باسيل يعمّق طريق الشغور بـ”65 كذبة”

رواند بو ضرغم

صعد الثنائي المسيحي على شجرة التصعيد الرئاسي وبات النزول عنها مكلف سياسياً ومعنوياً وشعبياً.

يرى رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل أن خصمه المسيحي وحليفه وفق المقتضى المصلحي، رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، مأزوم ويقبل بأي اسم يطرحه عليه، حتى لو كان قد رفضه سابقاً. وهو يؤكد أمام زائريه أنه اتفق مع “القوات” و”الكتائب” وقوى المعارضة على مرشح، وأنه حائز بالمضمون على خمسة وستين صوتاً في وجه المرشح المدعوم من الثنائي الشيعي رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية.

ويستطرد باسيل أمام زائريه بالقول إن “حزب الله” لا يستطيع أن “يفرض علينا الرئيس المسيحي”، مستذكراً حديثاً بينه وبين السيد حسن نصر الله الذي سأله اذا كان يضمن مرشحه بأنه لن يطعن بالمقاومة، فأجابه باسيل حاسماً: “أنا لا أضمن أحداً”. وهذا ما اعتبره السيد نصر الله اشكالية في مقاربة باسيل الرئاسية.

يتكلم باسيل عن الوزير السابق زياد بارود بحماسة وبمنطق دفاع عنه، نافياً أن يكون رئيساً “ركيكاً” لا يلبي طموحات المرحلة المقبلة، ويعتبر أن الاستماع اليه والى مشروعه الرئاسي مقنع ومتماسك، وأن رؤيته السياسية والاقتصادية يُبنى عليها، لذلك فُهم من كلام باسيل أن بارود هو الشخصية التي توافق عليها مع “القوات” على الرغم من رفضه السابق والمتكرر لدعم هذا الاسم، على اعتبار أنه ترشح في الانتخابات الأخيرة على لوائح “التيار الوطني الحر”.

الا أن مصادر التقت باسيل أكدت لموقع “لبنان الكبير” أن رئيس التيار سيحضر الجلسة الانتخابية، إن دعا اليها رئيس مجلس النواب نبيه بري ولن يقاطعها، بل سيقترع لصالح المرشح الذي اتفق عليه مع “القوات” و”الكتائب” وقوى المعارضة. أما ثقته بالحصول على أكثرية النصف زائد واحد لمرشح المعارضة، فتضعه هذه المصادر في خانة التهويل على الرئيس بري لدفعه الى عدم تحديد موعد للجلسة وكسباً لمزيد من الوقت بهدف عرقلة وصول فرنجية الى سدة الرئاسة الأولى. فمن داخل التيار هناك معارضون لاتفاق قد يوصل مرشح تحدٍ للثنائي الشيعي، وملتزمون باختيار مرشح من داخل التيار في حال عدم الوصول الى مرشح وطني توافقي، وهو النائب ابراهيم كنعان. الا أن باسيل لا يكترث للأصوات المعترضة داخل التيار ومستمر في مناورته الرئاسية على خطي معراب وحارة حريك.

باسيل أبلغ زائريه أنه التقى مستشار الرئيس الفرنسي باتريك دوريل، وقال إن فرنسا لن تخوض معركة سليمان فرنجية الرئاسية، وفي الوقت نفسه لا مشكلة لديها في وصوله الى سدة الرئاسة. وشبّه باسيل موقف فرنسا بموقف الأميركيين في الملف الرئاسي.

الا أن مصادر أخرى قالت لموقع “لبنان الكبير” إن دوريل قال أمام باسيل بأن باريس عملت على مبادرتها الرئاسية من منطلق أن فرنجية هو المرشح الوحيد الذي يوافق عليه الثنائي الشيعي وبعض السنة وبعض المسيحيين، في مقابل تشتت الثنائي المسيحي وعدم قدرته على توحيد الموقف والاتفاق على اسم يرضي باقي المكونات ويحصل على الأكثرية.

غير أن كلام دوريل لم يُلن تعنت باسيل، كما أن رئيس التيار لم يستطع أن يفرمل الاندفاعة الفرنسية باتجاه فرنجية، الحائز على الأكثرية بين الأسماء المرشحة المطروحة. ولم يبقَ لدى باسيل الا ايهام “القوات” بالاتفاق معها والتهويل على الثنائي الشيعي برئيس لا يحمي ظهر المقاومة، لتبقى الرئاسة معلقة على حبال المراوحة والتذاكي والاستنزاف.

شارك المقال