربح صاحب الأكثرية. والمعروف في السياسة اللبنانية أن الرفض مرحلي، فمن كان ضد إيصال أي مرشح قبل جلوسه على كرسي بعبدا، يصبح بعد الانتخاب داعماً له ومتعاوناً.

أما تحديد موعد جلسة انتخابية فهو رهن مواقف الكتل النيابية والاعلان عن مرشحيها، تحديداً المعارضة، ولا صحة لما يُشاع عن جلسة قريبة. فرئيس المجلس ينتظر التموضع النهائي لـ”الاشتراكي” ونواب السنة لتبيان التوازنات الجديدة في المجلس النيابي، ولضمان عدم تكرار جلسات المهزلة، ومتى تجاوز فرنجية الستين صوتاً تصبح الطابة في ملعب المعطلين.

شارك المقال