مقاربة “التيار” و”القوات” فشلت… وآلان عون صوّب “التوّقعات الخاطئة”

آية المصري
آية المصري

في ظل انقسامات القوى الداخلية وعجزها عن التوافق على مرشح بديل يواجه مرشح الممانعة الوزير السابق سليمان فرنجية، وبعد التقارب العوني – القواتي خلال المرحلة السابقة بحثاً عن تقريب وجهات النظر والسير قدماً بمرشح قادر على الاطاحة بمرشح الممانعة، أطل بالأمس عضو تكتل “لبنان القوي” آلان عون معلناً أن لا اتفاق مع المعارضة على مرشح في وجه الثنائي الشيعي الا اذا كان من داخل التكتل، ومؤكداً أنهم لن يلجأوا الى أسلوب تعطيل الجلسات. وبهذا يكون عون أجهض كل المفاوضات الأخيرة بين “التيار” و”القوات” ليعيد ذلك أزمة الشغور والتعطيل الرئاسي الى المربع الأول، ويؤكد أن هذه المحادثات لم تسفر عن أي خواتيم إيجابية حتى الآن.

وبحسب المعطيات التي حصل عليها “لبنان الكبير” فان تواصلاً جرى بين ممثلين عن “القوات” و”التيار”، بعد كلام آلان عون الذي يبدو أنه لا يمثل الحقيقة كاملة ولا يعبّر عن موقف “التيار” بصورة رسمية. فهل ما حدث يؤكد أن التواصل بين الطرفين حول المرشح المقبل إنقطع في هذه المرحلة بصورة نهائية؟ وماذا عن موقف النائب عون وهل أن خطواته لم تكن مدروسة ومنسجمة مع تكتله؟

النائب آلان عون قال في اتصال عبر موقع “لبنان الكبير”: “طبعاً، أنا أعبّر عن التيار بقدر ما يعبّر عنه أي زميل آخر، ووجهة النظر التي عبّرت عنها تعكس الى حدّ كبير التفكير السائد فيه، أما أي قرار نهائي في ما يخصّ إختيار المرشح الذي سندعمه فهذا لم يحصل بعد ويتطلّب اجتماعاً وتفاهماً من التكتل يسبقه”.

أضاف عون: “أنا لم أقل بوقف النقاش مع القوات، ولكن قد أكون صوّبت توّقعات خاطئة سقط فيها البعض وهي أن التيار سيكون جزءاً من اصطفاف مع فريق في وجه الآخر، وما يسعى اليه التيار من المعارضة هو التفاهم على مرشح يذهب به ليشتمل التوافق عليه مع الفريق الآخر، وهذا لا يجب أن يتوقّف حتى لو أن المحاولة الأولى لم تتكلّل بالنجاح”. وشجّع “استكمال الحوار مع القوات والمعارضة، ولكن لكي ينجح يجب أن تكون المقاربات واضحة منذ البداية”.

أما عضو كتلة “الجمهورية القوية” النائب فادي كرم فأكد “أننا كمعارضة قمنا بفتح المجال مع التيار لمعرفة ما اذا كنا سنتفاهم معه كونه يعارض وصول مرشح الممانعة الحالي سليمان فرنجية، وكنا نعلم من الأساس أن التيار قد يناور لتطيير ترشيح فرنجية وللتفاهم مع الحزب من جديد بعد أن يطمئن الى أنه لم يعد هناك ترشيح لفرنجية، وفي الوقت نفسه نحن معارضون لأي مرشح تطرحه الممانعة”، لافتاً الى أن “التيار وصل من بعد كل المفاوضات الى ما أعلنه النائب آلان عون اذا كان يمثل تكتله واذا كان الاعلان رسمياً أو أنه يعبّر عن رأيه، وان كان ما صدر عن عون هو الحقيقة الكاملة أو بعض الحقيقة داخل هذا التكتل، وكل هذا يتبين خلال الأيام المقبلة ولكن لنناقش فكرته المطروحة بأن لا وصول لفرنجية ولا تفاهم مع المعارضة على مرشح، فهذا يعني أن الأمور واقفة مكانها وبالتالي عدم امكان انتخاب الرئيس في الوقت الحالي يتحمل مسؤوليته التيار في حال لم يحسم أمره ولم يتموضع في خانة معينة”.

وشدد على أن “رئيس التيار جبران باسيل حاول خلال الفترة الماضية التواصل مع رئيس القوات الدكتور سمير جعجع ولم تنجح محاولته، لأن جعجع يعتبر أن التفاهم بين حزبين ليس ما يحقق المطلوب اليوم، ولهذا السبب ترك مسألة التواصل بين التيار وأطراف المعارضة على مستوى النواب وليس على مستوى القيادات، وعندما قمنا بفتح المجال أتى الرد من خلال تصريح النائب عون وإفتتاحية قناة الـ أوتي في، وهذا يدل على أنهم يحمون أنفسهم لأنهم غير مستعدين ولا يملكون الجرأة الكافية للذهاب الى التموضع الصحيح في المكان الصحيح والمتمثل في إنقاذ لبنان مع المعارضة”، معتبراً أن “إفتتاحية وسيلتهم الاعلامية المرئية ليست سوى لتغطية الأداء الصادر عنهم والذي أبعد إمكانية التفاهم”.

وعن عدم تعطيل الجلسات المقبلة، أشار كرم الى أن “عملية تأمين النصاب أو عدم تأمينه قد يلجأ اليه بعض النواب في مختلف الكتل للدخول في تسوية مع محور الممانعة لتأمين النصاب من جهة وعدم انتخاب فرنجية من جهة أخرى، وهذه مسألة تعتبر في هذه اللحظة من تاريخ لبنان عدم مسؤولية لأن تأمين النصاب يمكن أن يؤدي الى وصول مرشح يعمّق مرشح الممانعة ويعمّق مصائب لبنان وفقره”. وقال: “بالنسبة الينا مستمرون في معركتنا لمنع وصول مرشح محور الممانعة صوناً لهذا البلد وخوفاً عليه وعلى ثقافة شعبه”.

أمام هذا الواقع المأزوم يبدو أن “التيار” و”القوات” لن يتفقا بالحد الأدنى على تفاهم جديد يحبط كل مساعي وصول مرشح محور الممانعة، ومن الواضح أن “القوات” تنتظر صدور بيان رسمي ونهائي عن تكتل “لبنان القوي” ينهي هذه المشاورات لا أن يكون التصريح على لسان نائب فيه. لكن المؤكد أن هذه المشاروات لن تستمر على حالها خصوصاً وأن “التيار” ليس في وارد القيام باتفاق مسيحي – مسيحي يكون موجهاً ضد “حزب الله”، وبالتالي عادت الأزمة الرئاسية الى المربع الأول.

شارك المقال