مروان البرغوثي رئيساً وحسين الشيخ نائباً؟

زاهر أبو حمدة

كالعادة، انتشرت شائعات حول صحة الرئيس الفلسطيني محمود عباس. لكن الرجل بصحة جيدة والدليل أنه قطع مسافة طويلة نحو الصين وعقد اجتماعات مطولة مع القيادة في بكين. أما الشائعات الأخرى فارتبطت بخلافة عباس، و”الشخصية المفضلة” لتكون في المقاطعة. تفيد مصادر فلسطينية في رام الله، أن كل ما يُنشر هو أشبه بأمنيات شخصية أو “دس نبض” للشارع الفلسطيني والخصوم المحتملين من دون جدية في الطروح.

يعرف الجميع أن الرئاسة باعتبارها الممثل الشرعي للقرار الفلسطيني يجب أن يتقاطع فيها العامل المحلي مع الاقليمي والدولي. وعليه، لا بد من انتخابات لحسم الشرعية الدستورية، مع توافق عربي لا سيما من مصر والأردن حول الشخصية المفترضة ومشروعها المستقبلي. وعند العقدة المحلية سيكون من الصعب تقبل شخصية غير الأسير مروان البرغوثي. وهذا ما أكده أحدث استطلاع رأي في فلسطين، أجراه “المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية” في آذار الماضي. ويفيد الاستطلاع بأنه اذا لم يترشح عباس للانتخابات فإن مروان البرغوثي هو المفضل بحيث اختارته، في سؤال مغلق، أي محدد الخيارات، نسبة من 35%، يتبعه اسماعيل هنية بنسبة 18%، ثم خالد مشعل بنسبة 5%، فمحمد دحلان ومحمد اشتيه بنسبة 4% لكل منهما، ويحيى السنوار بنسبة 3%، وحسين الشيخ بنسبة 2%، وقالت نسبة من 26% انها لم تقرر أو لا تعرف من ستختار. أرقام كهذه يجب التوقف عندها لمعرفة المزاج الفلسطيني. من هنا، العقدة المحلية يحلها البرغوثي باعتبار إذا كان ذلك عبر الانتخابات المباشرة أو التعيين من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير لأنها “الوصية” على السلطة وفقاً للدستور الفلسطيني، أو عبر تعيينه نائباً بقرار من عباس شخصياً.

أما المعضلة الأصعب وهي التوافق الاقليمي والدولي، فتتمثل في أن البرغوثي أسير ولن يفرج عنه الاحتلال على الرغم من كل الضغوط. ولذلك، يتمثل الحل في تعيين نائب له خارج الزنازين ولا يخضع لـ”فيتو” دولي أو إقليمي. ومن المرجح أن يكون رئيس اللجنة التنفيذية للمنظمة حسين الشيخ. وبالتالي يمكن للبرغوثي رسم السياسة الداخلية الفتحاوية وهو المقرب من القاعدة، وكذلك من المفصولين من الحركة كمحمد دحلان وناصر القدوة وغيرهما، ويتمتع بـ “مونة” على الأطراف الأخرى لا سيما “الجناح الثوري” في التنظيم. هكذا، تتوحد “فتح” بعد تراجع شعبيتها وهذا ما أقر به نائب رئيس الحركة محمود العالول. وبالنسبة الى الخصوم الفلسطينيين لا يمكنهم المزايدة على البرغوثي أو حتى انتقاد الخطوة، فالرضى الشعبي عليه هو مرجح كفة ميزان الاختيارات.

وفي الاستنتاجات، وفقاً لسيناريو “البرغوثي رئيساً والشيخ نائباً”، يمكن توقع اصطدام تنفيذه بصقور “فتح” مثل جبريل الرجوب، ويمكن هنا تقريب وجهات النظر بأن يكون هو قائداً عاماً للحركة من دون التدخل في شؤون السلطة والمنظمة. وإذا تقدم هذا السيناريو فان الشيخ وهو صديق قديم للبرغوثي، يمكن عدم قبوله داخلياً وحينها قد تطرح أسماء أخرى غير متوقعة مثل صبري صيدم ومحمد اشتية. لكن الأهم في كل ذلك أن المنقذ لحركة “فتح” والقضية الفلسطينية بعد عباس، هو مروان البرغوثي ولا أحد غيره. وعندما يملك صفة الرئيس يحدث الزلزال السياسي الفلسطيني وبعدها لا يمكن توقع المسار، علماً أنه يملك خطة واضحة أفصح عنها في كتاباته ورسائله الكثيرة من داخل سجنه، إلا أنه أفضل من حالة الترهل والتراجع في القضية على المستويات كافة.

شارك المقال