ترشيح أزعور تقاطع من دون توافق أو تسوية

فاطمة حوحو
فاطمة حوحو

أخيراً بدأت ملامح اتفاق بين معارضي ترشيح سليمان فرنجية، من خلال التفاؤل الاعلامي بالاعلان عن التوصل الى تسمية جهاد أزعور كمرشح توافقي، وتلاقى على تسميته النواب من الكتل المسيحية الثلاث ومستقلون ونواب تغييريون وهو أمر لم تشبه شائبة حتى الآن، الا أن الاسئلة لا تزال مطروحة: هل يلتزم جبران باسيل بهذا الخيار في جلسة الانتخاب، وهل يستطيع أن يقنع حليفه “حزب” الله بهذا الأمر، وهل تثق “القوات اللبنانية” و”الكتائب” والنواب الآخرون الذين يتابعون الاتصالات ويقفون الى جانب هذا الخيار بجبران، أم أنه يبيعهم في جلسة الانتخاب فاما يتغيب أو يحضر ليصوّت كالعادة بورقة بيضاء وبالتالي بطريقة أو بأخرى يسهل لـ”حزب الله” الاتيان بمرشحه في لعبة ديموقراطية في الشكل، وهنا قد تذهب المعارضة الى جلسة غير مضمونة النتائج وتؤمن نصاباً مفاجئاً لصالح فرنجية؟!

لقد رفض باسيل ترشيح فرنجية ولم يوافق على قائد الجيش كمرشح توافقي وقطع الطريق على ترشيح ابراهيم كنعان، وبالتالي أمسك بخيوط اللعبة علماً أنه كما تردد كان قد طرح اسم أزعور سابقاً، وقيل في حينه ان الأخير لا يريد خوض المعركة كمرشح محسوب على فريق ولا يمكن له القبول بالترشح اذا بقي مرفوضاً من “حزب الله”.

قد يرى البعض أن مواصفات أزعور كمرشح صالحة لهذه المرحلة، فهو خبير مالي وكان وزيراً للمالية في حكومة الرئيس فؤاد السنيورة التي حاصرها “حزب الله” في السرايا، ويشغل حالياً منصب مسؤول النقد الدولي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وبالطبع قادر على التواصل مع المؤسسات النقدية الدولية لا سيما وأنه على اطلاع على المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، لحلحلة أزمة لبنان المالية والعمل على انقاذ اقتصاده فيما لو كانت هناك ارادة سياسية وحسن ادارة للمؤسسات بعيداً من المحاصصات الطائفية، علماً أنه ليس من السهل أن تنجح أي خطط اصلاحية ما لم يحسم موضوع سلاح “حزب الله” وبسط شرعية الدولة واقفال المعابر غير الشرعية والابتعاد عن تنفيذ سياسات الخارج ومصالحه في الساحة اللبنانية واعتماد مبدأ الحياد عن الصراعات الاقليمية، تحديداً أن لبنان لا يتحمل وزر أي عرقلة لتنفيذ الاتفاق الايراني – السعودي.

لا يحظى أزعور بالطبع بثقة الجميع، وهناك من يعارض ترشيحه لأسباب سياسية، لكن على الصعيد الخارجي ينال الثقة وقد يجري توافق اقليمي ودولي عليه من خلال اللجنة الخماسية + ايران وتنجح التقاطعات في ايصاله.

لكن أجواء “حزب الله” ليست مبشّرة، اذ أن المراوغة مستمرة في اللعب على الكلام فهو متمسك بمرشحه ويريد الحوار مع الطرف الآخر للتوافق عليه ولا يقبل له بديلاً، وقد بدا منزعجاً من تقارب المعارضة وتسمية مرشح، معتبراً ذلك نوعاً من التحدي وهو ما بدا واضحاً في موقف الشيخ نبيل قاووق والنائب حسن فضل الله. وهذا مؤشر على أن الامور ليست في طور الحلحلة وأن انتخاب الرئيس سيطول والمماحكات مستمرة لا سيما وأن بعض نواب التكتل العوني ذهبوا الى موقف رافض لانتخاب أزعور كونه من طبقة “الابراء المستحيل”.

وهنا يطرح السؤال: هل يكون قبول باسيل بترشيح أزعور كما أبلغ مجرد مناورة، علماً أنه يحب البهلوانيات ويُجري الحسابات وفقاً لمصالحه الخاصة فقط وقد يكون وافق لعلمه أن المزاج المسيحي الرافض لفرنجية قد رفضه أيضاً، وهو يريد كسب ثقة الرأي العام المسيحي الجديد من خلال القول انه يجابه خيارات “حزب الله” من دون أن يقطع معه، فهو يلعب في الوسط ويتحرك بالهجوم مع من يمتلك الكرة؟

ومن الواضح أن مسمّي أزعور يعملون حالياً على اجراء “بوانتاج” لأصوات النواب وخلال الأيام المقبلة ستتضح مواقف بعضهم، وستكون هناك اتصالات لا سيما مع كتلة “اللقاء الديموقراطي” المتحررة من مواقف الزعيم المستقيل وليد جنبلاط، والتي قد يكون لأعضائها أيضاً حرية التصويت، فالقرار لرئيسها تيمور جنبلاط الذي وإن كان أورد اسم أزعور كرئيس توافقي من بين أسماء عدة بينهم قائد الجيش جوزيف عون وزياد بارود وصلاح حنين، ولم يوافق عليها “حزب الله”.

على أية حال، الواضح أن الاتصالات ستتكثف خلال الأسبوع المقبل لتوسيع دائرة المؤيدين لأزعور طبعاً إن قبل بترشحه مع أنه كان يرفض سابقاً أن يكون مرشح تحدٍ، الا أن زيارته الى المملكة العربية السعودية قد تأتي بجديد، وبالدعم لأنه يحتاج الى 65 صوتاً، وتصبح المهمة بالتالي تأمين هذه الأصوات له.

لا شك في أن بعض النواب المعارضين يعتبرون أن ترشيح أزعور ليس من أجل حصول تسوية، بل هو مرشح تقاطع ومناسب للمرحلة أي ضمن اللعبة الديموقراطية التي تحسمها أصوات النواب في المجلس النيابي.

شارك المقال