مهلة 15 حزيران لا تنهي ترشيح فرنجية!

محمد شمس الدين

أعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري عن تاريخ 15 حزيران كمهلة تحذيرية لانتخاب رئيس للجمهورية، داعياً الفريق المعارض إلى ترشيح شخصية للتوجه الى المجلس وليفز الرئيس بالتنافس الديموقراطي. وإلى حين هذا التوافق يرفض الرئيس بري الدعوة الى جلسة انتخاب، من منطلق أن الجلسات الـ 11 التي دعا إليها تحولت برأيه إلى هزلية، وأصبحت تسيء الى مجلس النواب ودوره. وعلى الرغم من ذلك فشل معارضو فرنجية، بشقيهم الفريق “السيادي” و”التيار الوطني الحر” في التوافق على اسم، بل ان البعض يعتبر أن التيار ناور المعارضة، ليستحصل على مكاسب من “حزب الله”. وكثرت الأحاديث مؤخراً، عن أن مهلة 15 حزيران، هي اللحظة الأخيرة التي يتمسك فيها الثنائي الشيعي برئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، معتبراً أنه قام بواجبه معه، ويمكن حينها التوافق على اسم مع بقية الأطراف، تحديداً “التيار الوطني الحر”، بسبب الاستحقاقات الداهمة، على رأسها انتهاء ولاية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، فهل هذا هو فعلاً السيناريو؟

مصادر مقربة من الثنائي الشيعي أوضحت في حديث لموقع “لبنان الكبير” أن “رئيس مجلس النواب لا يناور بهذا الأسلوب، وأن فرنجية ليس مرشح الصدفة لديه، بل هو مرشحه منذ العام 2016، وهذا الأمر شدد عليه المعاون السياسي للرئيس بري النائب علي حسن خليل في إحدى المقابلات، عندما قال إن حركة أمل تبنت ترشيح فرنجية في الانتخابات السابقة، وهي لا ترى أسباباً لتغيير هذا الموقف، وبالتالي ترشيحه من حركة أمل ليس مناورة، ولا هو اسم مطروح للحرق، بل هو جد الجد، والحركة اختلفت مع حزب الله حول هذا الأمر في العام 2016، لأنه كان ملتزماً ترشيح ميشال عون وقتها، وفي نهاية الأمر صوّتت كتلة الحركة بورقة بيضاء”.

أما عن “حزب الله”، فقالت المصادر: “يمكن لنا معرفة نهجهم في العمل السياسي، من إيصالهم عون الى الرئاسة، فعلى الرغم من فراغ سنتين، وتحميل الحزب المسؤولية، أكد مراراً وتكراراً أنه ملتزم مع العماد عون، وفي حينه كان البعض يحاول التشويش عليه، ويقول انه ليس جدياً في طرح عون، لدرجة أن رئيس حزب القوات اللبنانية أراد حشر الحزب، وأنجز اتفاق (أوعى خيك) مع التيار الوطني الحر، فما كان من الحزب إلا أن التزم بكلمته، ووصل عون الى الرئاسة، وقد لا يكون الحزب اليوم أعطى فرنجية الكلمة نفسها التي أعطاها لعون، ولكنه أعطاه كلمة، وبالتالي ليس هناك لدى الحزب الخطة (ب)، الخطة هي سليمان فرنجية ونقطة على آخر السطر”.

وذكرت المصادر بما انتشر في الاعلام، من حوار حصل بين السفارة الفرنسية و”حزب الله”، عندما “سأل ممثل السفارة مسؤولاً في الحزب، ماذا سيفعل الحزب في حال انتهى صيف 2023 من دون انتخاب سليمان فرنجية رئيساً، فجاءه الجواب سريعاً ننتظر صيف 2024. ولم ينفِ الحزب حصول هذا الحوار الذي نشر في احدى وسائل الاعلام، وبالتالي يمكن القول إن الحزب ماضٍ في ترشيح فرنجية إلى النهاية، إلا في حال قرر الأخير أن ينسحب من السباق”.

أما عن فرنجية وإمكان سحب ترشيحه، فرأت المصادر أنه “ليس في وارد هذا الأمر، على الأقل ليس قريباً. المشهد ليس مثلما يقال انه قد يسحب ترشيحه قبل 15 حزيران، فحتى لو هناك تعذر حتى المهلة المحددة، أن يمتلك الأصوات، أو النصاب لانتخابه، هناك معضلة أساسية لدى معارضيه، أنهم لا يملكون مرشحاً جدياً لمنافسته، وبالتالي هو الذي يحظى بالحظ الأكبر لانتخابه، بل إن حظوظه ارتفعت أكثر، بعد حسم المملكة العربية السعودية موقفها، عن عدم تدخلها في الشأن الرئاسي، لا سلباً ولا إيجاباً باتجاه أي اسم، وأن ليس هناك فيتو سعودي على أحد، وأن التطورات في المنطقة تصب لصالحه هو وفريقه السياسي. ففرنجية رجل يتقاطع فيه المحوران، الايراني والسعودي، وبالتالي إنهاء النزاع بين العملاقين الاقليميين، وعودة العلاقات بينهما، ترفع حظوظ فرنجية، الصديق للطرفين، بالاضافة إلى صداقته مع الرئيس السوري بشار الأسد، فهو يمكن اعتباره نقطة تلاقٍ، بل حتى أنه يمكن أن يعيد الـ س.س بصورة مطورة، بإضافة الـ أ، أي إيران، بغض النظر عن أنها لن تكون فعلياً مثلما حصل بعد الطائف، ولكن بالشكل السياسي والصورة هي نقطة كبيرة لصالحه، هذا لا يعني أنه قد لا يسحب ترشيحه أبداً، ولكن حتى الآن ليس هناك ما يدفعه إلى ذلك، على الأقل في المدى المنظور”.

شارك المقال