fbpx

ايفاد لودريان “الجامع” الى لبنان… منحى تصحيحي لخيار فرنجية؟

آية المصري
آية المصري
تابعنا على الواتساب

بعد زيارة البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي الى الفاتيكان وباريس ولقائه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون غابت التحركات الاقليمية باتجاه لبنان، الا أن اللافت أول من أمس كان اعلان قصر الاليزيه تعيين وزير الخارجية السابق جان ايف لودريان ممثلاً شخصياً للرئيس ماكرون لمتابعة الملف الرئاسي اللبناني، خصوصاً أن لودريان عرف هذا الملف عن قرب خلال السنوات الخمس التي أمضاها وزيراً للخارجية، ولهذه الغاية يتوقع أن يزور لبنان قبيل جلسة 14 الجاري المقرر انعقادها لانتخاب رئيس، ويقدم تقريراً مفصلاً الى الجهات المعنية.

فلماذا غيّرت فرنسا موقفها وفي هذا التوقيت تحديداً؟ هل لذلك علاقة بالتوافق الداخلي بين المعارضة و”التيار الوطني الحر” أم أن مبادرتها الأخيرة فشلت؟ ولماذا إختارت لودريان وليس أي شخصية أخرى؟

الواضح أن فرنسا لا تريد الخروج من لبنان بصورة لا تمثل رؤيتها، وأداؤها المتسرع منذ البداية عبر دعم مرشح الممانعة رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية كان بمثابة سوء تقدير في قراءة الوضع الداخلي اللبناني.

وفي هذا السياق، رأت أوساط نيابية مطلعة على الملف عبر موقع “لبنان الكبير” أن “هناك تحوّلاً واضحاً في الموقف الفرنسي، والتبدّل الذي حصل في الواقع اللبناني وتحديداً في خط المعارضة والتيار عرضها البطريرك الراعي في اجتماعه الأخير مع ماكرون، بحيث استند الى وحدة المعارضة المستجدة وأهمية التلاقي الذي حدث ما جعل فرنسا تعاود قراءتها بواقعية سياسية، وقررت من دون أن تعلن ذلك، ليس معاقبة الفريق الذي عمل مع ماكرون وجعله يذهب نحو خيار فرنجية، ولكن على الأقل إتخذت منحى تصحيحياً صامتاً من خلال إعادة إرسال لودريان الى لبنان”.

وأشارت الى أن “خيار المعارضة ترشيح جهاد أزعور يمكن أن يجعل فرنسا تعيد حساباتها وتتبنى هذا الخيار الجديد لا بل تحاول دعمه خارجياً بطلب من الراعي أو أن يكون موقفها إيجابياً منه ولو أنه غير فاعل أو غير قادرة على القيام بمبادرة رئاسية جديدة”، موضحةً أن “فرنسا من الدول الأوروبية الساعية الى اخراج لبنان من سقطته المدوية مالياً واقتصادياً وسيادياً وهي تدرك أننا بحاجة الى خبرة تشبه أزعور وليس فرنجية السياسي التقليدي غير الملم بالملفات المالية والاقتصادية”.

وبالنسبة الى اختيار لودريان تحديداً الذي يتميز بتماس جيد مع الوضع اللبناني، أكدت الأوساط نفسها أن “لودريان لديه موقع قوي ومعبّر ومحترم جداً عربياً وأميركياً وبالتالي باستطاعته من خلال خبرته السياسية المخضرمة التعامل مع كل الفرقاء الدوليين والعرب المعنيين بالملف اللبناني الرئاسي، فهو يدرك جيداً أسلوب قراءة الملف اللبناني، ويعي جيداً كيف يقرّب بين الاختلافات الدولية حول هذا الملف لأنه الرابط والجامع”.

واعتبرت مصادر مطلعة أن “هذا التعيين الأخير ليس سوى اعلان فشل المبادرة التي سوّق لها ماكرون طيلة الفترة الماضية والمتعلقة بتبني ترشيح فرنجية لرئاسة الجمهورية بالاتفاق مع حزب الله، وهذا التقويم أتى بعد اللقاء الأخير الذي حصل بين ماكرون والراعي، الذي أبلغه فيه أن شبه الاجماع المسيحي رافض اصطفاف فرنسا التي كان ينظر اليها على أساس أنها الأم الحنون والمهتمة بالشأن اللبناني، بحيث لا تمثل بطرحها غالبية اللبنانيين، وأن خيار فرنجية لا يخدم مصلحة انقاذ لبنان اليوم ويخالف كل التوجه والطرح الذي سبق وطرحه ماكرون عندما زار بيروت بعد إنفجار المرفأ عام 2020 واللقاء الذي حصل في قصر الصنوبر يومها”.

وشددت المصادر على أن “الرئيس ماكرون انطلق بمبادرته الأولى من ثلاث ثوابت، الأولى أمنية متعلقة بأمن اليونيفيل والكتيبة الفرنسية بحيث يعتقد أنه اذا لم يكن على تقارب مع حزب الله لن يضمن أمن كتيبته. والمسألة الثانية عمل شركة توتال الفرنسية بعد ترسيم الحدود وبالتالي اذا استبعد الحزب عن الملف الرئاسي سيطير كل المسار الذي وضع في المرحلة الماضية. والمسألة الثالثة أنه يلعب على توازنات وتقاطعات اقليمية ودولية وتحديداً بعد الاتفاق السعودي – الايراني، وبعدما اكتشف أنه خسر ما تبقى له من رصيد في لبنان عاد وتراجع عن طرحه للقول إن فرنسا ستكون الراعية لكل التقاربات بين اللبنانيين في المرحلة المقبلة”.

إشترك بالقائمة البريدية

شارك المقال