باسيل يبتز الحلفاء والخصوم… و”اللافيتو” يثبّت المسعى الرئاسي

رواند بو ضرغم

لن يكسر “حزب الله” الجرة نهائياً مع رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، طالما أنه يذهب بعيداً ويعود طوعاً اعترافاً منه بأن لا مفر له من تفاهم مار مخايل، كطوق نجاة أخير في بحر عزلته السياسية.

صحيح أن الثقة اهتزّت بين الحليفين، الا أن الرسالة التي وجهها باسيل الى الأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصر الله رأتها مصادر مطلعة على موقف الحزب إيجابية، وخصوصاً عزفه على وتر طريقة التعاطي التي حكمت علاقتهما على مدى سنوات، والتي يمكن أن تسهم في إيجاد الكثير من الحلول. كما أن إعلانه عن عدم السعي الى خلاف مع الحزب، بل إن الخلاف فُرض عليه بسبب موقف اتخذوه لا يتوافق وموقفه، لمست فيه المصادر تمهيداً لعودته الى كنف التفاهم، ولكنه ينتظر إشارة تعطيه أمل التخلص من المرشح الرئاسي، رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية.

الا أن أمل باسيل ينطبق عليه مثل “أمل ابليس بالجنة”، بحيث أن “حزب الله” لا يقبل بابتزازه، وهو ثابت على دعم مرشحه، شاء باسيل الحضور أم أبى، وإن أراد التصويت له أم التصويت لغيره، فمطلب باسيل معروف لدى الحزب ومرفوض. وما يحلم به رئيس “التيار” بالحصول على لائحة أسماء من الحزب ليختار منها مرشحاً رئاسياً، لن يتحقق مع الحزب الذي لن يقدم على تجاوز مرشحه سليمان فرنجية، حتى لو كلفه الأمر فك التحالف مع “التيار”.

معلومات خاصة لموقع “لبنان الكبير” تشير إلى وجود وساطات من أصدقاء مشتركين للحزب و”التيار الوطني”، تعمل على حضور تكتل “لبنان القوي” جلسة الانتخاب من غير التصويت لفرنجية، ولكنه في المقابل يلتزم أيضاً عدم التصويت لمرشح قوى المعارضة، اذا توافقت على الوزير السابق جهاد أزعور أو سواه. الا أن هذه الوساطة اصطدمت برفض باسيل، وترك خياراته مبهمة بهدف ابتزاز حليفه الشيعي بالتصويت لأزعور.

وبالابتزاز أيضاً، يتعامل باسيل مع رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، عبر سحبه الى خياره الرئاسي. وما أخفق فيه مع “حزب الله” يبدو أنه على طريق النجاح مع جعجع من خلال فرض سيره بمرشحه، جهاد أزعور، الا أن موقف “القوات” النهائي لم يُحسم بعد، وخصوصاً أن في حلقته الضيقة أصواتاً ترفض الرضوخ لابتزازات باسيل، وتسعى الى الحياد الرئاسي من خلال إيصال الفريق الآخر مرشحه، ووقوف “القوات” في صفوف المعارضة، مع الاحتفاظ بحق المشاركة في السلطة التنفيذية وتصويب الأعمال من الداخل.

“القوات” قلقة من باسيل “البيّاع” في الداخل، والثنائي المسيحي صعد على شجرة تصعيد المواقف، وبات التراجع خسارة له. فخسارته ليست داخلياً فحسب، الا أنها جاءت أيضاً نتيجة ثبات المواقف الدولية على قرار التهدئة واستعجال إتمام الاستحقاق الرئاسي، لما يصب في مصلحة فرنجية، في ظل اللافيتو السعودي. وتجزم مصادر عين التينة بأن لا تغييرات في المواقف الدولية، فلا السعوديون تراجعوا عن اللافيتو، ولا الأميركيون عدّلوا موقفهم من التعامل مع أي رئيس ينتخبه مجلس النواب، ولا الفرنسيون تراجعوا عن مسعاهم الرئاسي ودعمهم لفرنجية، أما كل التأويلات فما هي الا أوهام لا تؤثر على الواقع الرئاسي الايجابي.

شارك المقال