“معرض الكتاب” في طرابلس… منارة للثقافة والترفيه

إسراء ديب
إسراء ديب

نجحت الرابطة الثقافية في طرابلس من جديد، في استقطاب الآلاف من الطرابلسيين والشماليين إلى مركزها الكائن في شارع الثقافة لحضور فعاليات معرض الكتاب السنوي بنسخته التاسعة والأربعين، باعتبارها من أهمّ المراكز التي كانت أوّل من ضمّ هذا المعرض إلى نشاطاتها السنوية.

المعرض الذي قدّمته الرابطة في أيّار عام 1974، انتقل فيما بعد إلى معرض رشيد كرامي الدّولي الذي ضُربت فعالياته ونشاطاته مع انتشار الوباء والأزمة الاقتصادية، ليعود المعرض إلى “حضن” الرابطة التي لم تستغنِ يوماً عن هذه الفعاليات التي تُثبت ولاء الطرابلسيين للثقافة والعلوم.

ليس خافياً على أحد أهمّية هذه الاحتفالية الفكرية التي تحدّث سنوياً ويراها الكثير من المواطنين “محطة ترفيهية مؤقتة” تُثير الاهتمام وتُفرح المتلقّين بالصدى الإيجابي الذي تُحدثه، خصوصاً بعد تجوّلهم في أقسام أو أجنحة المعرض في الرابطة وحضور نشاطاتها التي تترك أثراً إيجابياً مع البرنامج المتنوّع الذي تستقبل فيه وجوهاً سياسية، اقتصادية، اجتماعية، دينية، فكرية وثقافية.

في الواقع، إنّ توجه الرابطة وعزمها على إطلاق هذه الفعاليات للسنة الرابعة على التوالي برعاية رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ممثلًا بوزير الثقافة محمّد وسام المرتضى، على الرّغم من الظروف الاقتصادية والسياسية التي باتت واضحة بواقعها وانعكاساتها، يُعدّ إنجازاً كبيراً وخطوة إيجابية تأتي بعد اختيار طرابلس عاصمة للثقافة العربية للعام 2024، لتُؤكّد للجميع أنّ اختيار “مدينة العلم والعلماء” كان ولا يزال صائباً، وما يُشير فعلياً إلى هذا “الصواب” أو “الاستحقاق” مسألتان أساسيتان: أولها، عدد الزوار اليومي الذي يلفت إلى الحال “الجاذبة” التي تُحدثها البصمة الثقافية التي يتركها المعرض، أمّا ثانيها، فتكمن في مطالبة أبناء المدينة باستمرار هذه الفعالية وعدم رغبتهم في انتهائها، وما كانت التساؤلات التي تُطرح منهم حول عودة هذا المعرض، إلّا دليلاً قاطعاً على أهمّية الكتاب بالنسبة إليهم.

يُمكن القول، إنّ المعرض بات شرطاً أساسياً تُرحب به المدينة دائماً رغبة في استعادة دورها خلال الأعوام القليلة الماضية، ولهذا السبب لا تتردّد المؤسسات التربوية والثقافية في حجز أجنحة خاصّة بها، كما لا يغفل المعرض عن أهمّية وجود الكتّاب لتوقيع إصداراتهم ومنشوراتهم، إضافة إلى إقامة الأمسيات الشعرية والندوات التثقيفية المتنوّعة والمستمرّة حتّى 21/5/2023.

سياسياً، يستقبل المعرض وجوهاً سياسية مختلفة يومياً، وكان أبرز الحاضرين: وزير الاعلام زياد المكاري، وزير الثقافة محمّد المرتضى، مستشار الرئيس ميقاتي عبد الرزاق قرحاني، مستشار رئيس مجلس النواب نبيه بري زكي جمعة، الوزيران السابقان سمير الجسر وبشارة مرهج، النواب جميل عبود وأشرف ريفي وإيهاب مطر وأحمد الخير، المدير العام لوزارة الاتصالات باسل الأيوبي، وغيرهم من الشخصيات السياسية.

وانتقد بعض الطرابلسيين غياب الرئيس ميقاتي عن هذه الفعاليات لا سيما عن الافتتاح، فيما لفت آخرون إلى أنّ هذا النشاط السنوي بات يغيب عنه معظم السياسيين سنوياً، لكنّه سجّل هذا العام حضوراً لافتاً لهم، بينما شدّد البعض الآخر على ضرورة التركيز على النواب الذين لم يُسجّلوا حضورهم في هذه الفعالية، متسائلين عن السبب بالقول: “حضور الفعالية واجب وطني وطرابلسي، لكن أيُعقل غيابهم في هذه الظروف؟ وهل يكون السبب عدم رصدهم لترند ملحوظ أو فائدة من هذا الحضور؟”.

شارك المقال